قرأت بتاريخ 2 أكتوبر 2004 بجريدة إيلاف الإلكترونيه مقاله تحت عنوان " المؤتمر الدولي للأقباط يدعو للمساواة" وقد ورد في المقاله نص رسالة ممدوح نخله المحامي المصري ومدير مركزالكلمه لحقوق الإنسان بالقاهره، ومن ضمن ماورد في الرساله:
" إن الشعب المصري بعنصريه المسلمين والأقباط هو شعب مسالم بالفطره، لم يكن يعرف التعصب مطلقاً إلا أن هذا المناخ الطيب قد تآكل كثيراً في السنوات الأخيره نتيجة إختراق المذهب (الوهابي الوافد من الجزيره العربيه) لبلادنا الحبيبه في زمن الإنفتاح وكان نتاج ذلك عدم قبول الآخر وتكرار الإعتداءات الوحشيه غير المبرره على الأقباط العزل" وحدد في المقاله تواريخ وسمى بعض المواقع، أود أن أرد على الأستاذ ممدوح من خلال النقاط التاليه:
أولاً: إن إطلاق الحديث على عواهنه من شخص يحسب على المصريين بأنه من الشخصيات المرموقه فهذا قصور وكبوه لم نتوقع من الأستاذ الفاضل أن يقع فيه.
ثانياً: المناطق التي إستشهد بها في خطابه الموجه إلى المؤتمر الدولي للأقباط هي مناطق ريفيه ومعظم إن لم يكن جميع سكانها لم يتعدى سفرهم إلى القاهره.
ثالثاً: طبيعة سكان المناطق الريفيه التي ذكرها الأستاذ ممدوح هم من شريحة الفلاحين المزارعين.
رابعاً: طبيعة تفكير سكان هذه المناطق وكيفية سلوكهم تتمركز فيما يرونه هم بمعنى التأثير على هذا النوع من البشر هو شبه مستحيل لو فرض أن هناك تأثير.
خامساً: مبدأ القوه والثأر والإنتقام هو طبيعه متأصله في سكان المناطق الريفيه التي ذكرها الأستاذ ممدوح سواء مسلمين أو أقباط.
سادساً: كيف يتهم الأستاذ ممدوح المملكه العربيه السعوديه بأنها هي التي أوجدت الإختلاف والفرقه بين المصريين المسيحين والمسلمين وبدون أي نسبه ولو ضئيله من التأكيد والتوثيق.
سابعاً: بعلم الأستاذ ممدوح أن نسبه ولو قليله من الأخوه المصريين الأقباط العاملين في السعوديه والذين هم محل إحترام وتقدير ويعملون في وظائف إداريه عليا في القطاع الخاص، عاشوا سنين طويله متواديين متحابيين مع إخوانهم السعوديين.
ثامناً: أنا متأكد أن الأستاذ ممدوح لايجهل أن بعض مترجمي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود كانوا مسيحيين.
تاسعاً: أنا متأكد أن الأستاذ ممدوح سمع وقرأ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته عندما أوصاهم ( أوصيكم بأقباط مصر خيراً) أو كما قال.
عاشراً: أقول أن الكلمه في مجتمع مثل المجتمع المصري إذا خرجت ونطق بها فقد حكمت وقد تأتي بأمور لم تكن في الحسبان.
أحدعشر: أستخدمت ( الوهابيه) لسنوات طويله لتعني الخروج عن الدين وعدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم وما إلى ذلك، كان قصد من تفتق ذهنه عن هذا الإستخدام ومنذ قرابة 280 سنه هو محاربة الدين من خلال الدين لأغراض سياسيه ومذهبيه أستخدمت لمحاربة الدوله السعوديه الأولى والثانيه والثالثه في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وفيما يبدو أنها مازالت تحارب.
إثناعشر: الدعوه التي قام بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليست ديناً أو نهجاً أو مذهباً إنما هي توجيه إلى المسار الديني الصحيح في وقت إنتشرت فيه الوثنيه وعبادة الأشجار والأحجار خلال فترة الركود التي سادت جميع البلاد العربيه.
ثلاثة عشر: الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يخرج عن تعاليم القرآن الكريم والسنه النبويه وهناك علماء دين كانوا قبله وعلماء دين أتوا بعده وعلى نفس المنوال كلهم (في حكم قال الله وقال رسوله)، ولكن كان التركيز على مفهوم الوهابيه الغرض منه هو ماجاء في الفقره 11 من هذه المقال.
بعد هذه النقاط الـ 13 لنا حق على الأستاذ ممدوح نخله أن يصحح هذا المفهوم لانقول إعتذاراً فليس بيننا وبين من نحتسبهم من الأقباط تاريخياً أنساب لعرب الجزيره، ولكن نقول لابد من توضيح الحقائق للآخرين الذين تغيب عنهم مثل هذه الأمور لدوله مثل المملكه العربيه السعوديه تكمل 300 عام على نشأتها في عام 2020 إنشاء الله.
وفي الختام أقول للأستاذ ممدوح نخله وإلى إخواننا المتنفذين من الأقباط في مصر لابد أن تكونوا إخوه متحابين مع إخوانكم المسلمين في مصر خاصه وتذكروا أن القلاقل تزيل النعم من أمن ورخاء، كما أن أخطر الأمور على وجه الإطلاق دخول طرف ثالث بينكم كمصريين فهذا مؤشر وعلامة ليست خطراً فقط بل كارثه. لاأحد يرغب أن يرى في مصر الشقيقه ماجرى في الصومال أو في البوسنه أو لبنان أو ما حل بالأكراد أو ماجرى في رواندا أو إيرلندا، ولكن تبقى الحكمه للمخلصين من الأقباط هي المنقذ بعد الله لتجنب الأقباط كل شر وفتنه
ولاخير في جهل إذا لم يكن له حكيم إذا ماأورد الأمر أصدر