عشقه لأوروبا بدأ من زيارة لإيطاليا ولندن أصبحت وكره الأخير
إيلاف... قصة صحيفة حولت عثمان العمير إلى المطلوب الأول عربيًا! (2/2)

العمير: هربت من المدرسة بعد أن خدع الطلاب والدي
زيد بنيامين من دبي: بدا من الواضح أن هناك جيلاً سعوديًا من الصحافيين قد طرق باب الصحافة الرياضية ليصل فيما بعد إلى بوابة رئاسة التحرير في الصحف التي كتب فيها من أمثال العمير، تركي السديري، مطر الأحمدي ومحمد الوعيل. في تلك الفترة تحديدًا علم خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة بنية العمير على الخروج من صحيفة اليوم، طالبًا خدماته في الصحيفة التي أسهم كثيرًا في إنطلاقتها quot;كان هناك مشروع قائم لتطوير الصحيفة ولكنني في النهاية لم أستمر سوى ستة أشهر في الجزيرة، حيث عدت إلى لندن مراسلاً للصحيفةquot;. وفي خلال تلك الفترة الزمنية أيضًا ساهم العمير في إصدار صحيفة (الجزيرة المسائية) والتي عرفت إختصارًا بـ (المسائية) وجاء صدورها بالتزامن مع إنعقاد أول قمة خليجية تأسيسية لما بات يعرف بمجلس التعاون الخليجي.

في عام 1982 استلم العمير رئاسة مجلة المجلة في العاصمة التي لطالما احبها والتي ضمنت استمراره لمدة اطول في وظيفته ايضًا حتى عام 1985 ولينتقل فيما بعد وتحديدًا في سبتمبر 1987 لرئاسة تحرير صحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية.

عرف عثمان العمير خلال عمله في الشرق الاوسط والذي انتهى في ابريل 1998 باختياراته للمانشيتات الشهيرة quot;تعلمت اختيار المانشيتات منذ ان كنت اعمل في الصحافة الرياضية، وهذا ما ساعدني طوال مشواري الصحافي وليس في الشرق الاوسط فقطquot;.. وهو امر سيستمر عليه مع إيلاف فيما بعد.

كان واضحًا ان العمير يتقن فن اختيار العناوين واختيار محطات نجاحه منذ أن بدأ مشواره في عالم الصحافة، واعتبرت مرحلة رئاسته من انجح المراحل التي مرت بها الصحيفة في تاريخها بعد جهاد الخازن وعرفان نظام الدين وواصل عبد الرحمن الراشد فيما بعد رحلته التي اعتبرت امتدادًا لهذا النجاح، على الرغم من رغبة الراشد الملحة عدة مرات في الإستقالة وانشغاله بالبرامج التلفزيونية حتى اصبح فيما بعد في قمة هرم قناة العربية واطلق شعاره الشهير ضد (الهتيفة).

قام العمير برئاسة التحرير في الصحيفة في وقت مثّل منعطفًا كبيرًا في تاريخ العرب ومنطقة الخليج تحديدًا، فحرب الخليج الاولى كانت على وشك النهاية وبعد سنوات قليلة فقد انطلقت حرب الخليج الثانية لتصدر الصحيفة ملاحق لتغطية الحدث مثل (الظهيرة) التي تحولت الى (الصباحية).

وقد عرفت الصحيفة في عهده تحولاً كبيرة في عملية اتخاذ القرار بل اعطت معنى جديدًا للصحافي والصحافة بشكل عام، يقول عبد الله بن محمد بن عبد الله العطني ان العثمان كان quot;من طوكيو يحدد شكل الصفحة الأولى ومن أميركا يبدل خبرًا مكان آخر، ومن المغرب يختار طريقة إخراج الصفحة الأخيرة وربما من على الطائرة أعطى أوامره ولمساته قبل طباعة الجريدة، وهذا أسلوب إداري يجب تدريسه وتعليمه لمديري المستقبلquot; فيما يضيف محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ quot;كان يصر دائمًا على أن الصحيفة التي هو فيها لا تعرف النعاس، ويأبى أن يخالج يقظتها التثاؤبquot;.

واجه العمير بعد توليه رئاسة تحرير الشرق الاوسط موجة من التشكيك في قدراته كما جاء تعيينه في رئاسة التحرير ضد رغبة الناشرين هشام ومحمد حافظ، لكنه اعتمد في النهاية على الخلطة التي سيعتمد عليها في ايلاف وهي (خلطة الشباب) والسماوات المفتوحة.

ساهم العمير في استقدام طائفة كبيرة من الكتاب الى الشرق الاوسط من امثال صلاح حافظ، يوسف ادريس، سمير عطا الله، احمد الربعي، بلند الحيدري، محمد عابد الجابري، تركي الحمد وكثيرون وهناك مارس هوايته في السماح لكل التيارات الفكرية والمدارس السياسية بالكتابة كما مزج بين الصحافة المصرية واللبنانية وحاول تقليد الصحف الانكليزية التي لطالما إعجب بطريقة مقارباتها للقصة والحدث.

في عام 1994 كان عثمان العمير على موعد مع اطلاق شركة انتاج تلفزيوني مع عبد الرحمن الراشد وسميت بالاحرف الاولى من اسمي الرجلين ORTV وقد قدمت العديد من الافلام الوثائقية حول المواضيع العسكرية والسياسية والاجتماعية، وابرز ما قدمته في هذا المجال فيلمًا عن الملك عبد الله.

نشر عثمان خلال مسيرته الصحافية عددًا من الكتب نذكر منها (مقابسات نهاية القرن) والذي تضمن حوارات مع القادة العرب وصانعي القرار السياسي العربي الصادر عام 1996 ويتضمن لقاءات مع ميخائيل غورباتشوف، هيلموت كول، بناظير بوتو، والعديد من الزعماء وصانعي السياسة العرب والاجانب كما قدم (رنات المثالث والمثاني من روايات الاغاني) و (كتاب) و (ذاكرة الملك) عن الملك الحسن الثاني.

في أيار/مايو من العام 2001 كان العمير على موعد مع اطلاق ايلاف لتكون اول تجربة ملتزمة في فضاء منفلت راق له ما يعيشه من انفلات باعتباره فضاء جديد عصف بمنطقة لم تكن تعرف غير الحدود في جميع مناحي حياتها. ويعيد العمير اسباب اطلاق صحيفته قبل سبع سنوات من الان الى quot;تطور استعمال الانترنت عبر العالمquot;، وبعد مرور 3 اعوام على اطلاق الصحيفة الالكترونية كان السؤال الذي يطرح في جميع لقاءات العمير مفاده متى ستتحول هذه الصحيفة الى ورقية؟... وهو امر ارجعه الى مدى نجاح مثل تلك التجرية وهو ما يعني دراسة مستضيفة في عالم اثبت فيما بعد ان الصحف..

يقول محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ quot;صحفيو إيلاف ألغوا (الجغرافيا المكانية) كشرط ضرورة للعمل الصحافي، واستعاضوا عنه بالتواصل الإلكتروني من خلال الإنترنت. (إيلاف) يتم تحريرها من (منازل) موظفيها في الغالب، ومحرروها في حالة اجتماع دائم من خلال (النت) دون أن يبرحوا منازلهم. كانت التجربة في حد ذاتها تعتبر تغيرًا نوعيًا جديدًا في إدارة تحرير الصحافة؛ ولمواكبة مثل هذه التغيرات الجوهرية في التحرير لا بد من أن تبتكر أسلوبًا (إداريًا) جديدًا يلائم متطلبات هذا النوع من الصحافة؛ وهذا ما أنجزه بتفوق عثمان العمير في إيلافquot;.

كانت اهم محطات ايلاف خلال السنة الاولى من عمرها هو اطلاق (ندوة ايلاف) والتي شملت منتدى ملحق بالموقع الرئيس لتبادل الاراء، لكن سرعان ما جرى اغلاقها بعد عام تقريبًا من اطلاقها بعد ان لاقت صدى كبير وهو أمر إحتج عليه العديد من الصحافيين من خارج ايلاف ممن عاصروا التجربة، لكن العمير رد سبب القرار الى ان المنتديات quot;هي من الطبقة السفلى للاعلام الالكتروني، ولا علاقة لها بالصحافة الإلكترونية. على الإنترنت، في المنتديات، ومن خلال تجربتنا مع ندوة إيلاف، أنت في مدينة أشباح. نحن كصحافيين، تعودنا أن نعيش في الضوء، نمارس المهنة في الضوء، نعرف مع من نتحدث، ولمن نتحاور، نعرف الشخصيات والأسماء أو نتعرف عليها بسهولة. في المنتديات، الوضع مختلف من أمامك، هل هو رجل مستقيم أو غير مستقيم. أناس تكتب لا أحد يسألها، وأسماء مستعارة لا تعرف من هو خلفها، منهم من يكتب بأسماء مختلفةquot;.

ويضيف العمير quot;هناك أسماء وجماعات تحاول اختطاف الإنترنت لمصلحتها فقط، جماعات متطرفة أو متشددة تريد امتلاك كل المساحـات،. وهناك الليبراليون، هم أكثر ضيقًا بالرأي الآخر وأكثر تحجرًا في آرائهم. أعتقد أنه من الخطأ الظن بأن هذه المساحات الجديدة ستقود الناس إلى فكر ووعي جديد بهذه الصيغة. للأسف. فالأدوات الموجودة عامل سلبي في تأخير التطوير والتنمية، فالناس تكتفي بالتنفيس دون عمل حقيقي معلن، كما أن هناك أشخاصًا يسيئون إلى مجتمعات ودول، دون مبررات حقيقية ولمجرد الكتابة والتعليق خلف أسماء وهمية. أتفق مع الصحافي الأميركي توماس فريدمان، بأن الإنترنت مزبلة إلكترونية. ما يحدث فوضى مطلقة، وتأخير للتغيير وإضعاف للمجتمعات وانبعاث للصراعات المختفيةquot;.

لم يكفَّ العمير عن إثارة الجدل لا من خلال صحيفته (ايلاف) ولا من خلال إطلالاته الاعلامية الاخرى، ففي عام 2003 اتهم قناة العربية في احدى استضافاتها له بأنها تروج للنظام العراقي السابق. قام محمد التونسي برئاسة تحرير الصحيفة الالكترونية لمدة عام حتى استقال في سبتمبر 2004 وكان لهذا الرجل تاريخ طويل في الصحافة حيث تتلمذ على يد والده، ثم انتقل الى جريدة الجزيرة في النصف الاول من سبعينات القرن الماضي، وهناك تعرف إلى عثمان العمير، كما تعرف إلى صالح العجروش وخالد المالك وغيرهم الكثير.

في آذار/مارس 1992 كلف التونسي بإنشاء صحيفة الاقتصادية (الوحيدة التي يقراها عثمان العمير كما يقول اليوم)، ووقتها كان من الصعب اصدار مثل هذه الصحيفة بسبب قلة رجال الاعمال والخوف من اغلاق المطبوعة في منطقة لم تعرف بعد المعنى الحقيقي للاعمال، ليتولى رئاسة تحرير إيلاف ثم يتحول لرئاسة قناة الاخبارية السعودية.

وقد شهدت الصحيفة معارضة من التيارات الاصولية وخصوصًا قسم (نساء ايلاف) الذي طالما نشر الصور (الفاضحة)، لكن ظل هذا القسم الاكثر شهرة بين اقسام ايلاف الاخرى على اي حال، كما شكت العديد من التيارات الفكرية من عدم وجود مساحة لها في ايلاف وخصوصًا التيار الاسلامي، وهو أمر أرجعه العمير في اكثر من مناسبة الى quot;عدم وجود كتاب من هذا التيار أو ذاك لعرض افكارهم في ايلافquot; وليست في وجود مشكلة في ايلاف.

في آب/أغسطس 2006 قدمت ايلاف نسختها الرقمية الاولى (ايلاف ديجتال) في احتفال اقيم في البحرين وجاء الاطلاق بمناسبة الذكرى الاولى لتولي الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة خلفًا لاخيه الراحل الملك فهد.

عام 2007 كان عام الجوائز بالنسبة إلى إيلاف بعد ان اطلقت نسختها الرقمية بصورة نهائية وقد علق العمير على المشروع وقتها بالقول انه quot;استغرق أكثر من عام كامل للإعداد له حيث يعتبر تجربة مهمة في ميدان التعايش بين الصحافة الورقية والإلكترونيةquot;.. فقد تلقى ناشرها في 2007 جائزة شخصية العام الاعلامية احدى جوائز الصحافة العربية التي يمنحها نادي دبي للصحافة على هامش منتدى الاعلام العربي كما حصل على جائزة الابداع من مؤتمر الفكر العربي.

في عام 2007 ايضًا اختيرت ايلاف من قبل وزارة الخارجية الاميركية على انها من بين المواقع الاكثر تأثيرًا وتصفحًا في العالم العربي الى جانب موقعي الجزيرة والبي بي سي العربية وهو ما اضاف تهمة جديدة لهذه الصحيفة من وجهة نظر بعضهم. بعد هذا العمر في الصحافة ما زال بعضهم يراهن على ان يرى عثمان العمير وقد قصر ثوبه واطلق لحيته وحول نساء ايلاف الى زاوية (فتاوى النساء) كما خصص شركاته الاعلامية لتبيع الاشرطة الاسلامية... فقط.

المصادر:
لقاء مع الناشر عثمان العمير
ارشيف صحف الجزيرة، اليوم، عكاظ، المدينة، الرياض السعودية
لقاء اجرته الزميلة منى المنجومي من صحيفة الحياة مع عثمان العمير

لمحات من بدايات العمير
بدأ العمير عمله في صحيفة الجزيرة السعودية اعتبارًا من عددها السادس والثلاثين بتاريخ 1973 وهنا ابرز مقالاته في تلك المرحلة المبكرة من حياته..

عثمان العمير في خبر من طهران بتاريخ 22 ابريل 1973 من العدد 579 لجريدة الجزيرة السعودية:
طهران - من عثمان العمير وفايز حسين
صرح سكينر مدير الكرة والمشرف على فريق إيران للناشئين بأنه شخصياً يرشح فريق بورما ليفوز ببطولة دورة آسيا الخامسة عشرة للناشئين.
وقال بأن السبب يعود إلى أن معظم لاعبي بورما هم خيرة لاعبي المنتخب الأول ويلعبون كرة حديثة لا معنى لتعطيل الكرة أو تأخيرها فيها. ثم إنهم يتمتعون بلياقة بدنية ونفس طويل يؤهلهم للعب مباراتين متتاليتين في وقت واحد.

عثمان العمير في مقاله (هوامش) منشور بتاريخ 3 يوليو 1973 في جريدة الجزيرة (العدد 615).
عزيزيَّ عبدالرحمن وراشد - الراشد - الحزن يتوسد ذراعيه داخلي.. وأنتما في أعماقي تعيشان الآن كشخصين أشعر أنكما فقدتما إنساناً عزيزاً جداً.
وغالياً جداً.. عزاؤكما فيه أنه أخرجكما رجالا.. يحبكم الناس وتحبون الناس!!
من الخطأ أن نتصور أننا نستطيع إيقاف إعصار ما.. أو صد العاصفة بأيدينا.. وإذا فعلنا فنحن مخطئون!!
على الخط البارحة أحنيت رأسي إعجاباً لفتاة مجهولة شاء سوء حظي أن أخبرها برسوبها.. فلم تغضب وأعطتني أسماء زميلات لها وهي تقول: عسى أن يكون بعض منهن قد نجح.. وفي المقابل كان هناك شاب آخر كان يواجه سقوط بعض رفاقه بالفرحة لأنه فاشل هو..
طبعًا هذه صورة مصغرة جدًا لا تعبر عن واجهتين مختلفتين بقدر ما تعطي بعض النماذج.
لو سرق مني عشرة آلاف.. مئة ألف.. مليون -ريال- إذا توفر لدي هذا المبلغ بعد حين - فأعتقد أنني لن أغضب أو أتأسف كما حدث ظهر أمس أمام شريط كاسيت صغير لا يساوي عشرين ريالا.

سرقه أحد الملاقيف من السيارة.. وأنا أجري راكضًا إلى المكتبة لشراء مجلة ما!! لحظتها شعرت بالأسف لأنه ضاع.. ولأن سارقه سيرميه بالزبالة فبالتأكيد هو ليس من عشاق جارة القمر - فيروز - كم أتمنى أن أمثاله يتفحصون الأشرطة قبل سرقتها.. فربما كان صاحبها يتمنى أن تسرق جميعها عدا أغلى شيء لديه كما حدث بالنسبة لي!!
عثمان العمير في تعليق بعنوان (الاذاعة من طهران) منشور بتاريخ 12 ابريل 1973 في جريدة الجزيرة (العدد 570).
طهران من عثمان العمير: الزميل علي آل علي المذيع المرافق يبذل جهوداً في التسجيل الإذاعي لتحقيق وجود أكبر للإذاعة.. هذا وستقوم الإذاعة بنقل كافة الرسائل الصوتية من طهران ضمن برنامج مستمر.

عثمان العمير في تعليق بعنوان (في مباراة اللا معقول .. غسلت دماغي واحسست بالخجل) منشور بتاريخ 19 ابريل 1973 في جريدة الجزيرة (العدد 576).
طهران - من عثمان العمير
يوم الأحد بعد نهاية مباراة إندونيسيا وبورما - تعرضت لغسيل دماغ كروي.. ومن ثم وضعت رأسي بين ركبتي خجلاً!! لأول مرة يتم هذا في مباراة واحدة!!
بورما - إندونيسيا.. يقدمان قمة الكرة الرائعة.. ويتحديان العالم الكروي.. بعطائهما غير المعقول.. غسلت دماغي من كافة العروض السيئة التي شاهدتها في حياتي.. وعدت إنساناً يتذوق الكرة عن حق وحقيقة إثر الحقنة التي نفذها اثنان وعشرون لاعباً من بورما وإندونيسيا وخجلت من مستوى الكرة العربية عموماً!! وشعرت بالبون الشاسع جداً والهوة العميقة التي تفصلها عن الكرة الجنوب آسيوية.. الذي جرى أمامي كان يشبه الحلم لا أستطيع تصويره وقد يكون لدى أحد من الزملاء القدرة على ذلك.
أما أنا فلا! يكفي أن أقول.. إننا شهدنا كرة لا تهدأ.. وأقداماً لا تقف ولاعبين لا يتنفسون.. كل شيء فيهم يتحرك.. أقدامهم.. أجسادهم.. عقولهم.. عيونهم.. أدمغتهم.. وهذا يكفي!! وانتهى اللقاء بعد صراع طويل بين الفريقين بفوز بورما بثلاثة أهداف مقابل هدفين كلها تحققت بشكل مثير.. ولافت للنظر.

عثمان العمير في مقال بعنوان (هوامش) منشور بتاريخ 12 اغسطس 1973 في جريدة الجزيرة (العدد 675).
زميلنا ناجي أحمد - خطاط هذه الجريدة - شخص لطيف جدا.. وخلوق.. إلى درجة كبيرة.. وصبور علينا.. وخاصة على كاتب هذه الأسطر الذي يريه الأنجم في وضح النهار، كما يقول المثل الشعبي!!
هذا الزميل.. يحمل درجة جامعية جيدة تعب حتى اختطفها.. ولكنه تركها في وسط الطريق.. واهتم بهوايته كخطاط.. بعد أن وضع شهادته الجامعية على الرف وحتى إشعار آخر!!

الموضوع الذي أود التطرق إليه أن الزميل ناجي.. يحب المواضيع العلمية.. وخاصة الجغرافية منها.. وأنا شخصياً أشاركه هذا الحب وهو مجال تخصصي الدراسي ومن واقع حبه لذلك هو.. يقوم أحيانا بكتابة مواضيع مطولة من هذا النوع.. فاعتذرت منها بلباقة وقبلها رئيس التحرير.. وأخرى حاولت إفهامه أن القارئ.. على العموم - ليس لديه الاستعداد لكي يفهم عن العصر الجوراسي.. أو الهرسيني.. ولا عن المجموعة الشمسية.. شيئا.. وليست لديه الرغبة إطلاقا لكي يغوص في أعماق التكوينات الجليدية.. ولا الرياح والأمطار.. والذوبان والصخور البركانية.. ولكن يصر دائما على أن شهادته.. تسوطه دائما لكي يقول عن السنوات التي أفناها سهرا وتعبا.. وأخيرا قرر الاقتناع برأيي على مضض..

وفجأة!! ..هزه الحنين إلى الجغرافيا.. وهتف بي.. ليؤكد أنه يعيش حالة مخاض مناخية!! ..وأعلق على سمات وجهه نظراتي.. * ماذا!! - اكتشفت أن مناخ الرياض ليس عاديا ولكنه يمر في حالة مناخية غريبة ستتمخض عن شيء ما!! .. وكتب ناجي ما قاله.. ولأول مرة أشعر أن موضوعاً جغرافياً سيقرؤه كل الناس.

عثمان العمير
عثمان العمير في مقال بعنوان (هوامش) منشور بتاريخ 23 يوليو 1973 في جريدة الجزيرة (العدد 658).

يبدو أن مسألة - بالنيابة - امتدت إلى هوامش الجمعة لتجدني - كاحتياطي الفريق الدائم المهيأ على الدوام للنزول إلى الملعب.. على أي حال المسألة بسيطة جداً وإن كانت على القارئ ثقيلة وهو يرى أن هذه المساحة يحتلها قلم واحد!!

من منا لا يعترف بإخلاص انه وقع في خطأ دله الناس عليه.. ويعترف أن ما فعله مجرد أمر غير قابل للتكرار مرة أخرى.. كم هم الناس الذين يفعلون ذلك.
حتى الذين يفعلون ذلك.. ويبحثون على ركبهم لكي يؤدى فعل الاعتراف لا يستطيعون مسحهم عن تصرفاتهم مرة أخرى وعدم تكراره.. بل هم يفعلونه مع إيمانهم بأنه خطأ.. قلة منهم فقط لا تفعل ذلك..

مرة أخرى عندما كنا أكثر رغبة في القراءة - أذكر أنني قرأت كتابًا للكاتب الأميركي داهيل كارينجر ربما كان دع القلق وابدأ بالحياة - وأريت فيه فصلاً عن الموظف الناجح.. وحاول أن يؤكد أن الموظف الناجح هو الذي يترك طاولة مكتبه فارغة من الأوراق لأن وجود الأوراق لا يدل على أن صاحبها يعمل أمس.. تكرر هذا المنظر أمامي في مكتب موظف كبير في وزارة الإعلام إذ فوجئت أن طاولة مكتبه فارغة تمامًا.. رغم معرفتي بأنه يتحمل مسؤوليات كبيرة جدًا في وزارته.. وهو فعلا يقوم بها.. ويوقع يوميًا مئات المعاملات ويتابع عشرات القضايا.. فأعدت عليه ما قرأته لدانيل كارنيجر.. فقال لي إن العملية الادارية - كإدارة لا تعني كثافة المعاملات بقدر ما تعني العمل نفسه.. لحظتها أدركت ضرورة وجود أمثال هؤلاء الموظفين لدينا.. غزارة في الإنتاج.. مع ندرة في تراكم المعاملات.