عزيزي د. شاكر،
يبدو يا سيدي الفاضل أن الهجوم استعر عليك.. أو هذا ما بدا بعد أن بدأت إيلاف في نشر تعليقات القراء.
لم أدرك قط مقدار ما يمكن أن يعانيه المرء كونه مختلفاً… إن كنت أنا لصغر سني و تجربتي الحياتية الهزيلة أشعر أن نقد بعض القراء بتلك الصورة مخيف و مؤلم و محزن، فهو لك بالتأكيد intellectually stimulating فأنت طبيب ماهر.. ليس فقط في تشخيص الداء المتفشي في الجسد العربي لكنك أيضا صبور في العلاج، فالسرطان لا يعالج في أسبوع.. و الطبيب إن صادفه مريض أرعن أحمق يشفق عليه من نفسه.
الكاتب المؤثر يا سيدي ليس قلم حر فقط، لكنه روح إنسانية راقية جميلة شجاعة خلوقة، و أنت يا سيدي العزيز - بقلمك و روحك- كان لك أروع الأثر في نفوس قرائك.
٭ لدي تساؤل..
القراءة التاريخية لبعض النصوص القرآنية تبدو غير منطقيه ليس للمتشددين فقط لكن للمتدين العادي؛ فالحجاب ليس من الإسلام في شيء و أحاطته ظروف اجتماعية و تاريخية.. نظرة الإسلام للآخر بصفة عامة – إن كان تكفيره له ظرف تاريخي فلم لا يكون قبوله خاضع لنفس الخصوصية؟
العالم الإسلامي لم يشهد الصراع المرير الذي حدث في أوروبا في العصور الوسطي ليكون علمانيا.. بالإضافة إلي أن النبي محمد لم يكن قائدا روحيا فقط بل محارب و سياسي و إنسان قبل كل شيء إختبر كل ما يمكن أن يختبره أي إنسان فوضع تنظيم لأدق أدق التفاصيل في حياة المؤمن أي أن وضعه كمثال و نموذج يبدو منطقيا بل و محببا دينيا.
فإن كان المسلم سيقتدي بالنبي في ال core concepts أو روح الإسلام من تسامح و رحمة و عدل... الخ و يرى باقي النصوص في إطار تاريخي، فما الفرق إذن بين الإسلام و أي منظومة أخلاقية أخرى؟
ليرعاك الله و يحفظك دوما،
مصر