ياله من حظ ذلك الذي حظي به الفرنسيان الصحفيان، حظ لم يحالف صحفيين اخرين خطفوا واعدموا ولم يناشد الخاطفين لاجلهم احد من العرب ومن رجال الدين ومن رجال السياسة العرب وبضمنهم بعض القادة العرب.ولكن الفرنسيين حظيا بكل ذلك وفوق ذلك حتى ان ياسر عرفات تدخل من اجلهم واستنفر العرب وكل من له علاقة من قريب او بعيد من اجل اطلاق الصحفيين، وبالمناسبة فان قناة الجزيرة ايضا تدخلت من اجل اطلاق سراح الرهينتين الفرنسيين!.لقد كان هناك كما ذكرت مختطفون من الصحفيين ومن جنسيات عدة لم يكن هناك تدخل من اجلهم بل كان هناك صمت مطبق ازاء اختطافهم وقتلهم بدم بارد ولم تكن سمعة الاسلام لتحرك اولئك وكأنهم يعتبرون ذلك يصب في خدمة الاسلام! ولكن مع الفرنسيين اختلف الموضوع وصارت سمعة الاسلام مهددة ومصير الجاليات العربية ايضا في خطر وكأن مصير العرب والمسلمين في ايطاليا غير مهدد بالخطر وسمعة الاسلام في روما لا تهم العرب والمسلمين وانما تهمهم فقط في فرنسا! لقد انتبه اولئك المتدخلون من اجل الصحفيين الفرنسيين لذلك وبرروا تدخلهم بأنه تكريم للموقف السياسي الفرنسي ازاء قضية العراق والحكم الجديد في العراق.لا بد من الاشارة الى اننا ايضا نطالب باطلاق سراح الصحفيين كما طالبنا باطلاق سراح غيرهم من الصحفيين وغير الصحفيين لاننا لا نؤيد ابدا دخول المدنين في المعادلات السياسية لانهم ببساطة لا ذنب لهم ولم يشتركوا في وضع المخططات السياسية لبلدانهم.غير اني اعتقد ان فرنسا لم تختلف عن غيرها من دول الغرب حتى نكرمها واذا كان موقفها الداعم للحكم البائد يوجب عند العرب التكريم لها فانه عندنا يوجب غير ذلك وكذلك موقفها من قضية الديون التي ترتبت على العراق ابان الطاغية السجين حيث رفضت رفضا قاطعا بان تشطب تلك الديون وايضا رفضت تخفيضها الى النصف مع ان دولا كثيرة وافقت على شطبها ودولا وافقت على خفضها الى النصف يضاف الى ذلك ان فرنسا ما تزال تسمي اعمال التخريب الجارية في العراق اعمال مقاومة مشروعة وها قد ذاقت نتائج اعمال المقاومة المشروعة في نظرها،.كنا نتمنى ان يقف العرب والمسلمون وقفة حازمة ضد الاعمال الارهابية الجارية في العراق ويسلبوها صفة الشرعية المكتسبة من الصمت المطبق حرصا على سمعة الاسلام والمسلمين في العالم وهو حرص يتقدم كل المهمات في جداول الاعمال السياسية وغيرها ولا سيما ان من يقومون بهذه الاعمال يتسترون بلبوس الدين وبه يذبحون ويحرقون وينفذون ما تهوى انفسهم المريضة.اليس تدخل كل تلك الجهات بما فيها ياسر عرفات وقناة الجزيرة يوحي لنا بان هناك ترابطاً بين الجهات الخاطفة وبين هذه الجهات وان هناك مشروعا ينفذ، تباركه تلك الجهات ولكن المنفذين اخطأوا هدفهم فانطلقت حملة التصحيح بان اختطفوا الايطاليين والنيباليين وغيرهم ولا تخطفوا الفرنسيين ومن لهم مصالح مشتركة معهم؟بالامس قتل الصحفي الايطالي ذبحاً فلم يستنكر عرفات ولم تستنكر الجزيرة ولم يستنكر الصحفيون العرب فلماذا اليوم قد نفخت فيهم الروح؟!اكرر نحن نطالب باطلاق سراح الصحفيين ليس لاجل الحكومة الفرنسية بل لاجل سمعة الاسلام التي بدات تزداد سوءا جراء هذه الاعمال غير المسؤولة ولاجل الانسانية ولاجل ان الصحفي ليس طرفاً بما يحدث على الساحة السياسية ولكننا لانكيل بمكيالين كما يفعل المتنطعون هنا وهناك.

العراق – بغداد

[email protected]