سيدني: قال مسؤول حكومي رفيع يوم الاثنين ان الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم قد تبدأ في تكوين مخزون نفطي استراتيجي في العام المقبل مع تنامي الطلب المحلي وتفاقم المخاوف من تعثر امدادات النفط العالمية. وذكر جو دادي المدير العام لمعهد ابحاث الطاقة أن الصين ستخزن في البداية كميات نفط تكفي لسد احتياجات 20 يوما قبل أن تعزز المخزون لاحقا.
وقال جو لرويترز على هامش مؤتمر الطاقة العالمي في سيدني "اننا نشيد منشات التخزين في الوقت الحالي ...وخلال العام المقبل قد نبدأ في ملء الخزانات خطوة بخطوة." ولم يحدد جو عدد الخزانات التي ستكون جاهزة للاستخدام اعتبارا من العام المقبل.
وقال "في العام الماضي استوردنا حوالي 80 مليون طن (2.19 مليون برميل يوميا) من النفط الخام ولكن في هذا العام قد تتجاوز الواردات 100 مليون طن ولذا فان العشرين يوما مجرد بداية." وتظهر بيانات الجمارك الرسمية لعام 2003 أن الصين استوردت 91 مليون طن من النفط الخام. وتستورد الصين أكثر من 40 بالمئة من احتياجاتها من النفط الخام وهي نسبة اخذة في التنامي مع تراجع الانتاج المحلي وارتفاع الاستهلاك نتيجة النمو الاقتصادي القوي.
وتحتفظ شركات النفط الصنية عادة بمخزونات نفط تكفي لتلبية احتياجات ما بين عشرة ايام و30 يوما في اطار عملياتها التجارية. ولكن قلق بكين تزايد خلال العامين الماضيين ازاء عدم وجود مخزونات طواريء مع ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية قرب 50 دولارا للبرميل والقفزة الكبيرة في الطلب الصيني على الخام.
ومعظم الدول الصناعية لديها احتياطيات هائلة. ففي الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم بلغ حجم الاحتياطيات النفطية 668.4 مليون برميل في نهاية اغسطس اب وتنوي واشنطن زيادة المخزونات الى 700 مليون برميل في عام 2005 .
ولكن في اسيا لا توجد احتياطيات طواريء سوى لدى اليابان وكوريا الجنوبية بينما تتحدث الصين والهند منذ وقت طويل عن خطط لتكوين مخزونات. وخصصت الصين اربعة مواقع في المناطق الشرقية لتكوين مخزونات حجمها 16 مليون متر مكعب (100.6 مليون برميل) من الاحتياطيات الاستراتيجية توازي استهلاك 20 يوما.
وبدأت شركة التكرير سينوبيك تشييد صهاريج تخزين سعة 5.2 مليون متر مكعب في جينهاي. وينتظر أن تكون هذه أول صهاريج يجري تخزين النفط بها. وقال جو انه لا يتوقع أن يتجاوز نمو الطلب على النفط في الصين في عام 2005 مستوى هذا العام الذي يتراوح بين سبعة وعشرة بالمئة كما أن زيادة الطاقة الكهربائية ستخفف ازمة الطاقة في المصانع.
وكان نقص الطاقة قد دفع كثيرا من المصانع الى شراء مولدات طاقة مما خفف الضغط على الشبكة العامة في الصين ولكن أدى الى نمو استهلاك انواع من الوقود مثل وقود الديزل وزيت الوقود (المازوت). كما أدت مبيعات قياسية من السيارات الى تنامي الطلب على وقود وسائل النقل. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن الصين ستستهلك 6.34 مليون برميل يوميا من النفط هذا العام بزيادة نحو 15 بالمئة عن عام 2003 . وتتوقع الوكالة تباطؤ نمو الطلب على النفط في الصين الى نحو ثمانية بالمئة في العام المقبل ليصل الى 6.84 مليون برميل يوميا.
التعليقات