مضت سنواتٌ
وما زلتُ أذكر ليلةَ "رأس السنهْ"
عام ألف وتسع مئهْ، وتسعينَ...
كنتُ قد ابتعتُ تذكرتين
ورحنا معاً،
أنا والحبية للحفل...
أذكر... أنّا رأينا لدى البابِ...
(ألفاً وتسع مئهْ... وتسعينَ) يجلسُ فوق حقائبه
ويدخن آخر سيكارة عنده...
ومن حوله... يرقص الناس... لاهين...
هل تذكرين؟
رقصنا...
ورحنا ندقّ بأقدامنا الأرضَ من لهفةٍ...
ونسحب أحلامنا خلفنا،
وأعيننا، على الباب
منتظرين الذي سيجيء إذا انتصف الليلُ...
ساعة يولد من رحم الغيب (... رأس السنة...)
لكم كنتِ رائعةً...
إنما... فجأة، أطفأ الحفل أنواره الساطعهْ..
وغادر منتصف الليل موعده،
بسيارة مسرعهْ
وساد الظلامْ...
وفي الساعة الرابعهْ...
أفقتُ...
رأيت الحبيبة فوق سريري مُبلله بالبكاءْ
ورأس السنه
بيننا
غارقا في الدماء.

بغداد كانون الثاني 1998