الياس توما من براغ : مر على انضمام 8 دول من وسط وشرق أوروبا إلى الاتحاد الأوروبي اكثر من 100 يوم لم تتحقق خلالها المخاوف الأساسية التي رافقت عملية الانضمام لدى الجانبين أي على جانب الدول الجديدة وهي تشيكيا وبولونيا والمجر وسلوفاكيا وسلوفينيا واستو نيا و لاتفيا وليتوانيا ،والى جانب الدول الخمس عشرة التي كانت تشكل النادي الأوروبي الأغنى .

فالمخاوف التي سادت في الدول الجديدة بان موجة كبيرة من ارتفاع الأسعار ستحدث بعد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لم تتحقق فبعض المنتجات ارتفعت أسعارها بالفعل لكن البعض الأخر انخفض وفي كل الأحوال فان الزيادات التي حدثت في الأسعار بالصلة مع تغيير حساب قيمة الضريبة الإضافية لم تشكل قفزات كبيرة أما المخاوف التي سادت لدى الجانب الأخر بان التوسع سيجعل سوق العمل في هذه الدول تغرق بالأيدي العاملة الرخيصة من دول أوروبا الشرقية فلم يتحقق أيضا على الأقل بالشكل الدراماتيكي كما توقعته معظم الأوساط في الدول القديمة .

وقد دفع الخوف من هذا الأمر بالذات معظم دول الاتحاد القديمة إلى الإعلان عن فترات مؤقته تمتد لعامين واكثر يحظر خلالها على مواطني الدول الجديدة ولاسيما من الدول التي كانت شيوعية سابقا بالعمل لديها أما بريطانيا وايرلندا وجزئيا السويد فقد فتحت سوق العمل لديها أمام مواطني هذه الدول دون قيود ورغم ذلك لم تسجل حركة نزوح كبيرة إليها تدفع هذه الدول للقلق أو إلى البدء باتخاذ إجراءات تحد من حركة النزوح إليها.

وتقول دوائر العمل في ايرلندا انه قد سجل 23 ألف دافع جديد للضرائب من الدول العشر التي انضمت إلى الاتحاد خلال الأشهر الثلاثة التي أعقبت انضمامها إلى الاتحاد وان العدد الأكبر قد جاء من بولونيا (نحو 11 ألفا) ثم من ليتوانيا (نحو 5000) ثم نحو 2000 من تشيكيا والمجر وسلوفاكيا .

وحسب وزارة العمل في دبلن فان الاهتمام بالعمل لديها من قبل مواطني الدول الجديدة يشكل حاليا نصف ما كان متوقعا قبل توسع الاتحاد ،وان اغلب هؤلاء الثلاثة والعشرين ألفا قد وجدوا أعمالا في قطاع البناء وفي المصانع المختلفة ولا يشكل خبراء الكومبيوتر والهندسة المعمارية حالات استثنائية من بين هؤلاء .

أما في بريطانيا فقد أعلن عن بدء عمل 24000 ألف شخص من 8 دول شيوعية سابقا كان نصفهم يعمل قبل توسع الاتحاد ، وكما في حالة ايرلندا فقد جاء العدد الأكبر منهم من بولونيا وهم يعملون في قطاع البناء .

وعلى خلاف ايرلندا وبريطانيا فقد اتجه إلى السويد بحثا عن العمل فيها الأطباء من دول أوروبا الشرقية فمنذ الأول من أيار (مايو) الماضي حتى منتصف تموز (يوليو) الماضي طلب الترخيص لمزاولة مهنة الطب نحو 300 طبيب الأمر الذي يعتبر حسب الأوساط السويدية رقما قياسيا خلال مثل هذه الفترة القصيرة .