لم أكن ارغب اطلاقاً بالرد عليك من على صفحة المواقع يا دكتورنا الجميل سيار، لكن لعدم معرفتي بعنوان بريدك، ولضرورة الرد لفك الألتباس الحاصل في شريحة مثقفينا الأعزاء دفعني الى هذا دفعاً، مرغماً عليه. وللأسف وكأن الجميع ينادي بالديمقراطية في فضاء فسيح لايردد صداه، إلا ازيز العاصفة الملتهمة للديمقراطية المنشودة على صفحات المواقع، بينما شعبنا المسكين لم يزل يرزح تحت نفس الظلم التقليدي. وكأنه الأبدي المرافق له حتى قيام الساعة. لذا فاننا كمن يتشاجر على السمك الذي لايزال يسبح بحرية، بل تحول الى أسماك من القرش المفترس يلاحقنا حتى في مضاجعنا.
فمقالكم السؤال المعنون بـ الى متى تبقى بلقيس في قفص الاتهام؟ دفعني للأجابة عليه ولو أنكم لم تذكروا اسمي لسبب أنتم اخترتموه، وأرجو ان لايكون اعتبارنا نكرات طفيلية تزج نفسها جاهدة لوضع الشاعرة المرهفة في قفص الأتهام الأفتراضي من جانبكم الموقر. فردكم وإن كان المقصود به على من اساء الرد على الشاعرة، إلا أن وضعكم ردي معه، لحق بي من الأتهام باساءة الأدب أيضاً. مع العلم أني لم أكن كذلك، بل كتبت تصوري الجميل عنها قبل الخوض بالموضوع المراد الرد عليه. وقد تتهمني بان احشر نفسي مرة ثانية لكن الرد الذي جاء من جنابكم الموقر، كان ثلاثة أرباعه رداً على مداخلتي دون ذكر اسمي. علماً أنا متقبل منكم كل شئ لقناعتي بحسن نيتكم، فرأيي بشخصكم الكريم كتبته مرة وأنتم تردون على الأستاذ فهمي هويدي أذكر منه جزء بدأته بـ (الدكتور العراقي الموصلي الجميل كان برده على الأستاذ فهمي هويدي يدلل على لحمة ابناء العراق وتوحد صفهم أمام ما يدور فيه. وكان دليلاً ثانياً بوحدة أرض الرافدين وتجذرها في تأريخه الذي يكون الدكتور واحداً من المؤرخين له، وهذا ما يدحض كل أراء هويدي بالعراق، حيث أن أهل العراق أدرى بشعابه فكيف بمؤرخيه) وأنهيته بعد أن استعرضت مواقف الأستاذ هويدي بـ. (دمت للعراق ابناً باراً يا سيار الحقيقة والحكمة. وهذا تأريخ العراق كم حجاج أراد قتله لكنه خاب وهوى وبقى العراق وهجاً يرسل بضوءه الى قارات الدنيا الخمس. فما هي إلا كبوة وسينهض العراق من جديد.) فيبدو من تعليقي هذا، على ردكم على الأستاذ فهمي هويدي، هوأنني احترم ما تكتب، ومتفق مع كل طروحاتكم وخاصة ما تطلبوه من العراقيين أولاً، وأعشق العراق وأهله ثانياً. ولكن هذا لايفقدني الحق بالدفاع عما اعتقد عن طريق الحوار والأستيضاح بطريقة شفافة. وبهذا فأنا احذر من الفتنة أكثر من الدفاع عن عقيدتي التي بالتالي عقيدة الشعب غالبية الشعب يا دكتور.
عندما قرأت مقالكم أكثر من مرة وأنتم تدافعون عن الشاعرة المهذبة، احسست بانكم تدافعون عن رأيها أكثر عن شخصها، حيث أنني بالذات لم اتجاوز حدود الأدب معها لاسامح الله. فكان من الأجدر بكم أن تفرقوا بين الردود التي بالتأكيد كان بعضها متشنج، ما يؤكد صحة ادعائي بالخوف من الفتنة. وأكيد ان هناك من أيد رأيها ومنهم جنابكم الموقر. لكن هذا يعني أننا ندخل حوارنا في مجال الجدل البيزنطي مادام أن هناك من يؤيد ومن يعارض. فلماذا إذن لانتحاور بالممكن المؤدي الى الألتقاء أكثر، من التحاور المؤدي الى التناحر لاسامح الله؟. لاسيما ونحن نعيش أوقاتاً عصيبة في عراقنا العزيز المدمى.
ولا أدري أيها الجميل الجميل، ما علاقة الرد على مقال للأستيضاح بتقييد لحرية المرأة فتطرح سؤالاً آخر بـ الى متى تبقى المرأة العربية مكبلة بالاغلال الثقيلة وهي لا تستطيع ان تتمتع بحقوقها الاساسية (ومنها: حرية الرأي) فهل الرد على آراها أنا شبهات، تعتبر تقييد للحرية،أم هو اعتراف بحقها بالكتابة، والرد على الرد أيضاً حق مكفول لها، تكفله كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والحقوق الأنسانية. فلو افترضنا أن الكاتبة المحترمة كانت، رجل فهل هذا يعني وقتها يحق لي أن ارد. فأنتم للأسف، تكيلوا لنا الأسئلة الثقال، وتقول لماذا الشاعرة بلقيس؟ وأنا اقول وبقدر التعلق الأمر بي، لم أرد على بلقيس كونها امرأة، لكنني اثار تعجبي من الخلط غير المبرر للثقافة بين المفاهيم الحضارية والمدنية والدينية، وهي مفاهيم تكمل بعضها ولايمكن فك ارتباط بعضها عن الآخر. فكما أنت ترى أيها الجميل سلسلة من الكتابات العراقية المثيرة التي هي بامس الحاجة الى وقفة تأمل.. وسيكون موضوع الشاعرة العراقية المعروفة بلقيس السنيد نموذجا. كذلك أنا أرى كتابات من وجهة نظري مثيرة ايضا ولابد من محاورتها لنلتقي بالرؤى، أو نعمل بالقواسم المشتركة ونؤجل المختلف عليه في الوقت الحاضر على الأقل، ريثما ننجز بناء الديمقراطية التي لم تزل أماني للآن. ومن هنا فلابد لنا جميعاً من الأتفاق على وضع سلم أولويات لبرنامج وطني متفق عليه لصعوبة المرحلة كما قلت.
عجبي أيها الجميل ترفض ذكر اسمي وأنت تحاورني في مسائل مهمة وحساسة جداً. فتذكر اطرائي عليك دون ذكر اسمي وأنت تحاور ما جاء فيه بقولك (اكبرت في احد الاخوة بواحد من تعليقاته على مقالاتي او عندما ذكرني في مقال اخير له باعتباري واحد من اليسار المعتدل علما بأن آخرين يصفونني باليميني المتشدد وانا لا بهذا ولا بذاك)) وأنا أصر على أنك من اليسار المعتدل، إذ لايمكن أن يحسب اليسار كله من الشيوعية. فا ليسار واليمين في الأسلام حتى. لذلك اقترن اليسار بالأعتدال ولم يبتكر بعد ظهور الشيوعية. وأنا اعتبرنفسي من اليسار، بالمفهوم السياسي الحديث للكلمة وليس بالمفهوم الديني لها، حيث غالباً ما يعتبر الدين من اليمين المتطرف، إلا الأسلامي.
ولاأريد أن أرد على مقالك فقرة فقرة، ولكن اسمح لي أن أركز على موضوعين أنت ركزت عليها لاسيما وأنت تذكر (او حتى من قام بالتعليق المختصر الجارح على ما نشرته هذه السيدة في ايلاف) ولكوني أنا من نشر في ايلاف ولكن لم يصل الى درجة التجريح كما ذكرت، واعتبرها تهمة موجهة ضدي بسبب عدم ذكرك للأسماء. والموضوعين هما ما حاورت السيدة بهما الأول: قولك ((ان المسألة لا تتعدى ان يكون البعض من الاخوة الكتاب المثقفين العراقيين ضد ما نشرته الشاعرة العراقية السيدة بلقيس التي تحدّثت عن رأيها الصريح برجال الدين مثيرة جملة من الاشكاليات التي ربما يختلف معها الاخرون فيثيرون ضدها عواصف لا تهدأ، لكن ليس من باب اعتباراتنا الاجتماعية ان نعمد الى ان نثيرها حربا شعواء فنصفها بالتطاول على المراجع الدينية في القرن العشرين من دون ان يدرك الرجال في مجتمعنا بأن المرأة لها الحق هي الاخرى)) هنا أنا متأكد من أن الدكتور الجميل لم يقرأ ردي بتمعن حيث أنني لم اعتبر التطاول على المراجع بتسميتهم رجال دين ولو أنني اعترض على هذه التسمية وسآتي عليها لاحقاً. لكن اعتباري تطاول على رجال الدين كان صريح بقول الشاعرة ((كما أنني عندما أعود لمواقف رجال الدين السياسية في تأريخ العراق الحديث مثلا أجد أن أغلب رجال الدين شياطين خرس يصمتون عن الحق حين تكون السلطة طرفا باستثناء الشهداء منهم الذين سجل لهم التاريخ والدين موقفا صلبا وشجاعا مثل السيد الصدر الكبير الذي قتل على يد صدام حسين لأنه رفض سياسة البعث وقمعها لأبناء الشعب العراقي، وكما لا ننسى هذا الموقف بالمقابل لا ننسى موقف السيد الحكيم الطباطبائي حيث صمت على تطبيق القرار رقم 13سيء الصيت عام 1963 و ساعد بفتواه على قتل آلاف الشباب العراقيين ودفن بعضهم أحياء ومنهم من لم يبلغ سن الرشد بعد، حيث اعتمد السيد الطباطبائي على الآية القرآنية الكريمة ( واقتلوهم أينما ثقفتموهم.....)) انظر يادكتور هل يستوي هذا مع حق ابداء الرأي وهل كان السيد الحكيم رحمه الله شيطان أخرس ؟ وما علاقته بقرار رقم 13 سئ الصيت ضد الأخوة الشيوعين بتصفيتهم فراح بسببه عشرات الآلاف ليس من المناضلين الشيوعيين بل أغلبهم أبرياء. ولا أدري من أين جاءت بهذه الآية، في الوقت الذي كان قرار رشيد مصلح الذي يقول اقتلوهم أينما وجتموهم، انه كلام خطير. وهذا هو النبش بالماضي الذي كنت اقصده وأنت ابن الفيحاء وأكيد عشت أو نقل لك كمؤرخ مصائب الموصل وآل كشمولة وآل العمري والفتنة بين الأكراد والتركمان، والهجمة الشرسة على الدين وعلمائه، والعراق بعد لم يستقر. حتى دفع بالسيد اصدار فتواه بالشيوعية كفر والحاد. هذا هو النبش بالماضي الذي إن اثير بشكله غير المسؤول الآن، ستعود التقدمية والرجعية من جديد تتصارع في ظل الأحتلال وأنتم من المثقفين الذين يعرفون سياسات فرق تسد جيداً، واللعب على هذه.
أما مسألة رجال الدين فأنا متأكد من أنك معي، فهذه اللفظة التي ما انفكت على السن العلمانيين يرسلوها ارسال المسلمات. هو ما يخلق الفجوة بين المختلف في عراقنا الجميل. وأنت المؤرخ تعرف أنها تطلق على المسيحية في أوربا ايام الكنسية، والبوذية والهندوسية وغيرها. أما في الأسلام ليس عندنا رجل دين، بل علماء مجددين وموائمين للفكر الديني مع الفكر العالمي باستمرار. أما من أطلقت عليهم رجال دين صبية فهؤلاء يسمون، وان اختلفوا بالسلوك والعلوم ــ حيث لاوجود لضوابط على من يريد الدخول لدراسة العلوم الدينية إلا بالتدين ــ يسمون طلبة علوم دينية. وأنا عندما الح بهذا لم يكن طلبي اعتراف بهذه الأشياء حد الأعتقاد بها، بالقدر الذي هو احترام الآخر الذي نطلقه بمناسبة وبدون مناسبة، فكما أكون أنا صادق مع نفسي باطلاق كنية المناضل الشيوعي احتراما له ولنضاله، يكون هو ملزما بذلك لتهدأت الجو العاصف أولاً، ولتأسيس احترام الآخر بالواقع وليس بالتنظير، فلا بد للنظرية من تطبيق. وعجباً تصر ايها الدكتور وتتوسع في مسألة رجال دين فمهما فهمت هذا الأنسان الملا فلايمكن ان تسميه رجل دين فتقول ((الملالي ليسوا بالعلماء: عبارة لماذا تغضبكم؟اسأل: هل كل من لبس العمة والجبة واطلق اللحية اصبح من علماء الدين الكبار؟)) ومن قال ان الملالي من علماء الدين، لكنهم ليسوا رجال دين أيضاً. هناك درجات بالتسمية وهذه تأريخية وأنت المؤرخ وهم ثلاث طبقات: علماء دين، وهؤولاء من يجتازوا البحث الخارج ويمتلكون أداوت الفقه، وعلوم اللغة والكلام، وهنا المدة تمتد حسب ذكاء الشخص. و هناك طلبة علوم دينية، وتبقى التسمية تلازمهم حتى ينهوا مرحلة البحث الخارج التي تساوي الدراسات العليا. أما الملالي الذين حشرتهم مع العلماء فهؤلاء يا سيدي كانوا سابقاً معلمي الكتاتيب، وقرائي الفال وليس لهم من العلم إلا قارءة القرآن، والنساء اللاتي يقرأن تعزية الحسين عليه السلام، تسمى الواحدة منهن (ملا، ومجموعها ملالي) لذلك ترى جماعة مجاهدي خلق الأيرانية يطلقوها على علماء ايران غرمائهم السياسيين. وعندما تقول(( كنا نحن العراقيين نسمي امثال هؤلاء سابقا ولم نزل بـ (الملالي: جمع ملا) وكثيرا ما يشبههم المجتمع بالحلاقين بسبب ثرثرتهم وسذاجتهم !! انهم فعلا رجال دين ولكنهم ليسوا من علمائه واصفيائه ومرجعياته؟ وحتى العلماء الكبار ما الضير ان نستخدم مصطلح (رجال دين) اذا كان هناك في المجتمع (رجال دنيا) وقد استخدم مصطلح (الدين والدنيا) في اغلب الادبيات العربية الاسلامية القديمة ومنه كتاب ابو الحسن البصري الماوردي " ادب الدين والدنيا "..)) فأدب الدين يا دكتور ليس علم الدين فقد يكون العالم أديباً وشاعراً، وحتى شعره فيه علم. وعندنا الكثير منهم فالسيد فضل الله والسيد محمد الشيرازي رحمه الله وكثيرون. والشيخ عبد الحميد السماوي الذي رد على الشاعراللبناني ايليا أبي ماضي على طلاسمه( بفوق أثباج الطبيعة)، كان شعره فلسفة حتى آمن على يديه بعد أن كان شاكاً بوجود الخالق. والشيخ عبد الكريم الجزائري كان رده عليه أيضاً فلسفة. وتقول (( ثم تعالوا يا اخوان: هل هناك نص يحّرم علينا استخدام مثل هذا التعبير؟)) وأنا أقول لك يا دكتور لايوجد نص يحرم، ولكن يوجد نص اسمه احترام الآخر واجلاله. وهناك مسميات علمية، فأنت لاتسمح أن يسمي احد نفسه دكتور وهو لايملك الثانوية. ونحن لانسمح للعلماء أن يسمون رجال دين، هناك رجل أعمال ورجل سياسة ورجل عسكرية، أما الدين فله علمائه الأجلاء. وعلاوة على هذا وذاك وضعنا العراقي لايسمح للخوض في مثل هذه الأمور، وإن خضنا بها لابد أن تكون هناك شفافية متناهية حتى لانستثير المتزمت والمتطرف، الذي هو حقه علينا أن نبنيه من جديد بعد الدمار الثقافي الذي أوجده فأر العوجة وزمرته.
أما الأمر الآخر هو قولكم ((اذ سمعت بأن السيدة بلقيس شاعرة واديبة ومثقفة متمكنة وانها تحفظ على ظهر قلب الاف الابيات الشعرية اذ ذكرت لي احدى صديقاتها بأن هذه الاديبة العراقية تحفظ دواوين كاملة من الشعر العربي القديم والحديث ولها مطاولتها في ذلك ولا يمكن لأي مثقف او اديب عراقي ان يبزّها في هذا الباب)) وأنا أعرف ذلك أيضاً ولمعرفتي بهذه الثقافة، واعترافي بمستواها الثقافي والأصل العائلي، وحرصاً مني على هدوء الشارع العراقي وأنتم تردون على كتابات لم تعجبكم دفعتني للرد لا للتسفيه لرأيها لاسامح الله. بل أنا أفرح واستأنس جداً عندما اقرأ لقلم نسوي، يدخل ساحة الكتابة وابداء الرأي. فلم تظلم شريحة من البشر مثلما ظلمت المرأة عندنا في العراق. فهي ليست بمستوى مساحة الثقافة الذكورية، لكننا نمتلك منهن الكثيرات، بل ونعرف الكثير من الأزواج المثقفين الذين يحددون حرية زوجاتهم في هذ المجال للأسف.
في الوقت الذي ابدي اعجابي بقلمك المتزن الهادف، اقدم شكري لكم أيها العراقي الأصيل وارجو أن تعتبر مقالي ليس هجوماً، بل تحريك للحوار باعطاء كل ذي اختصاص اختصاه، وكل ذي شأن شأنه. فهناك مواضيع كثيرة مفيدة للمرأة تستطيع أن تكتب فيها السيدة بلقيس مع المحافظة على المشاعر من اثارتها، بسبب وجود التفاوت الثقافي، والتباين بالمستوى العلمي. خاصة في الداخل المقهور ليتسنى لنا بناءه بناءً سليماً، بهدم الجدر التي بناها الماضي، وتقارب الرؤى وان اختلفت. وكذلك أود تقديم اعتذاري للسيدة بلقيس ان كنت تجاوزت الحدود، مع احتفاظي بالقول، الأبتعاد عن الخوض بمفاهيم الدين، فالشيخ الوائلي رحمه الله كفّر يوماً لأنه تكلم في موضوعك التي أثرتيه أيتها الجنوبية الأصيلة.
ويبقى أن أودعك بالشكر الجزيل على تسفيهك الذي خالف بداية حديثك، وإن كنت تنكر هذا فكان من الأجدر أن تفرد لمقومات الكتابة ومبادئها على المواقع، مقالاً خاصاً يستفاد منه المبتدئين عندما تقول ((ومما زاد في الطين بلة، عزلة الجيل الجديد عن القراءات للكتب والمجلات بعد الانغمار في مواقع معينة في الانترنيت واعتبارها وسيلة اساسية في الثقافة بحيث اجد ان عشرات الكتاب لا يعرفون يكتبون املاء صحيحا وانشاء جيدا خاليا من الاخطاء وبلغة عربية سليمة بحيث لا يفرق بين الضاد والظاء ولا يدرك كيفية الجزم او النفي او المضاف والمضاف اليه.. وهم يحاججون ويؤاخذون ويعتبر انفسهم من ذوي الباع في الفكر والادب ! ان هزال الثقافة العربية المعاصرة يأتي واضحا وبينا على كل جانبي الحياة عند العرب سواء كان ذلك في دواخل العرب ام في شتات العالم !)) ولكن لاأدري كيف توفر لك أن تفهم ما كتبناه يا دكتور؟ وهل كل من لايملك الأنشاء الجدي والتعبير الجيد عليه أن يبقى قارئ مابقي الدهر؟ في الوقت الذي يلجأ الكثير من المؤلفين قبل اصدار كتبهم الى اساتذة باللغة للأشراف عليها وتدقيقها، ثم يعاد تصحيحها بعد الطبع، ثم يضاف ملحق بالأخطاء في كل نسخة. ووجود مصححين لغويين في أغلب الصحافة المرموقة. فليس كل من يريد أن يكتب عليه ان يناطح سيبويه باللغة، لكن هي مجرد فكرة يرغب الأنسان تمريرها عبر الأثير، وقد تجد في بعضها ما ينفع أكثر من مواضيع كبريات الصحف، التي غالباً ما تفرض الرقابة على كتابها بل الكل عليه أن يكتب وفق سياسة صحيفته.
وأخيراً أقول هل ترك صدام لهذا الشعب أن يتنور بالقراءة، ويتعلم كيف يكتب، بعد أن حدد كتب العراق بلون واحد على مزاجه الفردي. وهل ترك المنفى الذي دار خلاله العراقيون، من فسحة للقراءة لكي نتعلم؟ اسئلة تحز في القلب الذي أصابه الألم والمرض والتغرب حتى غدا مثقفينا يكيلون بمكيالين.
زهير الزبيدي