الى عشتار الصالح
ايماضة العقيق المطمورة تحت رموشنا النجمية
في جلوسنا الهش على صخور الوقت المعفّرة بتراب الحيرة
نمّدُ أبصارنا الذليلة الى أنهار بطيئة الجريان وننزلُ الى الهاوية
حاملين نذورنا ذات العطور الفقيرة. نتلمسُ كسرة من حياة متعفنة.
أنتَ الفاني ولا تدرك فناءك
ومثل ريح تسترخي في فراش الحريق
تبحثُ الكلمة المتقنعة فيكَ عن صيف
تطلق فيه ملح صرختها.
هل الزمن ايماءة بلا حراك؟
هل تصقل الطبيعة حجر تحولاتنا وتسلط الأفكار المتضوعة على عظامنا؟
هل يوسع الزمن معرفتنا أم يكشف دائماً عن جهلنا بالطبيعة وبأنفسنا؟
ظهيرة السنبلة التي نتجول عبر دهاليزهاالمفتوحة على العدم
هي الطبيعة التي لا زمن لها.
أين وميض البراهين الذي نحتته القرون واجتثته الأجناس في إيابها وذهابها
الى ما وراء السور المظلم للخليقة؟
في صعودنا الى أعالي الميراث والجذور، نعايش النجوم الزرقاء لوجودنا
الأبدي والمتحقق ، وما بين تهشم المادة وحراشف العدم
تزيل الأفياء اليافعة عن طرقاتنا عوسج الأحلام والفيروز؟
افتح يا ربُّ ممرات فجرك الينا نحنُ العطاش الى اللازمان
أبوابنا موصدة تئنُ فيها رياح الليل والمخالب.
افتح أنهار النوم وسنواته الشبيهة بغنائم فقيرة .
مفتاح وملح غيابنا يطيّران الشجرة وبروقها
يطيّران لحظة الموت التي تفصل الثمرة عن شمسها.
يعكسُ الينبوع مرآته، شقيقتنا
وتنفجر البذرة في ايماضة العقيق المطمورة تحت رموشنا النجمية.
في الافصاح عن شفافية نهديها
أبحثُ في ليل البرية
عن أصداء خلّفتها صرخة الانسان
عن جذوة شعلة وشيكة العودة الى الأنهار
عن حجارة وتنهدات نملة فوق الثمرة المحتضرة
عن أبواب الزمن المثقلة بالرماد ، وكلمة ناسك تطوي انعكاساتها
تعرجات الشؤم القديمة لأنصابنا المتعاقبة.
يتقدمُ الزمن فينا
ويشدَنا الى براثنه
كل لحظة ، نأمة ، فكرة، اندفاعة، برثنٌ وعظام العالم ترتمي مستريحة
في ليل الماسة المنعطفة.
هل ننتظر الآلهة في غبطتها وهي تترقبُ قرابيننا المشدودة الى السراب؟
هل ننتظر تضرعاتها الحائرة في لبلاب العبادات وصلواتنا الفانية والمتهجدة
فوق سهاد العالم؟ الزمن سيفٌ يشحذ نفسه في الشجرة الممعنة في تهشمها
نقاسمه هواء الشواهد المتغلغلة في شفاهنا ويقضمنا مثل ايماءة موجة تسهر
في الافصاح عن شفافية نهديها.
ليل البرية
العالم
سطوح غيوم تنفلت عبر ضربات طيور تقّوس الأحلام والاحساسات
التي يوقظها تثاؤب المرجان في قبورنا التي تستعطف الريح.
سلّم الأبدية
نار الله تتلظى عبر أدغال وخرائب حيواتنا المبعثرة في الهاوية.
أجراس الحرير ومرايا فراديسه في الأعالي
وعصارات الفضة خضراء الجفون في أرض الفجر المتلألئة.
ينبغي أن نموت ميتة عظيمة بلا خوف
لا أمل
لا أوهام
لا حلم بوعد.
موسيقى وصرخات مصائرنا اللامرئية تفرغ حمولتها فوق جسور التاريخ
والقبضة القوية للنور متنهدة فوق رأس الشجرة الإلهية .
مجد موتنا معصم للكوكب الذي ينفلتُ وينسابُ هادئاً عبر ليل الأزل.
ينبغي للانسان الواقف كريشة في سعيه المحموم للوصول الى سلّم الأبدية
أن ينظف العالم من قذارات تماثيل موته الشاخصة في أروقة الزمن.
والطبيعة تستردُ دائماً هباتها التي تمنحها للانسان
ينبغي أن نحيي أولئك الذين رحلوا وظلوا ماكثين
في قناديل الأزل.
شاعر من العراق يقيم بالسويد
التعليقات