أغبطك لأنك الاشرف والأشجع لأنك الأكثر شهادة ولأنك تستحق شرفها. أغبطك ويغبطك كل من زحف إلى صناديق التصويت ليمنح صوته فخورا، وليصنع المستقبل، ليحقق الحلم الذي راودك طويلا وراودنا، أغبطك لأنك أعطيتنا الدرس ومضيت دون أن تكترث فيما إذا تعلمناه أم لا، أغبطك لأنك لم تقنع مثلنا في التصويت في احد المهاجر المريحة والأمينة وآثرت أن تكون الشهيد الشاهد على من يمسك النار التي تنضج الحلم، هناك في العراق الموحد الواحد الأحد، العراق الذي يعنينا نحن ولا يعني أحدا آخر، يعنيك أنت أولا، لأنك الأول في المستقبل، لأنك الأبدي الذي امسك بجدواه دوننا، لأنك قبضت على عشبة العراق، ولم تسمح للحية أن تخطفها، لقد أضئت لنا الدرب بمشعل روحك، ورددت الظلام خائبا مهزوما إلى كهفه، ما أبأسه من ظلام، هزمته كله بجسدك الطري الهش، وبروحك المعبأة بالحب ما اشد كرههم،أرادوا أن يطفئونا فأشعلتنا بالحب، تفوقت على كل الأساطير التي سمعنا وقرأنا، كيف أمكنك أن تكون هائلا بخطوة واحدة نحو المطلق، وأنت الرجل البسيط الذي يشبهنا بكل شيء، غير انك في اللحظة الحاسمة، كشفت لنا قصور فروسيتنا، واثبت انك كلكامش الحاضر المعنى بالبلاد، وليس بنفسه، لقد ذهبت دون أن تلتفت إلى الخلف، فيما إذا كان من يتبعك إلى الجنة، سلام عليك وهبتنا سلاما واطمئنانا وفرحا ولم تسال ماذا سنعطيك، سلام على ألام التي أنجبتك سلام على الأب والأخ والأخت، سلام إلى العراق وهو يمتد في الزمان مباركا بك ومن معك، سلام عليك يوم تركت مهجرك غير عائد ويوم مزقت أوراقك ويوم حنيت سبابتك ويوم قلت للعراق نعم وقلت لا عملية للظلام.