اصبح مطلوبا من كل القوى السياسية العراقية وخاصة اعضاء المجلس الوطني المنتخب الذين سنعرف اسماءهم بعد ايام قليلة، مطالبة (هيئة علماء المسلمين السنة) بتقديم جدول زمني لوقف العمليات الأرهابية في العراق كشرط لأستمرار وجودها ومشاركتها في العملية السياسية، فليس معقولا ان تظل الجهة العلنية الوحيدة الناطقة بأسم الأرهاب تمجّد بالعمل الأرهابي وتدعمه وفي نفس الوقت تحتفظ بمكاتبها ومقراتها وتمارس نشاطها تحت اضواء عدسات الفضائيات العربية.
الهيئة لم تعد مطالبة بأدانة الأرهاب، لأن مثل هذه الأدانات تستخدمها الهيئة لذر الرماد بعيون العراقيين بل ولألقاء تبعية جرائم مايسمى بالمقاومة على (جهات كثيرة قد يكون الاحتلال على رأسها بالأضافة الى مخابرات دول اخرى تهدف الى تشويه صورة المقاومة) كما زعم الدكتور عمر غالب المتحدث بأسم الهيئة،بل أن الهيئة صارت مطالبة بتحديد جدول زمني لوقف العمليات الأرهابية لأنها هي الجناح السياسي لمايسمى بالمقاومة، وربما قد كلفت من قبل صدام حسين(حفظه الله سابقا) بلعب هذا الدور الذي تلعبه الأن متسترة ببرقع ديني شأنها شأن (جيش محمد) الذي ثبت بأنه احدى المنظمات البعثية التي اسسها صدام قبل الحرب ( وهي كثيرة وكلها تحمل تسميات دينية).
علاقة الهيئة بما يسمى بالمقاومة ليست فقط علاقة اعجاب او مجرد توافق رؤى، بل هي علاقة عضوية سرية لاتعرف تفاصيلها ( وهذ يزيد من خطورة الهيئة على امن العراق). غير أن هناك ادلة كثيرة تدل على ارتباط الهيئة بالمنظمات الأرهابية( التي تصر الهيئة على تسميتها منظمات مقاومة) منها توسطها اكثر من مرة لأطلاق سراح المختطفين، وقد تخلت الهيئة لاحقا عن دور الوسيط بعد ان اشير لها بأكثر من اصبع اتهام حول ارتباطها بالمنظمات الأرهابية، وسوف يكشف اي تحقيق جدي مع اعضاء الهيئة المزيد من الحقائق حول ارتباطها بالمنظمات الأرهابية في داخل وخارج العراق. أن الهيئة نفسها اعترفت اكثر من مرة بصورة مباشرة وغير مباشرة عن تنسيقها مع ما تسميها (المقاومة الشريفة) وآخر اعتراف هو ماصرح به الناطق بأسمها الدكتور عمر غالب حيث قال حسب ماأوردت صحيفة الشرق الأوسط في 10-2-2005 ان الهيئة ( تتفق مع المقاومة العراقية الشريفة في المشروع السياسي المتمثل في اخراج المحتل وأفشال مشروعه التوسعي الذي يهدف الى جعل العراق قاعدة للتوسع في الشرق الأوسط)، فالناطق بأسم الهيئة لايعترف فقط بمشاركته في (المقاومة) الساعية (الى اخراج المحتل) بل وبسعيه الى (افشال المشروع التوسعي)بالتعاون طبعا مع جهات خارجية يستهدفها هذا التوسع (والحليم تكفيه الأشارة).
ان بيانات وتصريحات الهيئة لاتختلف في مضمونها عن بيانات شراذم حزب البعث بفارق واحد هو عدم استخدام الهيئة لعبارة (القتال غير المرتد) كوسيلة (لأخراج المحتل).أن الهيئة لعبت دورها البعثي المرسوم بعناية تامة وهو دور الناطق الرسمي بأسم شراذم البعث الذين تصفهم الهيئة (للتظليل) بالمقاومة الشريفة.نحن نتحدى الهيئة ان تذكر لنا منظمة شريفة واحدة من منظمات مايسمى بالمقاومة، فأذا كانت الهيئة تدعي (أن هناك تعمدا واضحا لأختزال المقاومة في الزرقاوي وأزلام النظام السابق) كما قال عضو الهيئة عبد السلام الكبيسي، فهي مطالبة من كل العراقيين بأرشادهم الى (المقاومة الشريفة) حتى ينظموا اليها مثلا او حتى يتأكدوا من( شرفها) او ليقيموا عليها (دعوة شرف) اذا ثبت عكس ماتدعية الهيئة.
أن نوع النشاط الذي تمارسه الهيئة ليس فقط الترويج للأرهابين وتبرئة ساحتهم من كل الجرائم الشنيعة بل انها تمارس دورا اخطر من عمليات تفجير السيارات في المناطق المكتظة بالمدنيين،لأن تمثيلها لدور الممثل الأوحد لأبناء المذهب السني يستهدف تحقيق امور خطيرة منها:
اولا: محاولة ابعاد ابناء السنة عن المشاركة في العملية السياسية الجارية في العراق لتبرير طعنها في شرعية هذه العملية بحجة عدم مشاركة ابناء السنة، فهي مثلا ( وبالتنسيق مع جناحها العسكري) منعت ابناء السنة من المشاركة في الأنتخابات ثم ادعت ان الأنتخابات غير شرعية لعدم مشاركة السنة!! فهدفها اذن عرقلة استقرار العراق.
ثانيا:انها اثارت النعرات الطائفية بين ابناء العراق، ولأول مرة في تأريخ العراق الحديث، وبسبب مواقفها الطائفية، صرنا نسمع بمثلث سني وهلال شيعي وغيرها من التسميات الغريبة عن الأذن العراقية. فرغم ان طائفة السنة قد احتكرت السلطة منذ تأسيس العراق لغاية التاسع من نيسان عام 2003 الا ان الشيعة لم يحمّلوا السنة مسؤلية الظلم الواقع عليهم لأن السنه كمذهب او حتى كطائفة لايتحملون فعلا مسؤلية جور الحكام السنة، اما الأن ولمحرد ان الشيعة اقتربوا من اخذ حقهم الوطني الطبيعي ( وبغض النظر عن من سيمثل الشيعة) فأن السيد حارث الضاري يهدد اثناء اجتماعه بالدكتور مهدي الحافظ بالقول ( أن هناك الكثير من التحضيرات سيتم اتخاذها أذا فرضت علينا حكومة لاتمثل غالبية الشعب) وطبعا أن الهيئة ستمنع مشاركة انصارها في الحكومة حتى تقول ان الحكومة لاتمثل( اغلبية الشعب ). ولكن ماهي (التحضيرات) التي هددت الهيئة بتنفيذها بعد تشكيل حكومة (لاتمثل غالبية الشعب)؟ هل هو تصعيد العمليات الأرهابية، ام هو اشعال حرب طائفية، ام الأثنين معا ؟ ان الهيئة تلعب لعبة وقحة ومكشوفة وآن الأوان لأجبارها على وضع جدول زمني لوقف العمليات الأرهابية او تحمل مسؤلية اهدار دماء العراقيين.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات