القاهرةمن سعد القرش: قالت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر بألمانيا يوم الثلاثاء انها منحت جائزتها هذا العام للروائي المصري صنع الله ابراهيم "لكفاحه المتواصل من أجل الحرية والديمقراطية في البلاد العربية." وأضافت المؤسسة في بيان تلقت رويترز نسخة منه بالبريد الالكتروني ان "صنع الله ابراهيم وافق على منحه جائزة ابن رشد للفكر الحر وسوف يحضر الى برلين يوم 26 نوفمبر تشرين الثاني الجاري لتسلم الجائزة شخصيا." وقال صنع الله ابراهيم لرويترز انه سعيد بالجائزة التي تمنحها هيئة مستقلة غير رسمية تحمل اسم ابن رشد ولا تتبع حكومة عربية حيث ان "المؤسسة تضم شخصيات عربية تقدمية." وتمنح مؤسسة ابن رشد للفكر الحر جائزة سنوية في موضوع يتم تحديده ويمنح المثقفون العرب حق التصويت والترشيح ثم يجري اختيار أبرز المرشحين. وكان موضوع الجائزة هذا العام هو الادب الملتزم.

وكان ابراهيم قد فجر في أكتوبر تشرين الاول 2003 مفاجأة أمام أكثر من 300 كاتب عربي أجنبي في دار الاوبرا المصرية حين أعلن في حفل ختام ملتقى الرواية أمام وزير الثقافة المصري فاروق حسني رفضه جائزة الرواية العربية احتجاجا على ممارسات الاحتلالين الاسرائيلي في فلسطين والامريكي في العراق مشيرا الى أن السفير الامريكي بالقاهرة "يحتل حيا بأكمله" وأن الجائزة مقدمة "من حكومة لا تملك مصداقية منحها."

وقال ابراهيم يوم الثلاثاء انه يراهن على المستقبل ولا يشعر باليأس مشيرا الى أن جوهر عمل الكاتب نقد المؤسسات والافكار الراسخة "هناك تغييرات كثيرة تحدث وتكفي المقارنة بين موقف المثقف الان وموقفه قبل عشر سنوات. "توجد تجمعات ثقافية الان تؤدي دورا ايجابيا حتى انها هتفت بسقوط (الرئيس المصري حسني) مبارك. هذا شيء ايجابي جدا بعد سقوط الخط الاحمر الذي سقط في كتابات صحف وصحفيين." واضاف "أفضل التغيير السلمي بشرط أن يتم بمشاركة الناس. على الناس أن يفرضوا وضعا جديدا يبدأ بالغاء قانون الطواريء مرورا بوضع دستور جديد (في مصر)." وضمت لجنة التحكيم لهذه الدورة من جائزة ابن رشد الروائية المصرية سلوى بكر وأربعة نقاد هم المصري صبري حافظ واللبنانية يمنى العيد والاردني خليل محمد الشيخ والفلسطيني فيصل دراج.

وأسس مثقفون عرب بألمانيا مؤسسة ابن رشد غير الحكومية تكريما للمفكر العربي ابن رشد (1126 - 1198) ومنحت الجائزة في السنوات الخمس السابقة لشخصيات عربية بارزة منها البرلماني الفلسطيني عزمي بشارة والناقد المصري محمود أمين العالم والكاتب الجزائري محمد أركون. وقالت المؤسسة ان صنع الله ابراهيم "له شهرة واسعة في البلاد العربية. لا يعتبر هذا الكاتب من أهم الكتاب في العالم العربي فحسب بل يعتبر أيضا ممن يدور حولهم الجدل خاصة وأنه ينقد باستمرار الانظمة السياسية العربية والمصرية خصوصا لكونها غير ديمقراطية وفاسدة." وأوضح البيان أن "إبداء وجهة نظر عربية للامور مهم وأساسي بالنسبة للكاتب صنع الله ابراهيم وهذا ينعكس في كيفية استعماله للغة فهو يكره استعمال لغة السلطة ويسعى لاستعمال لغة أصيلة بعيدة عن قواعد وتقاليد الادب المعروفة. "خلال أعماله نادى صنع الله ابراهيم بالاحتفاظ بالضمير الناقد لكي نرى من خلاله ونفهم العلاقات السياسية المعقدة. رواياته تشجع قارئيها على المقاومة لا على تحمل الوضع المزري." ولصنع الله ابراهيم الذي قضى أكثر من خمس سنوات في السجن بين عامي 1959 و1964 عدد من الروايات أولها (تلك الرائحة) التي صودرت عام 1966 واخرها (أمريكانلي) أو (أمري كان لي).