في اوائل السبعينيات كان المذيع الأديب، المثقف اللامع ابراهيم الزبيدي يقدم برنامجاً اسبوعياً بإسم ( نجوم من المجتمع ). المعروف عن ابراهيم الزبيدي زمالته لصدام حسين بدراسته الابتدائية في قرية العوجة لكني لا أدري هل هو ايضاًَ تكريتي أم لا، فلقبه يشير الى غير ذلك!
على مدى أكثر من حلقة استضاف في برنامجه محافظ بغداد انذاك، خير الله طلفاح. خال الرئيس الساقط صدام. كنا مجبرون على مشاهدة شاشة التلفزيون العراقي ذات القناة الواحدة. الكثير منا كانوا يترقبون طلعته بفارغ الصبر ويتمنونه يومياً لحكاياته المضحكة في زمن النكد حيث أبن أخته ( النائب ) صدام والرئيس اللئيم أحمد حسن البكر شاغليَن ساعات البث ( بالروحات والجيات ) والمحاضرات البعثية المملة ( بالمناسبة. حلقات الصحاف على قناة ابو ظبي اعادت للذاكرة صورة خير الله طلفاح لتشابهما في اسلوب سرد الحكايا الفنتازية ).
كان يتحدث عن مؤلفاته وكيف أن ( الضائقة المادية ) أخرت طبعها ( خطية، بس المكَموع الصحاف سمعته سودة ) فالجميع يعرف ثرائه من سرقاته للدولة والعباد... كرر مقولته المشهورة التي اثارت سخط عامة الشعب العراقي عن خطأ الله بخلقه لثلاثة احياء ( الفرس، اليهود، والذباب!!! ). في شرحه لموضوع واحدة من كتبه عن الإشتراكية قال. الإشتراكية في الإسلام سبقت دعوة ماركس وأنجلس لها! عزيزي القاريء، لا تفوتك الفقرة التالية فلست لئيماً مثل القنوات الفضائية حين تحتفظ بالمثير الى الحلقة القادمة لمتابعة شاشتهم واصل الآن قراءة دليل النابغة طلفاح في اسبقية اشتراكية الإسلام على الشيوعية وهو ( جلوسي أنا كمحافظ لمدينة بغداد مع مذيع صغير مثلك.. ) البث التلفزيوني انذاك كان أبيض وأسود ولكن وجه الأستاذ الكبير ابراهيم الزبيدي، المعروف بثقافته وأدبه صبغ الشاشة بكل الوان الإحراج والخجل. إعتقادي، كان قصد طلفاح بذلك إهانة الأستاذ ابراهيم الزبيدي ألأديب والمثقف المشهور ومكانة عائلته التي كانت ذات وجاهة في تكريت، عكس عائلته هو وأبن اُخته ( الشلولو ) صدام قبل سطوتهم على الحكم بغفلة من الزمن...
في الحلقة التالية من البرنامج وكان مخصصاً لسرد ذكرياته عن ثورة العشرين وإنقلاب رشيد عالي الكَيلاني والحرب العالمية الثانية و ثورة 14 تموز ( طلع حمص بكل جدر ينبص ) والكل يعلم بأنه كان ضابط إعاشة. اي سلاح سز. ولأنه شارك في جميع تلك المعارك والثورات كما ادعى لذا ضم الى وظائفه العديدة وظيفة رئيس جمعية المحاربين القدماء!!. طلب منه الأستاذ ابراهيم الزبيدي تذكر مواقفه في الحروب والإنقلابات لتستفاد الأجيال القادمة منها. اليكم واحدة من أجوبته الفنطاسية.....
أثناء حركة رشيد عالي الكَلاني، أصابت إطلاقة قدمي وضعوني في سيارة بيك أب لأخذي الى المستشفى. أثناء سير السيارة حامت فوقنا طائرتين بريطانيتين. كانت معي بندقيتي ( البرنو ) وفيها إطلاقة واحدة فقط. صوبتها نحو احدى الطائرتين. ضغت على الزناد و إنطلقت الطلقة الوحيدة التي كنت امتلها لتصيب الطائرة. أختل توازنها. بذل الطيار جهداً كي لا تسقط فقام بحركة بهلوانية غير محسوبة العواقب، وإذا بها ترتطم بالطائرة الاُخرى لتسقطى سوية. ( الله مصلي على محمد وآل محمد ).. ودون أن يسأله مقدم البرنامج عما إذا كان هناك شاهد يؤكد الواقعة تبرع هو. اي خير الله طلفاح بذلك إذ استرسل قائلاً. قد تبدو قصتي غربية ( بعض الشيء ) ولكن كان معي شهود.
و ايضاً لم يستفسر الأستاذ ابراهيم الزبيدي عن اسمائهم بل راح صاحبنا ( بفاله ) وهو يقول. كان معي المرحوم، ملازم اول فلان، والمرحوم النقيب فلان إضافة لسائق السيارة المرحوم فلان ملاحظة مهمة. المسكين طلفاح ذكر اسماء شهوده ( الموتى ) الذين لا أتذكرهم أنا الآن. الذنب ذنبي...
قصة بندقية طلفاح اكد مصداقيتها محمد سعيد الصحاف في اخراجه لفيلم ( منقاش ) وكيفية إسقاطه لطائرة هليكوبتر امريكية ببندقية من نفس الماركة ( برنو ).
عزيزي القاريء.
ها قد وضعت امامكم قصة خير الله طلفاح وبندقته البرنو التي بأطلاقه رصاصة واحدة منها اسقط
طائرتين حربيتين بريطانيتين، ورواية فيلم محمد سعيد الصحاف عن برنو منقاش الذي اسقط هو ايضاً طائرة هليكوبتر امريكية. ايهما افضل. برنو طلفاح أم برنو منقاش؟؟؟؟؟


السويد