كامل عبدالله الحرمي : ارتفعت اسعار النفط مباشرة بعد اعلان دول منظمة " أوبك" في الأسبوع الماضي عن اتفاقهم بزيادة سقف الأنتاج و بمقدار 500 الف برميل ليصل معدل سقف الأنتاج الجديد الي 500 ر 27 وهذه هي الزيادة الرابعة في خلال هذا العام من المنظمة لتخفيف و تهدئة اسعار النفط في الأسواق النفطية العالمية.الا ان الأسواق النفطية تفاعلت بصورة عكسية و بسرعة و بشدة حيث أرتفعت اسعار النفط و بنسبة تزيد عن 3% و لتصل الي معدلات تاريخية ووصلت عند 57 دولار للبرميل الواحد لسعر النفط الخام الأمريكي الخفيف و بزيادة 62 % عن معدلات العام الماضي. وللمرة الأولي في تاريخ منظمة " أوبك " ترتقع اسعار النفط عندما تعلن المنظمة عن زيادات فعلية و فورية في معدلات الأنتاج و تصديرها مباشرة الي الأسواق النفطية العالمية.
و يبقي السؤال لماذا اذن هذه الأرتفاعات الحادة و مالعمل و هل بألأمكان عمل أي شي لوقف الزيادات المستمرة في معدلات اسعار النفط ومنذ فترة تقارب السنة الواحدة؟ أم سظل اسعار النفط عند هذه المستويات الحالية و الي متي؟
و للأشف الشديد أصبحت الأوراق مكشوفة و لم تعد في قدرة و استطاعة منظمة " أوبك " و الدول النفطية الأخري عمل شي حيال زيادة الأنتاج و الطلب العالمي المتزايد و أصبحت جميع الدول النفطية تقريبا مشلولة في ضخ كميات اضافية من النفط الخام حاليا و خلال العام القادم. حيث عملية الأنتاج و البحث و الأستكشاف عن النفط سيستغرق وقتا طويلا و في نفس الوقت الطلب العالمي علي النفط مستمر في النمو و خاصة في خلال ال5 سنوات الماضية حيث زاد معدل الأستهلاك العالمي بمقدار 10 ملايين برميل منذ نهاية عام 2000. و من المتوقع ان يصل معدل استهلاك العالم من النفط الي 86 مليون برميل مع نهاية العام الحالي و بزيادة 2 مليون برميل في اليوم عن معدل الأستهلاك الحالي.
و ماهو الحل؟
لم يعد هناك اي حل سريع و فوري لمواجهة الطلب العالمي المتزايد علي النفط و من غير المتوقع ان تنخفض اسعار النفط بشدة لتكون عند المعدلات الماضية أو عند معدل ال40 دولار للبرميل الواحد. الحل يكمن في نمط الاستهلاك وعلي الدول المستهلكة للنفط محاولة تقنين الاستهلاك بقدر الأمكان و ايجاد بدائل أخري و ان وجدت. وعلي الدول المستهلكة ان تستثمر في قطاع التكرير و بناء مصافي جديدة و كذلك البحث و التنقيب علي النفط وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية و خاصة في ولاية الاسكا ومحاولة ايجاد طرق متطورة حديثة للحفاظ علي التربة و البيئة و الحصول علي موافقات من " اصدقاء البيئة " للأستثمار في تلك الولاية وبدون هذه الأجراءات ستظل الأسواق النفطية متوترة قلقة و اسعار النفط غير مستقرة وقد تستمر لفترات طويلة.
دول منظمة " أوبك " قدمت و نفذت وأنتجت كل مالديها من طاقات انتاجية فائضة و لم تعد لديها اي شئ آخر تقدمها في الوقت الحالي و لكنها ستظل تواصل في تحديث منشآتها النفطية و تطوير وزيادة معدلات انتاج النفط و هذا لن يتحقق بالسرعة المطلوبة. حيث من صالحها الحفاظ علي استقرار في اسعار النفط و الزيادة بصورة مستمرة منتظمة وبمعدل معتدل منعا و اجتنابا لازمات اقتصادية قد تقود الي كساد و تضخم مالي عالمي. وعلي الدول المستهلكة للنفط الحد من معدلات الأستهلاك بقدر الأمكان.