حقيقة ما نشره موقع ايلاف:

ونحن نتعامل مع المثقفين بشفافية وبتقدير عالٍ، ليس فقط في كردستان بل مع جميع مثقفي العراق

وكالة انباء الاتحاد الوطني: نشرت ايلاف تقريرا عن وفد الجواهري وضح نشر يوم الجمعة المنصرم 30 تموز يوليو موضوع في موقع ايلاف الالكتروني تحت عنوان(وفد الجواهري ينام على الطرقات) كتبه من بغداد أثير محمد شهاب.. ونظرا لما جاء في الموضوع من مغالطات وخلط الاوراق ومن كلام جارح وبعيد عن الحقيقة، موضوع كتب بنية لا يعلمها الا كاتب الموضوع ومن عبر عن مشاعره في لحظة غضب ناسيا او متناسيا بان اقليم كردستان كان مرتعا وملجأ لاحرار العراق وجميع فصائل المعارضة العراقية والكتاب والشعراء العراقيين ممن لم يبيعوا أقلامهم وضمائرهم للطاغية.. وكانت كردستان الحضن الدافئ لجميع ابناء العراق طيلة ثلاثة عشر عاما.. ولكن تفاجئنا عندما قرأنا ما كتبه أثير من بغداد ونشره موقع ايلاف لذا ارتأينا ان نحاور السيد فتاح زاخويي وزير الثقافة في حكومة اقليم كردستان-ادارة السليمانية- ليطلعنا على حقيقة الموضوع كما كان وبعيدا عن الهيجان العاطفي واستنطاق ما يجرح شعور الأخ لأخيه..

*لا شك بأنك قرأت ما كتبه أثير محمد شهاب ونشره موقع ايلاف يوم الجمعة الماضي ما هو ردكم؟ وماذا تقولون؟

-اطلعت على ما كتبه المدعو اثير وهذه فرصة جيدة لنوضح ونبين للقراء حقيقة ما جرى وما حدث للوفد الذي زار كردستان لان هناك مغالطات كبيرة فيما كتبه اثير.. بداية اود ان اوضح بأننا حريصون على التواصل مع المثقفين في بقية انحاء العراق ولذلك اقمنا عدة فعاليات مشتركة ومنها الفعاليات الختامية لمهرجان الجواهري في العام الماضي حيث اقيمت فعاليات منظمة وبمستوى تقني عالٍ في السليمانية وفي ذلك المهرجان اتفقنا على ان يقام هذا المهرجان في السليمانية.

في بداية شهر يونيو حزيران تلقيت كتابا رسميا من الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق المركز العام الموقع من قبل السيد حميد المختار رئيس الهيئة التحضيرية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين برقم (139)المؤرخ في 2/6/2004 يذكرنا بإقامة المهرجان وجزء من فعالياته في السليمانية ويطالبوننا بتأمين مبلغ (10000) عشرة آلاف دولار كحصة وزارة الثقافة في حكومة اقليم كردستان لاقامة ذلك المهرجان وأبلغوني بان هناك وفد سيزور الوزارة قريبا وفعلا بعد ايام زارني كل من السيد حسن عبد راضي وفائز الشرع، بالرغم من انهما لم ياتيا بموعد مسبق لكننا حرصنا على ان نلتقيهم شخصيا وتباحثنا في الامر واتفقنا على ما يلي بشكل مفصل.. انا في البداية عاتبتهم على اهم شكلوا لجانا ووضعوا برنامجا للمهرجان دون ابلاغنا ودون الاتصال بنا بالرغم من وجود اتفاق بان تقام بعض الفعاليات في مدينة السليمانية وان يتم التعاون بين مؤسسة مشابهة لاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وهو اتحاد الكتاب الكرد لكي تقوم هاتين المؤسستين بهذه الفعاليات في مدينة السليمانية، واتفقنا على ان نرسل مندوبا من اتحاد الكتاب الكرد الى بغداد للعمل معهم واذا لم يتم ذلك واذا لم يتيسر ذلك فانا طالبتهم بان ياتي وفد من الاتحاد ومخول بكتاب رسمي من الاتحاد قبل موعد اجراء الفعاليات في السليمانية باربعة( 4 ) ايام على اقل تقدير ليتم الاعداد للفعاليات التي تقام في مدينة السليمانية، ووافقوا على ذلك واخذوا ارقام هواتفي الشخصية وعنواني في البريد الالكتروني الخاص بي والخاص بالوزارة على ان يتم التواصل بيننا من اجل وضع برنامج جيد للفعالية التي ستقام في كردستان..

ومنذ ذلك التاريخ اجرينا بعض الاتصالات مع اتحاد الكتاب الكرد وكذلك بعض الاجراءات الادارية الاخرى لتامين مستلزمات اقامة تلك الفعاليات بشكل منظم في كردستان وانتظرنا وصول وفد من الاتحاد ليتم التنسيق ووضع برنامج الفعاليات التي تقام في السليمانية، لكن لم يات أي احد ولم يتصلوا لا هاتفيا ولا عبر البريد الالكتروني ليبلغونا بمجيئهم، فاعتبرنا عدم اخبارنا وزيارتنا في الموعد المقرر وقبل موعد اقامة فعاليات المهرجان باربعة ايام كما كان مقررا، دليل على انهم لم ياتوا او انهم قد لغوا تلك الفعاليات وانا توقعت بانهم قد لغوا الفعاليات لعدم موافقتنا على اعطائهم ذلك المبلغ الذي طلبوه وهو (10) عشرة آلاف دولار نقدا، لكن اتفقنا على ان نتحمل جميع تكاليف اقامة الفعاليات في السليمانية، فلذلك اعتبرنا بأنهم لن ياتوا واذا بي أتفاجأ في صبيحة يوم الخميس المصادف 29/7 في اتصال هاتفي من الدكتور عزالدين مصطفى رسول رئيس اتحاد كتاب الكرد ليبلغني بان هناك وفدا قد وصل من بغداد مؤلف من اكثر من (90) شخصا دون ابلاغنا ودون اتصال سابق..

كان الخبر مفاجئا جدا فكيف لوفد من (90) شخصا يتحرك من بغداد بعد الظهر ليصل الى مدينة السليمانية بعد منتصف الليل (12) دون ابلاغ مسبق بان هناك وفد قد تحرك، حتى اذا اعتبرنا بأنهم لم ياتوا لتنظيم المؤتمر فكان لا بد لهم بابلاغنا أنهم سيتحركون الى مدينة السليمانية ليتم تنظيم او الاجراءات اللازمة لاستقبالهم وتهيئة مستلزمات أقامتهم في مدينة السليمانية، وحتى وان لم يأتوا لإجراء فعاليات المهرجان وانما الزائر عليه ان يبلغ بقدومه اينما ذهب..

وفي نفس الصبيحة بعد مكالمة الدكتور عز الدين اتصل بي الأخ الفريد سمعان واعتذرت له تلفونيا بان هذا ما حدث لم يكن بإرادتنا بل انه ناجم عن تقصير ممن كلفوا بتنظيم هذا العمل وهم حسن عبد راضي وفائز الشرع واعتذرت لهم هاتفيا وأخبرتهم باني سأصل إلى الوزارة خلال اقل من ربع ساعة، وأكدتُ لهم بانه لا يمكن إقامة فعاليات دون التحضير والتهيئة المسبقة ودون إجراءات لازمة لاننا لم نتصور قدوم الوفد اصلا فكيف باقامة النشاطات الثقافية واصدار جريدة خاصة بهذه السرعة؟؟!!

فابلغوني بأنهم إذا لم تكن هناك فعاليات فأنهم سيعودون ادراجهم إلى بغداد، فعادوا إلى بغداد..

بعد ذلك كتبتُ رسالة مفصلة للأخ الفريد سمعان وأرسلتها لا اعرف ان كان قد وصلت إليه قبل نشر هذه المواضيع في موقع إيلاف الإلكتروني ام لا؟ ولكن وسائل الاتصال بيننا وبين بغداد ليست جيدة.. فأنا اعتبر التقصير الحاصل ممن أوفدوا إلينا وهما الشخصان اللذان ذكرتهما هم الذين قصروا ولا استبعد ان يكون هناك سوء نية في الموضوع لهدفين:

الأول تشويه صورة حكومة إقليم كردستان ووزارة الثقافة ومثقفي كردستان من ناحية ومن ناحية اخرى لقطع الطريق أمام التواصل والتعاون بين مثقفي كردستان وبقية مثقفي أنحاء العراق من ناحية أخرى..

ونأمل أن يتفهم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق موقفنا وان لا يكون هذا حجر عثرة في طريق التواصل والعمل المشترك بيننا لكي لا يصل المسيئين ومثيري الشغب والمشاكل والفتن الى هدفهم بتعكير الأجواء بين مثقفي كردستان ومثقفي بقية أنحاء العراق.

*هناك من يقول بان الانتخابات التي جرت في بغداد لم يشاركوا فيه أعضاء كرد كان وراء عدم استقبال الوفد؟

-هذا غير صحيح بتاتا، هذا الموضوع بالنسبة لنا موضوع جانبي، فاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق منظمة لها شخصيتها المعنوية ولها استقلاليتها وهم من ينتخبون ممثليهم وهناك في كردستان اتحاد لكتاب الكرد يمثل كتاب الكرد في العراق ولذلك هذا الموضوع ليس له أي درجة من الصحة وأشير في بعض المقاطع بان هنالك أسباب سياسية، فليس هناك أي أسباب سياسية بل بالعكس القيادة السياسية في كردستان العراق تحرص دائما على تمتين الاواصر والعلاقات بين جميع شرائح المجتمع العراقي في كردستان وفي بقية أنحاء العراق وخاصة على الصعيد الثقافي.. وهنا لا بد ان أشير بأننا في كردستان العراق وفي فترة كانت الدول العربية تخاف من إقامة أمسية ثقافية وأمسية شعرية تكريما للشاعر الجواهري، بل حتى كثير من الدول العربية خافت من إقامة مجلس عزاء للشاعر الجواهري بينما نحن في كردستان العراق ومثقفي كردستان العراق والقيادة السياسية في كردستان العراق أقامت عام(2000) مهرجانا كبيرا في كردستان جزء منه في مدينة اربيل والجزء الآخر في مدينة السليمانية وأقيمت للشاعر الكبير الجواهري نصبين متميزين في مدينتي اربيل والسليمانية، وهذا كان في ظروف تحملنا كشعب كردستان وكقيادة سياسية تبعات ذلك العمل ولكننا قبلنا ذلك تكريما لذكرى الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ولمواقفه الإيجابية وموقفه من النظام السابق لذلك ليس هناك أي مبرر للانتقاص من هذه الفعاليات التي أقيمت في كردستان بل أؤكد بان ما حصل يتحمل مسؤوليته الشخصان الموفدان من قبل اتحاد الادباء والكتاب العراقيين إلى كردستان.

*طالب اغلب أعضاء الوفد اعتذاركم الشخصي على ما حدث فماذا تقولون لهم؟

-بالرغم من عدم تحملنا لمسؤولية ما حصل، ولكن ما حصل كان صدمة كبيرة لي، ونحن نتعامل مع المثقفين بشفافية وبتقدير عالٍ، ليس فقط في كردستان بل مع جميع مثقفي العراق والمثقفين الذين يزورون كردستان من مختلف أنحاء العراق.

والموقف الذي تعرض له الوفد في كردستان رغم عدم مسؤليتنا فيما حصل الا انني في اتصال هاتفي في صبيحة ذلك اليوم مع الأخ الفريد سمعان اعتذرتُ له وأؤكد مرة اخرى بالرغم من عدم مسئوليتنا في ذلك.. وفي رسالتي إليه أيضا اعتذرت له ومن خلاله الى جميع المثقفين الذين كانوا برفقته وابلغته باني تألمت كثيرا لذلك ووعدته بأننا سنحاول ونبذل جهودنا لتلافي ذلك، ونضع برنامجا للعمل المشترك لإزالة ترسبات ذلك الحادث المؤسف بالنسبة لنا.

رسالة وزير الثقافة في حكومة اقليم كردستان-ادارة السليمانية- الى السيد الفريد سمعان

الاستاذ الفريد سمعان المحترم، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

تحية طيبة

تأسفت، بل تألمت كثيرا، للذي حصل لكم وللوفد المرافق لكم، من التباس ادى الى ما ادى اليه، اثناء قدومكم الى السليمانية، وأرى لزاما عليّ، بعد الاعتذار، ان اضعكم في الصورة الحقيقية للحدث، وكما حدث..

تسلّمت كتابا رسميا من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق-المركز العام، موقعا من قبل السيد حميد المختار، رئيس الهيئة التحضيرية للاتحاد، يحمل الرقم 139، ومؤرخا في 2/8/2004، موجها الى وزارة الثقافة، يذكّرنا بما قد اتفقنا عليه في وقت سابق، حول اقامة جزء من فعاليات مهرجان الجواهري في كوردستان، ويطالبنا بمبلغ عشرة آلاف دولار كحصة الوزارة من ميزانية المهرجان. كما وصلني خبر حول ان هناك وفدا من الاتحاد سيصل الى السليمانية للتباحث في الامر. وفعلا وصل كل من حسين عبد راضي وفائز الشرع وبدون اتصال او موعد مسبق. رغم ذلك، ومنعا لحصول أي التباس، ارتأيت أن التقيهما شخصيا، وحصل ذلك في مكتبي وبحضور مدير مكتبي الخاص. وبعد أن عرضا الموضوع، وأكدا بأنهم في أزمة مالية وان وزارة الثقافة في بغداد لم تساهم في تأمين ميزانية المهرجان الاّ بالنزر اليسير، أكدا على طلب المبلغ المشار اليه، فأجبتهما بأننا لا نستطيع تأمين المبلغ نقدا، بل كل ما نستطيع القيام به، وكما اتفقنا سابقا، هو تحمل تكاليف الفعاليات التي تقام في كوردستان، بعد أن عاتبتهما بشأن عدم مشاركة ممثل عن الوزارة أو عن اتحاد كتاب الكورد في اللجنة التحضيرية للمؤتمر. ثم اتفقنا على ان نرسل ممثلا عن اتحاد كتاب الكورد للمشاركة في اعداد الفعاليات الخاصة بكوردستان، وفي حال لو لم يتسنّ ذلك، أن يحضر وفد من الاتحاد، يحمل كتابا رسميا بتخويلهم، للاعداد لتلك الفعاليات قبل الموعد المقرر بأربعة ايام على اقل تقدير، ثم اعطيتهما وللمرة الثانية ارقام هواتفي وعنواني الالكتروني، للاتصال والتواصل بشأن تلك الفعاليات. ثم بدأنا بالاعداد الاولي، من حجز القاعات، والمستلزمات الاخرى، وانتظرنا قدوم الوفد. وعندما لم يصل احد ولم يتصل احد، اعتقدنا بأنكم قد الغيتم تلك الفعاليات.

خطر لي، بأنه قد يكون السبب هو عدم صرف المبلغ المشار اليه، أو أي سبب آخر، فإذا بي أُفاجأ صبيحة يوم الخميس المصادف 29/7 باتصال هاتفي من قبل الدكتور عزالدين مصطفى رسول، يبلغني بوصول الوفد منذ منتصف الليلة السابقة، فصدمت لذلك الخبر، ثم جرى الاتصال الهاتفي بيننا، ثم رجعتم الى بغداد.

هناك سؤال يفرض نفسه هنا: حتى اذا لم يأت احد لاعداد الفعاليات، كيف لوفد مؤلف من مئة شخص يتحرك من بغداد متأخرا ليصل في منتصف الليل، دون ان يجري اتصال هاتفي وهو سهل المنال لابلاغنا بقدومه؟.. اشعر بأن هناك من اراد بنا وبكم سوءاً، ولم يرق لهم بناء جسور الثقافة والتفاهم والمودة بيننا.

وأخيرا لابد لي من التأكيد على اننا حريصون دائما على التواصل والتعاون بيننا واتمنى ان لا يكون هذا الحادث المؤسف حجر عثرة في طريق تعاوننا، وتقبلوا فائق الاحترام التقدير.


[email protected]