منذ اكثر من اربعة اعوام والاردن يتعرض لقضايا فساد كبرى، كان ابطالها من كبار رجال الدولة، افتتحها( البطيخي) مقرر مجلس امن الدولة ومدير المخابرات العامة بمئات الملايين من الدولارات، مرورا ببيع اراضي العقبة لمستثمرين باوراق مزيفة، الى ادخال الخردة العراقية من حديد وصلب ودبابات وسيارت ومواد مشعة من مخلفات الحروب العراقية الى الاردن ليصبح الاردن مكب نفايات العراق لحساب مجموعة من التجار، ثم قضية التفجيرات الارهابية، وبعدها فضيحة بيع اسئلة الثانوية العامة وكان ابطالها مدير تربية ومساعدوة، ومدارس خاصة، والان فضيحة النفط الكويتي.
انها سلسة من الفضائح شوهت سمعة الوطن الاردني، وجعلت الاردن يبدوا وكانه ملجئ للصوص والمرتزقة والحرامية والمجرمين. والمواطن الاردني يراقب ما يجري في وطنه وهو لا حلى له ولا قوة.،من عين هؤلاء اللصوص في اجهزة الدولة المختلفة، ومن هو الذي وزرهم ( وزراء ) ومن هو الذي منحهم رخص لمدارس خاصة وجامعات. يتسائل الاردنيون بعد كل سرقة او فضيحة مالية - عن السر وراء ما يحدث وهل هي مؤامرة لتشوية صورة الاردن، ام ان هؤلاء الحرامية يعرفون ان الجوازات التي يحملونها هي مؤقتة لكسب ما يمكن كسبة ثم رميه بعد الانتهاء منه على قارعة الطريق. وهل الاردن ممر ام هو مقر ووطن دائم.
على الحكومة الاردنية ان تعي ما يحيق بمؤسسات الوطن من خطر حقيقي، وان تنتهي من لعبة الهاء الناس بقصص خرافية، وان تنتهي من كذبة التنمية السياسية وحكاية مؤسسات المجتمع المدني، وان تلتفت الى مؤسسات المجتمع الاردني المنهارة، والى القيم الاردنية النبيلة التي اخذت تذوب وسط هذا السيل الجارف من الفساد السياسي والاجتماعي والقيمي، وان لا تساق وراء قيم السوق والبلطجة والشطارة والفهلوة التي تحكم الشارع التجاري الان، وقيم -الشاطر يدبر حالة - التي دخلت الى الوطن مع دخول الوافدين الية. على موسسات المجتمع الارني ان تلتفت الى تاصيل قيم الصحراء اخلاق الفرسان بعد هذا العفن الذي اخذ يصيب كل مرافق الحياة.
ان الاردن يعتبر اخر معاقل الالتزام العربي، والبساطة العربية والتسامح العربي. وان سكانه ما زالوا في اغلبهم على الفطرة، فلا تجعلون نصف المجتمع المدعي للحضارة يدمر النصف النقي بدعوى التحضر، ان المركب ان ثقب طرفه على الركاب في الطرفين ان يتحدوا لسد الثقب، والا غرقوا. وان عفن نصف صندوق من الخضار، فان العفن سيطال الصندوق باكملة، فلا تنفع دعوات ان هؤلاء ليسوا منا، وانهم غرباء، فالمصيبة واحدة، والمصيبة قادمة.
محلل سياسي
باحث في الاعلام الدولي / بريطانيا
التعليقات