مازالت قضية الانتماء الوطني لشيعة العراق من الازمات المسكوت عنها لدى العقل السياسي العراقي، واذا كان أكراد العراق يصرحون علناً - للاسف- إن إنتمائهم للقومية الكردية يتقدم على إنتمائهم للعراق، وهم ولايخفون نواياهم الانفصالية، فأن موقف شيعة العراق ملتبس وشائك، ويعتبر واحداً من أكبر الاخطار التي ستواجه بناء الدولة العراقية على أساس مبدأ المواطنة!!
لقد أحدث تصريح وزير الدفاع العراقي الشجاع بخصوص الممارسات العدوانية التي تقوم بها إيران ضد العراق.. أحدث فرزاً داخل الطائفة الشيعية، وكشف عن قطاعات كبيرة من شيعة العراق تعاني من خلل خطير في قضية الانتماء الوطني للعراق، وبعيداً عن الجماعات الشيعية العراقية المرتبطة بالمخابرات الايرانية، فأن السواد الاعظم من الشيعة البسطاء مازال الوطن لايحتل المرتبة الاولى في قلوبهم، ومازالوا يفكرون بدافع تعصبهم الطائفي الوراثي بعيداً عن العقلانية، ومعرفة الاولويات الوطنية، وإدراك شرف الانتماء للوطن.
الغريب إن غالبية شيعة العراق تعرف تماماً طبيعة الدور التخريبي الذي تمارسه أجهزة المخابرات الايرانية في العراق، ويلمسون عملياً حجم التغلل الايراني ومدى تأثيره الكارثي على وطنهم ، إلا إنهم يفقدون وعيهم النقدي، ووضوح الرؤية أمام التعصب الطائفي الاعمى.
إن تاريخ - غالبية - شيعة العراق لم يكن في يوم ما تاريخاً وطنياً، فقد تماهى وذاب أكثرهم في الثقافة الايرانية، بل قطاعات كبيرة منهم حملت السلاح الى جانب الجيش الايراني وحاربت وطنها العراق،و مارست - ومازالت - التجسس لصالح ايران!!
أما العناصر الوطنية الشيعية، فهي الاخرى تتصف بالسلبية والجمود، وإلا أين تظاهراتهم وإحتجاجاتهم على الدور الاجرامي الايراني في العراق؟.. أين دفاعهم عن وطنهم بوجه العدوان الايراني؟!
ولكن مهلاً فالازمة أزفة على النهاية، وكل الدلائل تشير، وآخرها تصريح وزير الخارجية الأمريكية عن عزم المجتمع الدولي على نقل الملف النووي الايراني الى الامم المتحدة، وظهور الادلة على التورط الايراني بالاعمال الاجرامية التي إرتكبتها القاعدة... كل هذه ماهي إلا مقدمات على تنفيذ المشروع الاستراتيجي الامريكي لتوجيه ضربة نهاية وكاسحة لحكومة رجال الدين في ايران واسقاطها، وضرب الحركات السياسية المرتبطة معها في العراق ولبنان وبلدان اخرى، وبدء فجر جديد من الوعي السياسي الوطني لدى شيعة العراق ، و تمتع الشعب الايراني بحقوق الانسان والكرامة بعد إندحار سلطة ملالي إيران للابد.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات