جميع أمم الكرة لارضية تطورت الا العرب – خير أ مة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . بدلا من التقدم واللحاق بركب الحضارة تراجعوا الى الخلف .
إبتدعوا نظاما جديدا لم يألفه العالم – الجمهوريات الوراثية. الصين ربع سكان الارض لهم وزير خارجية ورئيس واحد والعرب نفوسهم لاتتعدا 250 مليون نسمة لهم
22 وزير خارجية وملك ورئيس وأمير بمختلف الاحجام والقياسات فمنهم كتلة لحم ضخمة متحركة ومنهم لايفهم في الحياة سوى قواعد التعامل مع قطعان الابل والماشية –
العرب طالما أضاعوا أرضا وحقا ووقتا وخسروا معارك وكرامة وبقوا ينتظرون على قارعة طريق القانون الدولي ينتظرون من ينصفهم! الحق للمدفع والضعيف يريدالشهود! ومازال العرب يخشون العرب أفراد وقبائل وحكومات يستعينون بالاجنبي على بعضهم البعض وتفتح أراضيهم لتكون في خدمة أعداء العرب ومنطلق للعدوان عليها لتدمير
الذات العربية! ملوك ورؤساء وأمراء إتفقت كلمتهم على ان لايتفقوا يجتمعون على الاذعان والذل والاهانة . إجماعهم ( السكوت) ترتعد فرائصهم. مرتجفون. عمالقة في بلادهم وصغارا في الخارج لو إطلعت عليهم لوليت منهم فرارا – مطايا للاجنبي وعلى أبناء جلدتهم ذئآب . ملك يستغل الفرصة ليبلغ أعداءه أن أمته قررت الهجوم عليهم وملك آخر يجلب مخابرات عدوه لينصب أجهزة التنصت والتصوير لجميع قرارات القمة العربية – ورئيس نصف مجنون وآخر نصف عاقل وبوال على عقبيه . أمة تطرب و تترنح تسمع وتطيع للاجنبي كالحجر حينما يسقط من القمة لايستقرإلا في قعر
الهاوية في أدنى حالات الضعف والهزيمة النكراء – اللغة العربية تلفظ أنفاسها أو كادت لولا القران ا لكريم حافظ على البقية الباقية منها – فالعرب الذين لايتكلمون العربي زاد وجودهم من الصومال الى شبه الجزيرة العربية والخليج
العربي ولبنان وأخيرا ينظم الى القافلةالعراق – أوروبا عشرات الدول ومئات القوميات والاديان والمذاهب والطوائف جيشها واحد واقتصادها وعملتها وسوقها وقوانينها متوحدة يعاملون العرب على أنهم أمة واحدة وعمليا 22 دولة منقسمة على ذاتها وكل منها يحمل هما هائلا من ركام التناقضات الداخلية . أمتهم ودينهم وتاريخهم وأرضهم وأصولهم ودمهم واحد – شراذم مهاجرين من مختلف بلدان العالم متحدين ومنظمين إستولوا على أرض أمة مبعثرة لاتعرف وحدة المصالح وا لكلمة والحفاظ عليها خسروا فلسطين والان بغداد عروس العرب وحاضرة المشرق العربي تبكي حزينة متشحة بالسواد تلملم الجراح تنزف وتسبح بدم أبنائها تمسي وتصبح على أكداس القمامة تسحق هاماتها أحذية جنود المحتلين يستبيحون شرف ماضي وحاضرومستقبل أبنائها لاتكاد تصحوا من إجتياح غزاة الى إحتلال المغول والاتراك والفرس والانكليز واخيرا مغول القرن الواحد والعشرين ( الامريكان )– إجتمعت عليها الضباع والثعالب والطيور القمامة تنهش بها – تنظر الى أبنائها الغيارى متوسلة أن ينهضوا من رقدة العدم . سيكون مصير قمتها كمصير آخر ملوك بني الاحمر في الاندلس ( أبو عبد الله الصغير ) عندما خرج من غرناطة مطرودا مع حاشيته سنة
1492 وتوقف عند نقطة تطل على مملكته المطرود منها لاخر مرة حين التفت وبكى فنهرته أمه عائشة وقالت له بيتها المشهور :.
أبكي مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال
ثم عبر العدوة الى مدينة مليلة المحتلة الان من قبل أسبانيا واستقر في فاس معاملا وفق القول ( إ رحموا عزيز قوم ذل ) ومازال الدليل السياحي الاسباني يصطحب السائحين الى المنطقة التي أطلق عليها إسم ( السعيد ) المكان الذي أطلق
فيه المطرود آخر حسراته . ستبكون ملكا مضاعا إذا لم تحافظوا عليه مثل الرجال . وإذا كان صدر هذا اليوم إنقضى فإن غدا لناظره قريب.
رئيس تحرير مجلة الحقائق
النجف الاشرف ص ب 639
[email protected]
التعليقات