شىء بديهي ان ما تقوم بها الجماعات الارهابية في العراق من عمليات خطف الاجانب وقتلهم بالطرق الوحشية التي اعتدنا ان نراها عبر وسائل الاعلام تتعارض مع كل القيم الدينية والاخلاقية. ان من يقوم بهذه الاعمال انما يقوم باهانة البشرية كافة، يقوم باهانة الاديان السماوية على حد سواء، خصوصا وانهم يصورون عملياتهم الاجرامية ويبثونه عبر وسائل الاعلام بكل حرية!
ان ما يجري في العراق من تلك الاعمال لا تتقبلها الاذهان، فذبح انسان بسكين او بخنجر وخاصة ان يكون الضحية اسيرا مدنيا او رهينة لا علاقة لها بسياسات حكوماتهم، ينذر بخطر اكبر ويدق ناقوس كارثة كبيرة وهي تفشي هذه الظاهرة في المناطق غير المستقرة كخطوة اولى ووصولها الى المناطق والدول الآمنة في خطوة ثانية وذلك لتوجيه الرأي العام لارغام الساسة واصحاب القرار كي ينفذوا ما تطلبه الجماعات المتطرفة..
ففي الحقيقة تبدو للوهلة الاولى ان تلك الجماعات في العراق نجحوا على الاقل في ارغام بعض الحكومات التي كانت تشارك في البداية في التحالف التي اطاحت بنظام صدام للانسحاب في العراق خوفا على سلامة مواطنيها وموظفيها، وخوفا على مصيرهم في ظل تبلور آراء وتوجهات شعبية تهدد مكانتهم في الحكم. كما نجحوا في الحد من انضمام دول اخرى الى التحالف في العراق. والاخطر من كل ذلك يبدو ان جماعات متطرفة اخرى في العالم بدأت تحذو نفس الخطوة التي تحذوها هذه الجماعات الارهابية في العراق..
ظاهرة ذبح وقتل الرهائن والاسرى، اصبحت متفشية جدا في العراق، اصبحت تهدد كل حماس واندفاع باتجاه المشاركة في العراق الجديد بهدف تعميره وتطويره في كافة المجالات، كما اصبحت حاجزا امام عودة البسمة الى شفاه العراقيين الذين ذاقوا الكثير بسبب سياسات صدام التي طالت لعشرات السنين.
براي ان الحد من هذه الظاهرة التي تهدد القيم الانسانية وتنذر بنتائج وخيمة، هي مهمة عالمية قبل ان تكون عراقية.. فاليوم يعاني العراق، لكن في الغد ربما تنتقل الظاهرة الى دولة اخرى. واذا انتقلت وتفشت، ستكون ايجاد حلول لها اكثر صعوبة..
- آخر تحديث :
التعليقات