عندما يحاصرنا العري أينما أدرنا قنواتنا الفضائية وعندما تصبح مشاهد الابتذال والانحلال الأخلاقي صواريخ يوميه تدك حصون بيوتنا وتسقط قنابل شرعيه على حياتنا ويصبح أصحاب رسالة العري هم من يدافعون عنها ومن يمررونها فنحن نعاني كارثة حقيقية..! كنت أتوقع أن تسهم القنوات الفضائية الغنائية التي كثر تعددها في السمو بالفن كرسالة إنسانية ذات مدلول فالإعلام رسالة سامية وتوجه هادف ومنظور نبيل ضمن آليات عمل متفق عليها من قبل جمهرة المنظرين المشهود لهم بالكفاية العالية في هذا المضمار، ولكن للأسف أنني توهمت ذلك فما نشاهده عبر هذه الفضائيات وما تنثره بعض الفضائيات العربية الأخرى هو قمة الانحدار بالا غلبيه والسقوط بها للهاوية وهو بالتأكيد ليس إعلاما طبقا لمهنية الإعلام المعروفة بل هو غثاء وتجارة رخيصة وتصدير للفن الرديء وشهرة مجانية، فما تقدمه من فن هابط لا يمكن أن يخدم المتلقي ولا يمت إلى الفن الأصيل بصله فهي تعزف على أوتار المراهقين وعقولهم فمن شعبولا والبرتقالة إلى نانسي واليسا وهيفاء وهبي والكثير من الأعمال الخالية من أدنى المضامين الفنية، إن ما يخيفنا هو التأثير السلبي على عقول الجيل الحالي ووجدان المتلقي بكل فئاته، فإذا استمرت تلك الفضائيات في نهجها الرديء وتسويق هذا الفن الهابط فالكارثة آتيه لا محالة، إن الأعمال الغنائية المصورة التي يتسابق علي تقديمها صغار النجوم لكسب مزيد من الانتشار ترفضها المبادئ والأخلاق وهي امتهان لذوق وعقل وفكر المشاهد العربي، والطامة الكبرى انهم وجدوا الأبواب مشرعه لهم عبر تلك الفضائيات فما كان محظورا تقديمه عبر السينما في حقبة من الزمن ارحم بكثير مما نشاهده من عري وانحلال من خلال ما تبثه فضائيات البرتقالة..!


شاعر وكاتب سعودي
[email protected]