اللقاء الذي جمع قطبا الاحتلال في العالم في ولاية تكساس الأمريكية حيث تقع مزرعة جورج بوش يأتي بعد إصدار إشارات بانطلاقة موجة تصعيدية جديدة في المنطقة.........

العزف على وتر خطة الانسحاب يتزعم عناوين اللقاء الشكلية وتنسيق العمل المشترك بين الجانبين في فلسطين والعراق والمنطقة يتزعم المضامين التي ستركز عليها لقاءات شارون- بوش التي ستستمر على مدى أربعة أيام في السر والعلن....

الغباء العربي سيلاحق الاجتماعات واللقاءات الاحتلالية الاستعمارية من خلال الفضائيات الاخبارية الغثة في المنطقة وعبر التصريحات المسموح تناولها من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية..... والمعلومات التي يراد تمريرها على المنطقة بأسرها...

اللقاء الحميمي الذي عقد في مزرعة بوش كما وصفته وسائل الأعلام هو بالأصح اجتماع طاريء يأتي بعد دعوة الخارجية الأمريكية لرعاياها بعدم زيارة الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس لأسباب وصفتها بالأمنية.....................!!!!
كما ويأتي بعد تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي قبل سفره لواشنطن التي قال بها ان محمود عباس يسير على خطى ياسر عرفات ولا فرق بين الاثنان............!!!

يجتمع شارون بالرئيس الأمريكي بعد نجاح أول عمل إرهابي في مصر وبعد بدء الانسحاب السوري من لبنان وإعلان حزب الله عن استعداده للبحث في نزع أسلحته بشروط وبعد سقوط شعار المقاطعة العربية لإسرائيل ووصول التطبيع إلى أعلى درجات التنسيق بين النظام العربي الرسمي والكيان العبري..................!!!

توني بلير الذي يرعى جواسيس العالم العربي في أوروبا ويحتويهم في معسكرات اللجوء السياسي ومراكز البحث والاستطلاع لن يكون بعيدا عن فحوى الاجتماع" التكسسي" بدون أدنى شك بعد أن صدر لمصر باكورة الأعمال الإرهابية الأسبوع الماضي باسم المعارضة الخارجية....!!

الغائب الوحيد عن الاجتماع هم صغار القوم في قبيلة الاستعمار الذين سينهمر ون كالمطر على المنطقة حسب الجدول والبرنامج المرسوم فلا غرابة أن نرى " خافيير سولانا" بطرح جديد وليس من المستبعد أن يقوم ألبرادعي بزيارة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للبحث في الترسانة النووية الفلسطينية أو في أسلحة الدمار الشامل......!!

أجدني على الجهة المقابلة لاجتماعات تكساس الاستعمارية أرى اتصالات و اجتماعات لدعاة التطبيع في المنطقة العربية ولمروجي السياسة الاستعمارية...نعم لا عجب أن كانت اجتماعات وغرف طواريء في بلدان المنطقة وخاصة من الدولة الطفيلية التي تتغذى على ويلات الشعوب المجاورة بانتظار ما يتمخض في تكساس من خطط وبرامج تستدعي انتشار قوات التدخل السريع على أكثر من صعيد....

لماذا منعت واشنطن رعاياها من التوجه إلى الأراضي الفلسطينية في الوقت الذي تتحدث به واشنطن عن انفراج في العلاقة الفلسطينية- الإسرائيلية ولماذا أشار شارون إلى أبو مازن بالاتهام قبل سفره إلى واشنطن...وما الذي يخفيه لقاء تكساس – واشنطن للفلسطينيين بشكل خاص وللمنطقة بشكل عام...؟

ولماذا تأتي زيارات الحكام العرب للبيت الأبيض عقب زيارة المدلل الإسرائيلي هل يتعلق الأمر بمواعيد الرئيس الأمريكي وأجندة أعماله اليومية أم أن الأمر يتعلق بتنفيذ سياسات الكبار وترويج برامج الاستعمار في المنطقة عبر هذا النظام أو ذاك....؟

ولماذا يصر العرب على أن خلافا دب بين الشريكين بسبب المستوطنات وتوسيعها" وكونداليزا رايس" أعلنت مؤخرا الموقف الأمريكي الداعم لبقاء المدن الاستيطانية في قلب القدس والضفة الغربية...؟
ولماذا يروج الإعلام العربي لخطة الانفصال الوهمية التي كلفت القضية الفلسطينية والعربية منذ الإعلان عنها وحتى الآن افدح الخسائر على كافة الأصعدة وعلى رأسها السياسية الذي تمثل بالتطبيع العربي الكامل والشامل مع الاحتلال الإسرائيلي....؟

لا شك بان الاحتلال الإسرائيلي جزء صغير من الاستعمار العالمي للشرق الأوسط وتبرير التطبيع العربي الرسمي مع الدولة الصهيونية هو اضعف الأيمان في ظل التطبيع الفكري والسياسي والاقتصادي والأخلاقي مع الاحتلال الأكبر الذي يتمثل في أمريكا....

من يعرف العقلية الإسرائيلية في أدارتها للصراع مع الفلسطينيين يعرف بأنها لا تقف عند حدود مرحلة أفرزتها آليات التصعيد أو حيثيات التسوية فهي مبرمجة وممنهجة من قبل قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين وقبل وعد بلفور المشئوم عام 1917 بل أن الحركات الصهيونية التي ارتكبت المجازر في" قبيا ودير ياسين" هي نواة الجيش النظامي في إسرائيل الذي يشمل حركة " رفافاه" الصهيونية المتطرفة......

ومن يعرف العقلية العربية يبرر لفضائية الجزيرة نقلها المباشر عبر اتصالات مراسليها في واشنطن بالصحفيين الإسرائيليين من قاعة الاجتماعات...!!

ومن يعرف النظام العربي الرسمي يعلم بان الشرق الأوسط بشعوبه المنبطحة على مسطبة الذل مقبل على كارثة حضارية....!!
ومن يعرف العقلية الفلسطينية يعلم بان انتفاضة قادمة ستأكل الأخضر واليابس ولن تبقي ولن تذر فتهديد الأقصى قائما والجدار قائما والتوسع والقتل والاغلاق والتدمير والإجرام والفتك والهتك قائما... والاحتلال الذي بدأ باعتراف واشنطن بفلسطين وطنا قوميا لليهود كان إشارة من الاحتلال الأكبر للعالم العربي بان إسرائيل ما هي إلا سمكة في بحر الاستعمار الذي سيدك عواصمكم....!!

الحالة العربية لا تحتاج إلى محللين وخبراء نفسيين شانها شان قوات متعددة الجنسيات فالأولى ارتضت الهوان وتاجرت بأرضها وعرضها وكرامتها وشاركت المحتل والمستعمر في اغتصاب الشرف العربي والثانية ثوبا جميلا لمستعمر بشع يحط بها أينما سنحت له فرصة للهتك بعرض الشعوب وبكارة الأمم.

فتكساس باجتماعها التامري له أسبابه، ونتائجه ستطفو على سطح المنطقة عما قريب وأول الغيث سيبدأ بعصر الرئيس الفلسطيني الذي سيحشر في زاوية الخلاف الشاروني الأمريكي المروج له عربيا.... وما عدا ذلك سيتمثل في تشكيل منتخب شرق أوسطي بقيادة إسرائيل هجوما وتحكيما ويبقى الدفاع حبرا في بنود اتفاقيات الدفاع العربي المشترك وحاميها حراميها....

كاتب وصحفي فلسطيني
[email protected]