اعتدال سلامه من برلين: حدث تقارب ملموس بين برلين وموسكو فيما يتعلق بالخلافات حول الديون المترتبة على روسيا والتي تبلغ 29 مليار يورو وتعود إلى فترة الاتحاد السوفياتي سابقا، بعد تبليغ نائب وزير المال الروسي سيرجي كولوتوشين وكيل الوزارة في وزارة المال الألمانية كاي كوخ فزر بأن حكومته ستسدد ما عليها.

وحسب الخطة التي وضعت سوف تلتزم موسكو بواجباتها حيال فوائد الديون وتسديد ما يستحق عليها على أساس وضع ميزانية إضافية في الأسابيع القادمة تغطي كل المستحقات.لكن كوخ فزر يريد ربط الموافقة الروسية بقيام بفعل، لذا لن يعتبر أن بداية لحل الديون قد شارفت إلا بعد تبليغه رسميا بجداول التسديد.

وتبرز قضية الديون الروسية في كل مناسبة وزيارة رسمية في كلا العاصمتين، وطرحت للبحث خلال زيارة المستشار غرهارد شرودر إلى موسكو مطلع شهر كانون الثاني( يناير ) الماضي وأكد له الرئيس فلاديمير بوتين على قرب حل كل الديون المترتبة على الاتحاد السوفياتي سابقا. وسبق ووضعت موسكو خطة لإيفاء الديون رفضتها برلين لأن شرائح التسديد التي عرضت منخفضة ولا تتماشى مع الانتعاش الاقتصادي الذي تتنعم به روسيا حسب ردها.

وإذا ما اتفق حقيقة على مشكلة الديون يلغى قرار وزير المال الألماني هانس أيشل بيع الديون الروسية أو جزء منها، وكان قد وضع خطة لبيع ما بين أربعة إلى خمسة مليار يورو إلى قطاعات خاصة ألمانية ودولية وأجريت في هذا الصدد الشهر الماضي محادثات في لندن مع مهتمين بالشراء ، لكن الخطوة وجهت بتحذير من خبراء مال بأن البيع قد يصدم بعوائق قانونية منها عدم السماح بشراء الديون.

وتسرّع الوزير بحل مشكلة الديون له أسبابه، فهو بحاجة حاليا إلى حل للثقوب التي تعاني منها الميزانية العامة الألمانية التي أقرت لعام 2004 وسدها بقروض من المصارف الألمانية وصلت إلى 29،3 مليار يورو ،ويريد سد ثقب بعشرة مليار يورو,وإلا يرتفع حجم ديون الدولة إلى 40،5 مليار يور.