يلتقي اليوم أعداء العراق من عراقيين وعرب وأجانب، في أكثر من قاسم مشترك فيما بينهم، من أجل توجيه المزيد من الضربات للعراق، الذي يمر بظروف إستثنائية قاهرة، بسبب عدة عوامل وظروف، داخلية وإقليمية ودولية تساهم في عدم إستقرار البلد، وإيقاف دورة العنف العبثية التي تنال الجميع من العراقيين دون إستثناء.

أن أعداء العراق،ومنهم المجرم صدام والسفاح إبن لادن إلتقيا اليوم، كما كان يلتقيا بالقتل والارهاب بالأمس، في المطالبة بمقاطعة الأنتخابات العراقية القادمة والمتفق على إجرائها في الثلاثين من كانون الثاني عام 2005، حيث صرح صدام لمحاميه إثناء اللقاء معه في سجنه، بأن على الشعب العراقي أن يقاطع الأنتخابات لانها غير شرعية.

وبعد هذا التصريح بأيام قليلة جدا، صرح زعيم الارهاب الدولي إبن لادن، ومن خلال شريط صوتي مسجل له، عرض على شاشة قناة الجزيرة الفضائية، حيث قال أن كل من يشارك في الانتخابات العراقية القادمة يعتبر كافرا، ودعا الشعب العراقي لمقاطعتها وإفشالها، وبهذه المناسبة جعل من القاتل أبو مصعب الزرقاوي، زعيما لفرع العصابة الارهابية المسماة بمنظمة القاعدة في العراق.

إن تصريحا صدام وإبن لادن يؤديا الى ذات الخندق المعادي للعراق، والمطالب بمقاطعة الانتخابات والغائها نهائيا، وهنا يختلف الأمر، مع الذين يدعون الى تأجيل الانتخابات لأسباب أمنية وفنية.. الخ، من منطلق الحرص عليها وتوفير الظروف المناسبة لنجاحها.

أما هؤلاء أصحاب المقاطعة، يسعون من تصريحاتهم هذه الى إفشال كل الجهود الجادة والمخلصة لإنقاذ العراق من المحنة الصعبة التي مر ويمر بها اليوم، والتي تحتاج الى تكاتف كل الأيادي الخيرة والعقول النيرة، من أجل دعم وترسيخ العملية السياسية الجارية، والتي بنجاحها سوف تقودنا حتما، الى عراق آمن ومستقر وديمقراطي تعددي إتحادي، وهذا ما لا يعجب كل أعداء العراق... الذي يتصاعد ويستمر وينتعش، نشاط ماكنتهم الارهابية في الظروف الغير مستقرة وحالة الفوضى التي يمر بها البلد حاليا.

وإن إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، ماهو إلا ضربة قوية توجه الى الارهابيين والقتلة ومن يقف الى جانبهم ويساعدهم، من منظمات إرهابية ودول إستبدادية.

فلذا سمعنا صدام من سجنه، وإبن لادن من سردابه، يصرخان بنفس كلمة، لا للانتخابات ويجب مقاطعتها، ويرددها معهم جبناء عصابة إبن لادن وأنذال النظام المقبور، لأنها بالضرورة سوف تقود البلد في حالة نجاحها، الى شاطئ الأمان والاستقرار، وتقضي على كل بؤر التوتر والفوضى والجريمة، وترسخ من وحدة الشعب وقواه السياسية التي تجعل من الحفاظ على العراق وتقدمه هدفها الأول.

ومن واجب الجميع أن يساهموا في دعم وإنجاح ممارسة العملية الانتخابية، لإنها تشكل اليوم إختبارا حقيقيا لنا جميعا، أحزابا وقوى سياسية وشخصيات وعموم أبناء الشعب العراقي، لمواجهة أعدائنا على إختلاف أشكالهم وأهدافهم.

وأن إنتصار قضيتنا المشروعة والعادلة، وهي قضية شعب ينشد الحرية والاستقلال والسيادة لوطنه وإعماره وإزدهاره، وتحقيق مستقبل أفضل لاطفاله... ماهي إلا إنتصارا لشعوب المنطقة جمعاء.