لن استخدم نظرية المؤامرة في النتيجة النهائية لمباراة المنتخب ( العراقي ) في تصفيات كاس العالم 2010، لان مثل هذه النظرية ستكون قاصرة جداً امام الواقع المرير الذي تم فيه ذبح أماني الشعب العراقي وهذه المرة من خلال الرياضة وبسكين قطرية وخارجية وبايادي بعضها ' عراقية '. وهذا بالضبط ماجرى مع العراقيين وبعيدا عن مجال الرياضة خلال الخمسة سنوات الماضية بعد سقوط ' صنمهم '.

لذلك فان استخدام نظرية المؤامرة سيكون مهزلة اخرى تضاف الى هذه المهازل، لان في واقع الامر المسالة اكبر من ذلك بكثير وهي ' حزمة مؤامرات ' على واقع وتاريخ كرة القدم العراقية. وسيقول البعض انها مجرد مباراة وخسرناها امام منتخب ' التجنيس ' القطري. والرد بكل بساطة ' المسالة اكبر من النتيجة واكبر من كل قطر وبكثير '. فلاول مرة في التاريخ الرياضي العراقي على وجه الخصوص يتم فيه تسجيل سابقة سوداء وخطيرة ومشينة من خلال شراء الذمم الوطنية الرياضية وبهذا الشكل الشبه علني عند البعض. وقد تكون تصريحات لاعب المنتخب ' باسم عباس ' قبل عدة ايام هي بمثابة شاهد حي ومباشر على تلك السابقة التي تصل في حدود تعريفها الى ' الخيانة ' الحقيقية للعراق والعراقيين. فلقد اشار باسم عباس الى بعض الاساليب المعيبة التي اتبعتها قطر مع بعض لاعبي العراق المحترفين في الدوري القطري. وقد يكون كافيا الاشارة الى اخرها وليس اخيرها من خلال مضاعفة مبالغ عقود لاعبي المنتخب العراقي في الدوري القطري.


ونحن العراقيين في حقيقية الامر تعودنا على اساليب المنتخبات الخليجية بصورة عامة والقطرية منها على وجه الخصوص في حرصها على كسب نتيجة المباراة امام فرقنا الوطنية وبكل الاثمان وبكل الطرق الشرعية وغير الشرعية والمستقيمة والملتوية.

لكن الزمان قد تغير ومعه تغيرت كل تلك الاساليب. فلم تعد الامور مقتصرة على حكم او مراقب خط مرتشي. او قطع الكهرباء عن غرف نوم المنتخب العراقي في ليلة المباراة كما حدث في كلكتا في الهند مع منتخب قطر قبل عدة سنوات. بل اصبحت خطط واسعة وكبيرة كما حدث في مباراة العراق الاولى مع الصين في تلك التصفيات على يد الحكم الايراني والذي نفذ مجزرة حقيقية بالغاء هدف حقيقي لاغبار عليه وبالطرد والانذارت بحق منتخب العراق، حيث مهد الطريق جيدا لمنتخب قطر امام العراق في المباراة التالية، وكانت اقصى عقوبة لذلك الحكم الايراني المشين ويبدو كما وعد بها مسبقا ' الايقاف عن التحكيم في تلك التصفيات ' اما مكارم بن تمام له فلا يعلم بها سوى الله والراسخين بهذه الاساليب التاريخية.

اما اخر مباراة امام قطر قبل يومين والتي اقصت العراق من التصفيات فيكفي فقط الاشارة الى مسالة تغير الحكم الكويتي بالحكم الاماراتي الشهير مع الكرة العراقية، فلقد كانت هذ رسالة نفسية حادة للاعبي المنتخب العراقي ولم يكن هذا التبديل وهذا الاختيار عفويا واضطراريا. لقد ارادتها الصحافة والاعلام القطري' فوز حتى ولو بالدماء ' او ' ام المعارك الكروية ' كما جاء في الصحف القطرية. ولقد كانت كذلك فعلا برموزها وبمحتواها الصدامي البحث والذي ينتمي الى عصر الحفر المظلمة. فلقد خسر العراق نفسه كبلد في ام المعارك الصدامية عام 1990 وتم ذبحه من الوريد الى الوريد ومازال حتى يومنا هذا بل ولحظتنا هذه يدفع ثمن ذلك التهور والاجرام الصنمي الصدامي.

و من هذا التاريخ 2008 ستدفع الرياضة العراقية بصورة عامة والمنتخب العراقي على وجه الخصوص ثمن حزمة المؤامرت هذه التي اطاحت بامال العراقيين لاعوام طويلة قادمة، والسبب في ذلك لايحتاج الى عناء طويل في اكتشافه فلقد زرع الاتحاد العراقي لكرة القدم بذرة سوء كبرى من خلال التامر على واقع ومستقبل الكرة العراقية.

وسيكون حسين سعيد بمثابة زرقاوي الرياضة العراقية الذي ضحى بمستقبل العراق الكروي لاجل مصالحه الشخصية ومستقبله ليس الا. نعم هذا واقع يجب ان يعلن ويتم التدقيق فيه جيدا. فلقد فعلها حسين بن سعيد كما فعلها في المجال السياسي الكثير من اعضاء البرلمان العراقي عندما كبرت كروشهم وتعاظمت على حساب اوجاع وجياع العراقيين وما فعلها قبلهم نظام الصنم الساقط. اذن ' بن سعيد ' ليس استثناء في التاريخ العراقي، لكنه استثناء ومن معه في تاريخ الرياضة العراقية، وهنا تكمن الخطورة الكبرى. ومن يتصور او يعتقد ان 'بن سعيد ' كان له دور ايجابي في نيل المنتخب العراقي الكروي لبطولة أمم اسيا يقع في وهم كبير وقد تكون ذات فائدة كبرى في هذا المجال استذكار تصريحات المدرب البرازيل ' فيرا ' وقبل يوم واحد فقط من مباراتنا النهائية امام المنتخب السعودي. حيث قال في المؤتمر الصحفي و نصا ( ان الاتحاد العراق عاجز ورئيسه حسين سعيد عاجز ومعوق وفاشل ). وقد يكون هذا السر الوحيد الذي جعل بن سعيد يستهدف هذا المدرب القدير وبالتالي استبعاده من مهمة تدريب المنتخب. ان تحريض بن سعيد للاعبي المنتخب العراقي بعدم السفر الى بغداد للاحتفال هناك بنتيجة الفوز بكاس أمم اسيا وايضا خرسه التام وعدم اعتراضه الا بعد فوات الاوان على اشراك لاعب ' منتخب الشباب البرازيلي ' مع منتخب قطر في مباراته الاولى مع المنتخب العراقي اضافة الى الاختلاسات المالية الضخمة في الاتحاد كلها أدلة كبرى على تواطئه على حساب المصالح الوطنية الرياضية العراقية.

لقد تحركت قطر حينها وبسرعة وبقوة على ضم ثمانية لاعبي من منتخب العراقي البارزين الى الفرق القطرية وخاصة بعد اعلان قرعة المجموعات الاسيوية المرشحة لبطولة كاس العالم 2010. وهذا قد يفسر تصرفات البعض من الذين وصل الضعف في قلوبهم الى حد عدم الوصول الى منطقة جزاء قطر خلال مباراتين اما البعض الاخر فوصلت حالة الضعف عنده الى حد عدم الجرأة بالنزول الى ساحة الملعب وتحت مبررات مختلفة ومكشوفة. ولن اتكلم بالاسماء ولن اتهم احد بالخيانة وبالمساهمة بنتيجة المباراة السلبية، لكن هنا نتكلم عن واقع وحقائق موثقة بالتلفزيون قبل كل شيء.

لقد سجلت الاسواق العراقية المحلية يومي السبت والاحد ارقام فلكيه وسابقة تاريخية ببيع العلم العراقي، وهذا مالم يشهده العراق في كل تاريخه الحديث، فلقد كان العراقيون مصرين على ابداء توحدهم خلف منتخبهم الوطني خاصة بعد الحملة الوطنية الكبرى التي قامت بها قناة الفيحاء الفضائية في الداخل والخارج العراقي، ولقد كان في الاتجاه المعاكس من يملك نفس الاصرار على سرقة هذه الفرصة التاريخية وعرضها في مزاد ' السحت الحرام وسوق الخيانة الوطنية والانسانية '. لذلك الان ' اليوم وليس غدا ' حان وقت العلاج الجذري وفي اول خطوة يجب حل والغاء الاتحاد العراقي لكرة القدم الحالي وفورا لانه فقد اول مافقد ' عراقيته '.

وايضا يجب ابعاد وبشكل نهائي لارجعة فيه كل لاعب او اداري او فني ساهم بهذه الكارثة الوطنية الرياضية العراقية بعد اجراء التحقيق القانوني والفني اللازم. والنتيجة في واقع الامر اكبر بكثير من مجرد خسارة مباراة امام منتخب المجنسين القطري.

وليذهب من يريد الى قطر ويحصل على جنسيتها امام بضعة مئات الالوف من الدولارات فحتى مثل هذا الموقف المشين سيكون اقل عارآ ولو نسبيآ مقارنة بالذي حدث من ذبح المنتخب العراقي الكروي البطل. نعم لقد بكينا امس رجالا ونساء اطفالا وشيوخ على نتيجة تصفيات منتخبنا الوطني. لكننا نحن العراقيين حتى بكائنا حلم واصرار وقوة وتصميم. ولنترجم ذلك فورا من خلال اجتثاث كل زرقاوي رياضي وكل صدامي تعفن في الرياضة العراقية.

محمد الوادي
[email protected]