إيلاف من روما: أصدر نادي يوفنتوس ستابيا المنافس في دوري الدرجة الثانية في إيطاليا بياناً حول قضية لاعبه رومانو فلورياني موسوليني حفيد الديكتاتور الأشهر بينيتو موسوليني.

الأمر حدث عندما سجل اللاعب هدف الفوز ليقود فريقه للانتصار بهدف دون رد على ضيفه تشيزينا قبل أيام، وهتف مذيع الملعب بالاسم الأول للاعب وليس اسم موسوليني، واستجاب جمهور الفريق المضيف بهتافات عالية باسم جده، ورفعوا أذرعهم اليمنى احتفالاً، وهي التحية الفاشية التي كان أتباع موسوليني يستخدمونها.

وذكر يوفنتوس ستابيا في بيانه أنه لا يقبل أن يتم استغلاله، وذكر أن جمهوره احتفل مع لاعبه كما كان يفعل دائماً مع كل الأهداف، ولا صحة للربط بين اللاعب وبين جده الفاشي.

وكان رومانو فلورياني، حفيد الزعيم الفاشي موسوليني، قد أثار جدلا كبيرا بعدما سجل الجناح البالغ من العمر "21 عاما" والمعار من لاتسيو إلى يوفنتوس ستابيا، هدفه الأول في الفوز 1-0 على تشيزينا، يوم الأحد.

أضواء وشهرة.. بسب الجد أم المهارة الكروية؟
وخطف اللاعب الأضواء ونال اهتماما إعلاميا كبيرا كونه حفيد بينيتو موسوليني، وكانت والدته أليساندرا موسوليني، وهي سياسية سابقة، حاضرة في المدرجات أثناء المباراة بدوري الدرجة الثانية الإيطالي.

وقد أثار احتفال مشجعي يوفنتوس ستابيا جدلا واسعا ونقاشات حادة، فبعد هدف اللاعب الشاب، صرح مذيع الملف مرارا وتكرارا "رومانو"، وهو ما رد عليه المشجعون بحماس "موسوليني"، كما شوهد بعض المشجعين وهم يؤدون "التحية الجدلية" المثيرة للجدل، وهي لفتة مرتبطة تاريخيا بالفاشية.

وصرح رومانو في وقت سابق برغبته في أن يتم الحكم عليه فقط بناء على أدائه الرياضي، بعيدا عن اسم عائلته.

ويشهد مشوار اللاعب الشاب تطورا ملحوظا، فبعد أن انتقل من صفوف شباب لاتسيو إلى يوفنتوس ستابيا على سبيل الإعارة، بعدما أظهر إمكاناته، وأشاد به المدير الرياضي ليوفنتوس، قائلا: "سرعته وقوته تجعله مميزا، أعتقد أنه يتمتع بإمكانات كبيرة".

ومع ذلك، أثار الاحتفال مناقشات عديدة حول استخدام الرموز والإيماءات المرتبطة بالفاشية في الرياضة.

تحقيقات رسمية في التحية الفاشية
بدوره فتح الاتحاد الإيطالي لكرة القدم تحقيقا بعد أن احتفل مشجعو نادي يوفنتوس ستابيا بهدف سجله حفيد بينيتو موسوليني بالتحية الفاشية.

وبينما كان المذيع ينادي "رومانو" سبع مرات، بدا أن العشرات من المشجعين استجابوا في كل مرة بالتحية الفاشية والهتافات الحماسية "موسوليني".

وقال الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إنه يبحث الأمر. وأضاف "سيرسل مكتب المدعي العام الاتحادي تقريرا بشأن الحادث... إلى قاضي الرياضة في دوري الدرجة الثانية الإيطالي لإصدار حكم".

قانوناً.. التحية الفاشية ليست جريمة
وفي هذا العام، قضت المحكمة العليا في إيطاليا بأن أداء التحية الفاشية ليس جريمة، ما لم يعرض النظام العام للخطر أو يخاطر بإحياء الحزب الفاشي المحظور. وجاء الحكم، الذي أشعل شرارته حادث في ميلانو، بعد أيام من ظهور مقطع فيديو لمئات الرجال يؤدون التحية الفاشية خلال تجمع سنوي في روما.

ونفى نادي يوفنتوس ستابيا في بيان نشره على موقعه الإلكتروني أي صلة بين تصرفات مشجعيه والفاشية. وقال البيان: "على مدى 117 عاما، يحتفل النادي بأهداف فريقه. وعندما يتم الإعلان عن اسم اللاعب الذي سجل الهدف، نرفع أذرعنا إلى السماء كعلامة على الفريق الذي في قلوبنا والذي يمثل المدينة. وهذا ما حدث مرة أخرى مع هذا الهدف".

شارك فلورياني موسوليني في كل مباريات الدوري مع يوفنتوس ستابيا هذا الموسم، على سبيل الإعارة من لاتسيو، حيث انضم إلى فريق تحت 19 عامًا في عام 2021.

اعتبر البعض أن توقيع لاتسيو على الصفقة من شأنه أن يغذي الصور النمطية اليمينية المتطرفة للنادي، الذي عانى لفترة طويلة من مزاعم الهتاف العنصري والإشادة بالفاشية.

وفي عام 2021، أوقف النادي صقاره خوان بيرنابي، المكلف برفع شعار النسر الخاص بالنادي قبل انطلاق المباراة، بعد أن تم تصويره في الملعب وهو يهتف لبينيتو موسوليني.

ودعا فلورياني موسوليني الناس إلى الحكم عليه من خلال أدائه. وقال لصحيفة لا جازيتا ديلو سبورت هذا العام: "كان جدي الأكبر، بينيتو، شخصًا مهمًا للغاية بالنسبة لإيطاليا، لكننا في عام 2024 وقد تغير العالم".

والدته، أليساندرا، عضو البرلمان الإيطالي والأوروبي السابقة ، هي حفيدة بينيتو موسوليني، الذي استولى نظامه الفاشي على السلطة في 1922، وحكم إيطاليا حتى عام 1943.