الحسنة الوحيدة للنخب السياسية العراقية إنها لاتتعبك في سبر أغوار سرائرها، وإكتشاف مخططاتها، فالسياسي العراقي يمارس إجرامه بحق وطنه في وضح النهار متحدياً شعبه بكل وقاحة.
وأياد علاوي نسخة مكررة من فكر وسلوك السياسي العراقي النمطي اللاهث خلف كرسي السلطة بمختلف الطرق الغير مشروعة... هذا السياسي الذي أنجبه المجتمع العراقي وغذاه بثقافة سياسية أهم معالمها البشعة هي السعي من أجل المصالح الشخصية، والحزبية، والطائفية، والعرقية بأستماته وفي كل الازمنة... أما مصلحة العراق فلتذهب الى الجحيم ، فالوطن لدى السياسي مجرد وسيلة لاأهمية لها يعبر من خلالها لتحقيق أطماع الوصول الى السلطة!!
وأمام هذا الفراغ السياسي المرعب في العراق، وغياب النخب الفكرية، والسياسية الوطنية، والوعي الجماهير.. سيكون المجال مفتوحاً لاياد علاوي لاضافة جروح جديدة للعراق، وستكون فترة سلطته في ظل الاحكام العرفية احدى المحطات التي تؤسس لخراب قادم يتمثل في تمرير فقرات دستورية مؤذية للبلد، وتبديد لثروات العراق، وتنازلات تمس وحدته وسيادته ، ومزيداً من الفوضى والعشوائية ، وعرقلة العملية الديمقراطية والفصل بين السلطات للابقاء على القبضة الحديدية وتركيز السلطة بيده.
أما عن أوجه الشبه بين أياد علاوي.. وصدام حسين فهي :
* كلاهما بعثياُ
* صدام حسين جاء الى السلطة من الاجهزة الامنية التي عمل فيها.
* أياد علاوي جاء الى السلطة من الاجهزة الامنية التي سبق له الانخراط فيها أثناء نشاطه في صفوف حزب البعث.
*صدام حسين أول خطوة نفذها تمهيداً للانفراد بالسلطة هي الاشراف المباشر على الاجهزة الامنية، وعقود وواردات النفط.
* أياد علاوي أول خطوة قام بها هي السيطرة على كل الاجهزة الامنية، وأتبعها بالسيطرة على عقود وواردات النفط.
* صدام حسين قام بزرع أزلامه في كل مؤسسات الدولة.
* أياد علاوي قام بزرع أزلامه في مختلف مؤسسات الدولة الان.
* صدام حسين كان يغازل الدول العربية على حساب مصلحة العراق.
* أياد علاوي أخذ يغازل الدول العربية على حساب العراق، وما موافقته على مد إنبوب نفط الى الاردن بأسعار رمزية مخفضة، وعدم جديته في المطالبة بأسترجاع الارصدة العراقية المجمدة في الاردن.. إلا نموذجاً على التفريط بمصالح العراق بغية تحقيق مكاسب شخصية رخيصة وكسب دعم الاردن له شخصياً.
إن ملامح تفرد علاوي بالسلطة تحت شتى الذرائع ستكلف العراق المزيد من المشاكل والخسائر... مالم يتم التصدي لطموحاته الشخصية ولجم أطماعه الشرهة، وإندفاعه الخطر صوب تركيز السلطة بيده وتكرار مأساة تسلط حكم الفرد الدكتاتوري من جديد في العراق.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات