مُنيَ رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بسلسلة من الهزائم في آخر اختبار كبير للرأي العام قبل الانتخابات العامة. وفاز حزب العمال بمقاعد في جميع أنحاء إنجلترا في الانتخابات المحلية، كما فاز في بلاكبول ساوث في الانتخابات الفرعية في وستمنستر.
وكان سوناك يستعد لليلة سيئة، لكن خسارة المجالس المحلية الرئيسية والتحول الكبير من الناخبين إلى حزب العمال في بلاكبول سيضع ضغوطا جديدة على قيادته.
وحتى الآن لم يتم الإعلان إلا عن حوالى ثلث المجالس الـ 107 فقط.
وستعلن معظم نتائج الانتخابات البلدية الأخرى يوم السبت،بما في ذلك لندن،حيث يسعى عمدة لندن صديق خان،من حزب العمال،إلى الفوز بولاية ثالثة.
وقال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر إن نتيجة بلاكبول بعثت "برسالة مباشرة" إلى ريشي سوناك من الناخبين مفادها "أننا نريد التغيير".
وقال:"لم تكن تلك مجرد رسالة صغيرة، ولم تكن مجرد همهمة، بل كانت صرخة من بلاكبول - نريد التغيير". وأضاف "تتحدث بلاكبول باسم البلد بأكمله - فهي تقول إننا سئمنا."

وقال النائب المحافظ بول سكالي إن النتائج حتى الآن "مروعة للغاية" ويحتاج الحزب إلى "امتصاص ذلك، والتعامل معه، والتواضع" و"الاعتراف بحقيقة أننا بحاجة إلى وضع رؤية خلال الأشهر القليلة المقبلة قبل الانتخابات العامة".
وحثت النائبة أندريا جينكينز، وهي معارضة لسوناك، رئيس الوزراء على الاستماع إلى الناخبين وتغيير المسار، قائلة إن الحزب بحاجة إلى "الاستيقاظ، وإلا سنخسر".
ووصف رئيس حزب المحافظين، ريتشارد هولدن، نتائج الانتخابات المحلية حتى الآن بأنها "مخيبة للآمال" وقال إن حزبه بحاجة لبدء الحديث عن نجاحاته و"رؤيته للمستقبل".

وعلى الرغم من التوقعات بإجراء انتخابات عامة في الأشهر الستة المقبلة أو نحو ذلك، قال لبي بي سي: "بشكل عام، كانت ليلة مخيبة للآمال بالنسبة لنا ولكن هذا ما تتوقعه من الأحزاب في الانتخابات النصفية للحكومة".

الموقف من غزة
واستعاد حزب العمال السيطرة على أهداف المجلس الرئيسية في هارتلبول وثوروك وراشمور وريديتش، وهي مناطق يهدفون إلى الفوز فيها في الانتخابات العامة في وقت لاحق من هذا العام.
ولكن توجد مؤشرات على أنه في المناطق التي يوجد بها عدد كبير من السكان المسلمين على أن موقف حزب العمال بشأن غزة يضر بنتائجه.

وفي أولدهام، حيث استقال اثنان من أعضاء المجلس المحلي عن حزب العمال في وقت سابق من هذا العام بسبب موقف الحزب من غزة، وفقد حزب العمال السيطرة على المجلس.
واعترف النائب العمالي بات مكفادين، منسق الحملة الوطنية للحزب، بأن "المشاعر القوية" حول الشرق الأوسط كانت "عاملاً" في الخسائر، مضيفاً: "لا أعتقد أن هناك أي جدوى من إنكار ذلك".
كما حقق حزب الخضر نتائج جيدة ويتجه نحو الحصول على عدد قياسي من أعضاء المجالس. لقد حقق الديمقراطيون الليبراليون مكاسب متواضعة حتى الآن.

وجاءت الانتخابات الفرعية في بلاكبول ساوث بعد استقالة النائب المحافظ السابق سكوت بنتون، الذي تم تعليق عضويته في الحزب بعد مساعيه للتأثير على الأصوات.

وبشكل عام، كانت ليلة سيئة بالنسبة للمحافظين، الذين فقدوا أكثر من 120 مقعدًا في المجالس المحلية وخسروا ثلاثة مجالس، بينما حصل حزب العمال على 52 مقعدًا في المجالس المحلية.
وقال خبير الانتخابات البروفيسور، جون كيرتس، إن حزب المحافظين قد يكون في طريقه لخسارة 500 عضو في المجلس في "واحد من أسوأ، إن لم يكن الأسوأ" أداء الحزب منذ 40 عامًا.

وكانت المرة الأخيرة التي تم فيها التنافس على هذه المقاعد في عام 2021، عندما استفاد المحافظون من نجاح طرح اللقاح في المملكة المتحدة.
وما زال فرز الأصوات مستمرا في أغلبية المجالس، ولا يتوقع صدور الإعلانات النهائية قبل يوم الأحد.