الجزء الاول


تتعرض المرجعية الدينية العليا و القوى الاسلامية في العراق وبالاخص المجلس الاعلى وحزب الدعوة واتباع السيد مقتدى الصدر الى حملة واسعة النطاق تقوم بها اطراف متعددة بعضها محلي وبعضها الآخر اقليمي ودولي تستهدف تقويض التاييد الشعبي الواسع الذي تحظى به في الشارع العراقي وزرع الفتن و الاضطرابات و التناحرات والانقسامات فيما بينها وبما يضمن اضعافها وتششتها واشغالها ببعضها البعض وتصويرها بعد ذلك بالقوى التي لاتملك القدرة او الخبرة على قيادة البلاد في معركة البقاء والبناء.

ولقد اتخذت هذه الحملة المنظمة التي ازددات شراستها هذه الايام اشكالاً متعددة منها:

اولاً. الاغتيال السياسي:
كما حصل في اغتيال شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم والشهيد الحاج عزالدين سليم وغيرهم من قادة الشيعة ورجالاتها وكذلك ماجري من ذبح لابنائنا الشيعة الابرياء في الفلوجة والسعي الى مهاجمة التجمعات الشيعية في بعض المناطق العراقية كديالى والمحمودية.

ثانياً. التعتيم والتشويه الاعلامي:
كانت مرجعيتنا الدينية هي السباقة في دعوتها الى اجراء انتخابات حرة مباشرة في العراق واكد قادتنا السياسيون على انهم يسعون الى بناء دولة ديمقراطية فدرالية تعددية ولكن وسائل الاعلام تسعى الى تجاهل ذلك كله وترويج فكرة ان الاسلاميين في العراق يسعون لبناء دولة اسلامية مماثلة للنموذج الايراني وهولاشك كذب محض.

ومن امثلة التشويه والتعتيم الاعلاميين الدامغة مانسبته زوراً وبهتاناً بعض وسائل الاعلام الى السيد عبد العزيز الحكيم حول مطالبته بالتعويضات الايرانية وهو ما انكره هو شخصياً خاصة انه قام عندما شغل منصب رئيس مجلس الحكم المنحل بجولة برفقة السيد جلال الطالباني كان غرضها الاساسي اسقاط الديون العراقية ولكن بعض العلمانيين تمسكوا بهذا الخبر الكاذب امعانا في التشويه وعندما طالب مؤخراً الدكتور عادل عبد المهدي وهو احد مساعدي السيد الحكيم وفي طهران نفسها باسقاط جميع لتعويضات الايرانية والكويتية لان الشعب العراقي كان ضحية من ضحايا الطاغية ونظامه الدكتاتوري حاله حال الشعب الايراني والشعب الكويتي لم يحظ هذا التصريح المهم بما يستحقه من اهمية وتجاهله جميع العلمانيين الذين مابرحوا حتى الامس القريب يتهمون السيد عبد العزيز الحكيم بتصريح لم يقله ابداً.

ثالثاً. زرع الفتن والاضطرابات والتناحرات والانقسامات الداخلية:
وهنا فالامثلة كثيرة وواضحة ولاتحتاج الا قليل من الجهد والتركيز الذهني لفهم مدلولاتها واغراضها الخبيثة ولعل ابرزها التصريحات العدائية المتكررة من قبل وزير الدفاع في الحكومة العراقية المؤقتة حول ايران واعتبارها بدون وجه حق العدو الاول للعراق والتي قالها ويقولها مدفوعا من قبل قوى داخلية و خارجية تسعى لتحقيق اهداف لها مغرضة ومن هذه الامثلة محاولة وسائل الاعلام وخاصة بعض الفضائيات المأجورة تصوير المجلس الاعلى ومنظمة بدر كجبهة مضادة لتيار الشهيد الصدر الثاني وجيش المهدي وسعي بعض المأجورين والمخربين والمندسين من اجل جرهم الى مواجهة عسكرية في المدن العراقية وبالاخص مدينة النجف الاشرف ولكنهم لن و لم يحصدوا الا الخيبة بسبب وعي قياداتنا و منها ايضاً الحوار الدائر الان في صفوف حزب الدعوة والذي خرج بشكل واضح عن هدفه الاساس وهواتخاذ مايلزم من اجراءات ضرورية لتعزيز دور الحزب ونشاطه في المرحلة الراهنة ليستغل من قبل بعض الجهات المشبوهة التي تحاول زرع مزيد من الانقسامات الداخلية في صفوف هذا الحزب المجاهد.

رابعا. المؤامرات الاقليمية والدولية:
تسعى بعض دول المنطقة وبكل قوة من اجل اعادة الوضع الى ماكان عليه في سنين التسلط العفلقي الجدباء لتتسلط الاقلية من جديد على رقاب العراقيين وفي هذا فانها تسعى بكل قوة من اجل عدم حصول الشيعة على حقوقهم المدنية والانسانية والسياسية كاكثرية غلبت على امرها واضطهدت في كل الازمنة الغابرة حتى ان ملك الاردن عبدالله ورئيس مصر حسني مبارك وفي تصريحات موثقة لم يخفوا ابداً خشيتهم من حكومة اغلبية شيعية.
اما الامم المتحدة فقد لعبت دوراً قذراً في العراق ابرز سماته الرشاوي التي تسلمها مسؤوليها من خلال برنامج النفط والغذاء في عهد الطاغية صدام وقيامها بمحاولات عزل القوى الاسلامية الخيرة عند تشكيل الحكومة الحالية وهذا ماكان يهدف اليه ممثلها الاخضر الابراهيمي فكانت من نتائجه استيزار بعض البعثيين ومنهم الشعلان الذي يريدها الان ولاعجب قادسية شعلانية تحرق الاخضر واليابس من جديد في المنطقة ولايزال دور الامم المتحدة محفوفاًُ بالتساؤلات المشروعة وخاصة اللجنة التي شكلتها للاشراف على الانتخابات المزمع اجراؤها مطلع العام المقبل وألياتها والمسائل الاخرى المتعلقة بها مع مخاوف حقيقيية من قيامها تحت غطاء الشرعية الدولية باعادة البعثيين وغيرهم من المنافقين الى سدة الحكم من جديد.وتبقى حقيقة واضحة وهي ان دول قوات التحالف المرابطة في العراق وخاصة اميركا لاتتمنى رؤية اكتساح الاسلاميين للانتخابات المقبلة وهنا فان تساؤلاً مشروعا سيظل ينتظر الجواب الدقيق وهو ان كانت اميركا و وحليفاتها ستكتفي بالتمني فقط ام انها ستعمل ومن الان و بما يضمن ابعاد الاسلاميين عن مراكز القرار في الحكومة العراقية المنتخبة القادمة.
[email protected]