بانتظار سبأ
يغذون الخطى
وآجالهم قبلهم
تنام التمائم مغمورة بين أذرعهم

يلتقطون بأقواسهم سمكاً...
ويشوون بالشظايا
قواربهم سعف العمر
تعرت عراجينه في المرايا
وفاتح أيامهم فاتحة البحر
من فصل (زهدية)
ومن حجر في الخواتيم... يستفتحون
ويشدون مصائرهم بالحصى
لأقواسهم قامت الشهداء
وفي ورق التبغ فظة أسنانهم
بانتظار سبأ
لا نبأ
وقد ضيعتنا المماليك بين الدروب
وعرش على الماء جرجنا للحروب
من حجر الطفل مقلاعهم
ومن سرة الأرض مطلعم
(طاساتهم) سودتها المحاجر
يمضون على موعد للشفلح
والدم يشخب بين الأصابع
حيث الدروب قفارا
يتسلق القداح قُبّرتي
وقُبّرتي بلا قداح
وحدي مشيت اليك
تتبعني الوعول
الذئب يوصلني اليك
عواؤه في نوم أطفالي
وفي آقاحي
وتكسّر العبرات بين تكسري
وتراب قنبلة على مصباحي
من أين أُفضي والدروب هزائمي؟
فمشيت يتبعني نباحي
ولُقى عببت بها جيوبي
كي تقي خوفي من الأشباح
لا ريح تأتي بالخزامى..
لا أحدْ
فنشرت قمصاني بقية ... لا أحدْ
كي نعود لأمهاتٍ ...
بين ضفائرهن قمح بطوننا
لم يكبروا..
لم يعودوا للجناجل...
لم يثمروا...
فما زال في سعفهم حشف العمر
وفي طَسْتِ (فافون) ينطفئون
لم يكبروا...
فمن حكمة العقم
تناطف أحفادهم فوق عكًازة:
منْ ذا يدل الى موتهم؟
والمصائر معقودة بالضفائر
فجاسوا خلال الخرائب
يحتلبون من الخيل ماء الكواكب
صغيرهم ترك الخلق طُرّا
وقد كبروا...
وها هي آتارهم..
جولة إثر أخرى