في ذكرى يوم الأرض...استعاض العرب عن قبلتهم بالهيكل وبدلوا القدس بزحل والأقصى بعطارد

لجنة المتابعة العربية في فلسطين المحتلة عام _1948 ستقيم مهرجانها المركزي احياءا ليوم الأرض هذا العام في بئر السبع المحتل...وستنظم المسير ة المركزية في(( 30 /3)) في ارض صحراء النقب تعبيرا عن رفضها لسياسة الضم والتشريد التي يتعرض لها النقب البدوي وبدو النقب....

قد يخفى على الإنسان العربي أن سكان النقب الفلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية لكنهم لا يتمتعون بحق المواطنة رغم أن هؤلاء تسري عليهم القوانين الإسرائيلية ومن ضمنها قانون الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال

الأقلية البدوية في اسرائبل التي ينتظم معظم أبنائها في وحدة قصاصي الأثر في جيش الاحتلال تسري عليها القوانين العسكرية وتحرم من القانون المدني الذي يتمتع به اليهودي الذي يقطن تل أبيب والأكثر من هذا أن الأراضي الواقعة ضمن ملكية وتصرف بدو النقب هي عرضة للتخريب والتدمير بوسائل مختلفة وعلى رأسها المصادرة بل و ابادة المحاصيل الزراعية وتسميم المراعي..

ليس من باب الصدفة أن تعمد لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني لعقد وإحياء مهرجانها المركزي في بئر السبع وهي التي نمثل كافة المجالس المحلية للمدن والقرى العربية في" أراضي الـ"48

وليس صدفة أيضا أن تتخذ هذه اللجنة قرارا بنصرة القدس والأقصى في العاشر من نيسان القادم بالتوجه للمسجد الأقصى وتسيير الحافلات من كافة المدن والقرى العربية في الجليل والمثلث والنقب وهو الموعد الذي اعتمدته قطعان المستوطنين اليهود لتدنيس حرمة الأقصى
من الواضح أن لجنة المتابعة العربية تنتهج استراتيجية مناهضة لكافة أشكال التوسع والاستعمار في الأرض الفلسطينية، فالنقب الذي احتلته إسرائيل وأقامت على أرضه المدن الاستيطانية يختلف ضمن قوانين المواطنة الإسرائيلية عن القدس التي ما زالت ملفاتها والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة تمنع تغيير معالمها الجغرافية بوصفها ارض محتلة، بل أن هذه القرارات الأممية تعتبر كافة الإجراءات التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة باطلة ضمن قرارات الشرعية الدولية.

وما يخفى على المواطن العربي وجموع المسلمين الذين اكتفوا بالدعاء لبيت المقدس وسكان بيت المقدس عدم اعتراف إسرائيل نفسها بالمواطن ألمقدسي كجزء من النسيج الإسرائيلي فالهوية التي يحملها أبناء القدس لا تمنحهم سوى ما يعتقده البعض منهم امتيازا كالضمان الاجتماعي والتامين الوطني على الرغم من أن ألمقدسي لا يسترجع من قائمة المدفوعات للخزينة الإسرائيلية سوى خمسة بالمئة مما يدفعه للضرائب الإسرائيلية التي تبلغ في مجموعها " 21" ضريبة تشمل السكن والأدوات والأجهزة الكهربائية وغيرها إلا أن الاحتلال منذ احتلاله للمدينة المقدسة انتهج سياسة الارض المحروقة في هذا الجزء المقدس من الأرض الإسلامية بل هو عمد على تدمير النسيج الاجتماعي والإنساني والاقتصادي والروحي من خلال تغذيته للمسلكيات السلبية ودعمه للانحطاط الخلقي مستغلا بذلك شطب العرب والمسلمين هذه المدينة عن خارطة الاهتمام والأولوية ويكفي أن نذكر أن القدس لم تذكر في أروقة المؤتمرات العربية والإسلامية منذ احتلالها في العام 1967سوى في عام 1974 عندما وضع الزعماء العرب هذه المدينة في البند الثالث من مسودة بيانهم الختامي

عشرة آلاف مستوطن يهودي سيقتحمون الأقصى في العاشر من نيسان في يوم مشهود بالنكسة والخزي والعار والنكسة لكل عربي ومسلم وعلى رأسهم لجنة القدس التي إذا قال البعض أن الجامعة العربية قد وزعت القهوة السادة على روحها فان هذه اللجنة قد وزعت" الجعدة" على أرواح المقدسين والفلسطينيين بتواطئها وصمتها على الجرائم التي تتعرض لها المدينة المقدسة بمعالمها ومقدساتها وأهلها

هنا نقول للجنة القدس وللعالم الإسلامي برمته أن الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 عكفت منذ زمن بعيد وبالتحديد مع زيادة الغطرسة الإسرائيلية الاحتلالية وتشديدها للحصار الجائر على هذه المدينة وعزلها عن محيطها الفلسطيني على تسيير مسيرة " البيارق" وهي تتمثل بتسيير 8000 حافلة مصلين في العام الواحد من المدن والقرى العربية في الداخل الفلسطيني للصلاة في الأقصى المبارك

هنا نقول أن كسر الحصار الاقتصادي عن تجار القدس ومواطنيها وعزل المدينة عن قلبها الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة لم يات ولم يتحقق( بأضعف الإيمان) بل بعزيمة وإيمان هؤلاء الذين يمثلون الامتداد التاريخي والإنساني والحضاري والجغرافي والديني والقيمي والوطني والقومي للقضية الفلسطينية والعربية ويعملون من خلال برنامج ممنهج ضمن إمكانياتهم المحدودة للحفاظ على روح الانتماء في عطاء الجماهير..

مدير مركز الدراسات المعاصرة في أم الفحم قال لي في حول القدس نحن نتجه نحو انتفاضة ثالثة فقد انتهت الانتفاضة الثانية وما تقوم به إسرائيل يفجر انتفاضة جديدة وإذا ما سمحت حكومة الاحتلال بدخول المستوطنين للمسجد الأقصى فأنها تسعى لتفجير انتفاضة جديدة

وكما قال لي احد الأصدقاء لقد ضاعت بيت المقدس ولم يبقى منها سوى الناس الذين تتهددهم موجات وحملات التهجير وسلب الهوية المقدسية وإذا لم تعمل السلطة الفلسطينية على إعادة الثقة مع الجمهور ألمقدسي وإذا لم تكسب الأهالي فان القدس ستكون محرمة على العرب والمسلمين في غضون عشرة أعوام.

فالنقب الذي يتبع للقانون الإسرائيلي المدني وتمارس ضده القوانين العسكرية والذي دفع بعرب الداخل الفلسطيني لمؤازرته والوقوف معه في وجه الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية التي تقوم على تجميع عرب النقب في تجمعات محدودة ومحصورة للاستيلاء على أرضه لا يختلف عن المدينة المقدسة التي تواجه مصيرها لوحدها بعد تخلي بني العروبة والإسلام عن قبلتهم مستعيضين عنها بقنوات التطبيع وقبلة أمريكا والاختلاف الوحيد والذي أراه يجمع بين كافة أراضي المدن والقرى الفلسطينية سواء في الخط الأخضر أو في الضفة الغربية وغزة والقدس أنها راضي محتلة فيما يراها البعض أراضي دولة والبعض الآخر أراضي محررة.

فالجدار العازل لا يقل خطورة عن شارع عابر إسرائيل الذي التهم أراضي القرى الفلسطينية في الداخل ولا يختلف كثيرا عن تحويل النقب الفلسطيني إلى مخيمات ومعسكرات صحراوية ولا تقل جميعها عن النكبة الأولى التي لحقت بفلسطين التاريخية ولا عن النكسة التي أعقبت الاحتلال الثلاثي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ويافا وحيفا وغيرها ولا تقل مأساوية عما يجري ألان من استئصال للروح الفلسطينية والعربية من خلال قضم ما تبقى للفلسطيني من كرامة وسط هذا الزفير العربي القابع في خيمة الاحتلال سواء الأمريكي أو الإسرائيلي.............

من هنا فان يوم الأرض يأتي في ظل الرهان على النصف الآخر من القلب الفلسطيني بعد أن انزوى أصحاب الشعارات في تقسيم الغنائم، و بعد أن أصبحت القدس في خبر كان وأصبحت الدولة أي دولة وعلى أي جزء وتحت أي مسمى الغاية التي تبرر الوسيلة.. والوسيلة أننا نندثر على عتبات الأقصى وعلى بوابات القدس التي أراها ستحمل أسماء أخرى تتناسب وحوار الحضارات والثقافات فلا ضير إن أطلق على باب العامود " شارون بارك" وعلى باب الأسباط “ عوفاديا ديلت " وعلى باب خان الزيت " نتنياهو جيت “ لا ضير فقد بدل العرب قبلتهم الأولى ولا ضير...إن أصبح الهيكل الثالث القبلة الأولى ضمن المناهج الدراسية المعدلة ولا ضير إن استعاضوا عن القدس بمدينة زحل وعن الأقصى بعطارد.... لا ضير فقد سقطت بغداد الحضارة أبضا ولم بسقط العراق....

[email protected]