من صنعاء: دشنت وزارة الثقافة والسياحة اليمنية صباح اليوم بالمركز الثقافي بصنعاء مهرجان " أحفاد الشاعر البردوني " الذي تنظمه الوزارة بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني والذي يستمر للفترة من 30 أغسطس، وحتى 1 سبتمبر 2004م ، بمشاركة ما يزيد على 35 شاعراً من الشعراء الشباب في عدد من محافظات الجمهورية ممن يمثلون تلامذة نابغة اليمن الكبير عبد الله البردوني.
وفي حفل الافتتاح الذي دشنه وزير الثقافة والسياحة خالد الرويشان الذي وصف البردوني بأنه بصيرةٌ أضاءت بلاداً، وأنه بضوء أصابعه أسرج شعب، عزمه وفتق جيل حلمه، وشق فجر دربه ، وقال انه كان خلاصة بلد ، وأمة عصور ، وعبقرية مكان ووردة قفار، وندى صخور.
كما أشار الوزير الرويشان في كلمته إلى المكانة العظيمة التي أحتلها البردوني (الشاعر والإنسان) في الساحة الأدبية والثقافية على المستوى الوطني والعربي.
وأسهب الوزير الرويشان في وصف الشاعر الكبير عبدالله البردوني حيث قال : كان الناس وطنه ، وسباتهم أرقه ، وآمالهم حزبه ، وأحلامهم قضيته ، وأناتهم جرحه، مشيراً إلى أنه برعشة كفيه أجفلت جبال نيسان وتمايلت رقدة أزمان ، وببصيرته أضاءت بلاد ، وبأحزان جفنيه أشرقت وهاد ، وبضوء أصابعه أسرج شعب عزمه و فتق جيل حلمه ، وشق فجر دربه.
وكان المهرجان قد بدأ فعالياته صباح اليوم بجلسة شعرية لمجموعة من الشعراء الشباب أدارها الشاعر الشاب محمد المنصور وشارك فيها الحارث بن الفضل الشميري، وجميل مفرح، وسعيد الشدادي ، وعلي أحمد حاجز، وعبد المجيد التركي، ومحمد الشامي، وإسماعيل مخاوي، وهاني الصلوي، وعبد الله عصبة ، الذين قرؤوا نماذج من إبداعاتهم الشعرية المختارة .
تلا ذلك تقديم شهادة حول " حياة وإبداع البردوني" للاستاذ محمد الشاطبي، اختزلت مسيرة حياة الشاعر الكبير البردوني ومعاناته ، وبزوغه الإبداعي كواحد من أشهر رواد الحركة الأدبية والثقافية في الوطن العربي.
كما شاركت الاديبة العراقية الدكتورة وجدان الصائغ بقراءات نقدية حول ترسيم الشخصية في شعر البردوني نالت استحسان المشاركين والحضور ، حيث بينت خصوصية ترسيم الشخصية في شعره وعمق تصويره لها ، وقدرته على تشكيلها وصياغتها في شعره بعد إدخالها إلى دائرة وجدانه.
كما أقيمت مساء اليوم جلسة نقدية حول أثر البردوني الإبداعي والثقافي، شارك فيها د. حيدر غيلان، أ. عبدالرحمن مراد، وجلسة شعرية ثانية لعدد من الشعراء.
يذكر أن برنامج فعاليات المهرجان الذي ينظم ضمن فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية للعام 2004م يستمر لثلاثة أيام قادمة ويتضمن فعاليات صباحية ومسائية.
والشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني لمن لم يعرفه ولد باليمن العام 1929 ، ولذلك كني الرجل بالبردوني ، ونشأ طفلا لعوبا علي غرار أترابه ، ولكنه أصيب بالعمي وهو في سن الخامسة من عمره ، تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب والمدارس الدينية المحلية ، وبدأ قراءة الشعر والتاريخ في كل من الثلاثينيات والأربعينيات من العمر ، وصدر له أول ديوان شعري العام 1961 وكان بعنوان " من أرض بلقيس " ، ثم توالت مؤلفاته ودواوينه الشعرية وكتاباته العامة ، ومنها دواوين شعرية ، هي : " في طريق الفجر " ، و " مدينة الغد " و " لعيني بلقيس " ، و " السفر الي الايام الخضر " ، و " وجوه دخانية في مرايا الليل " ، و " زمان بلا نوعية " و " جواب العصور " و " رجعة الي الحكيم بن زايد " ، ومن مؤلفاته العامة الاخري : " اليمن الجمهوري " ، و " في اول قصيدة ، في آخر طلقة " ، و" الثقافة والثورة في اليمن " ، الخ.
شارك البردوني في العديد من الندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية ، وفاز بالجائزة الأولى بمهرجان ابو تمام الذي انعقد بمدينة الموصل العام 1972 ، وفيه قال قصيدته الشهيرة العصماء التي وجهها الي الشاعر الموصلي العباسي الشهير ابو تمام الطائي ، وقد نظمها علي منوال قصيدة ابو تمام الشهيرة " السيف اصدق انباء من الكتب " ، وقد أحدث البردوني في قصيدته ضجة كبري نظرا لقوتها وهيبتها ، وقد وصل البردوني فيها الي قمة الشعر فجعلته القصيدة شاعرا مشهورا منذ تلك اللحظة التاريخية الفاصلة.
وكان البردوني رحمه الله يحسن رسم الصور وابتكارها وهو مولع كثيراً بالإيحاء والرمزية وتشخيص التجريدات فللفجر شفاه وللمروج صدور وللربى أجفان وللربيع قلب.
توفي البردوني في اليمن يوم الاثنين الموافق 30 آب ( أغسطس ) 1999 ، وقام المجمع الثقافي في أبو ظبي بإصدار كتاب مسموع له بعنوان " عاشق بلقيس وداعا " تخليدا لذكري عبد الله البردوني.
إطلاق موقع خاص بشاعر اليمن البردوني
محمد الخامري من صنعاء : تزامنا مع المهرجان الثقافي لأحفاد البردوني والاحتفالات الخاصة لإحياء الذكرى الخامسة لرحيل شاعر اليمن عبدالله البردوني، أطلق موقع الحزب الحاكم في اليمن موقعا خاصا بالنابغة البردوني اشتملت على تسعة محاور، تتعلق بالسيرة الذاتية، وكتابات ودراسات أدبية من اعداد الشاعر او كتابات ودراسات تتناول أعماله، بالإضافة إلى نافذة نقدية لمجموعة من الأدباء اليمنيين والعرب ، وحوارات ومقابلات مع الشاعر، إلى جانب شهادات أدبية لما يربو على عشرين أديب وناقد محلي وعربي ، ونافذة خاصة بالمختارات التي تم فيها عرض اجمل قصائد الشاعر البردوني ، ونافذة مراثي خاصة بالقصائد التي قيلت فيه ورثته عند وفاته من قبل العديد من الشعراء العرب ، ثم اغلفة وعناوين لبعض مؤلفاته ومنشوراته.
كما تضمن الموقع مختارات شعرية من نتاج الشاعر الكبير، وصور خاصة بالشاعر، وغيرها من المحاور، التي قّدمت مادة غنية تُعدُّ مرجعاً للقارئ والمثقف العربي خصوصا والمثقف الشغوف عموما.
والموقع على الرابط التالي :
http://www.almotamar.net/baraddoni/
التعليقات