عبد الجبار العتابي من بغداد: على الرغم من السبات الذي تعاني منه السينما العراقية منذ سنوات طويلة والذي راح يأكل من احلامها وطموحاتها المستقبلية، الا اهلها يتمسكون بأي بصيص للتعلق بفرح ما، عسى ان ينشط الدورة الحياتية للجسد المسجى على الواقع اليباب، ومن هنا.. فما زال السينمائيون العراقيون يركضون الى الماضي البعيد للبحث فيه عن أمل وفرح لإستعادة وهج ضائع، ومن ذلك عيد السينما العراقية الذي ظل هاجسًا في ذاكرة السينمائيين يلتفتون اليه كل عام ويقفون عنده على امل ان تعود الروح الى الجسد، ومن هنا يواصل قسم السينما في دائرة السينما والمسرح هذه الايام استعداداته للاحتفال بيوم السينما العراقية الذي يصادف العشرين من الشهر الحالي، وهو اليوم الذي اتفق المسؤولون في دائرة السينما والمسرح على اعتباره عيداً وطنياً للسينما العراقية، باعتباره تاريخ عرض أول فلم عراقي 100 %، ونقصد فلم (فتنة وحسن) للمخرج حيدر العمر الذي عرض في عام 1955، حيث سيقام المهرجان يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين.

من فيلم أحلام للمخرج العراقي محمد الدراجي

وقال عادل سلمان داود رئيس القسم : في هذين اليومين سنقيم مهرجانًا لعروض الافلام الروائية القصيرة والتسجيلية والوثائقية، ستشارك فيه كلية ومعهد الفنون الجميلة والقنوات الفضائية العراقية وجمعية (سينمائيون بلا حدود)، ويستمر المهرجان لمدة يومين، واضاف : والغرض من هذا المهرجان هو تشجيع الشباب على الانتاج والمشاركة في المهرجانات ودفعهم دفعا فنيا ومعنوياً بالاتجاه الصحيح لحركة السينما في العالم، حيث ان كبار المخرجين السينمائيين في العراق قد انتهوا تقريباً، وبات لزامًا علينا ان ندل الشباب على طريق الفن النظيف المؤثر الفاعل في المجتمع، وفي الوقت نفسه تربية اذواق وحواس وخدمة الناس، لان السينما خدمة للاخرين، ففي الوقت الذي يكون فيه من الصعب ان تعبر الكلمة نجد من السهل على الصورة ان تنقل معنى الف كلمة، لذلك المثل الصيني يقول (صورة واحدة خير من عشرة الاف كلمة)، واستطرد عادل : نحن بحاجة الى سينما حقيقية هذه الايام لان البلد يمر بمحنة ولن يستطيع تحمل هذه المهنة سوى الشباب الواعي الصادق، واختتم كلامه بالقول : هذا هو هدف المهرجان الذي ستكون فيه جوائز مادية وتقديرية.
فيلم (فتنة وحسن) من انتاج شركة (دنيا الفن) لصاحبها الفنان ياس علي الناصر وتم الاعتماد فيه على خبرات عراقية خالصة، وادى دور البطولة فيه ياس علي الناصر والفنانة مديحة رشدي، وأدى نجاح هذا الفيلم إلى تشجيع هواة السينما واصحاب رؤوس الأموال على تأسيس شركات سينمائية والشروع بإنتاج الأفلام السينمائية حيث حدثت حركة جيدة.
ومن الممكن ان نجمل ابرز المحطات في تاريخ السينما العراقية وكما يأتي :
- عدد افلام السينما العراقية (101)، انتج منها (99) فيلمًا لغاية عام 1991 بفيلم (الملك غازي) اخراج محمد شكري جميل، وتمثيل نخبة من الفنانين العراقيين وادى دور البطولة ستار خضير، والفيلمان الاخيران (غير صالح للعرض) عام 2005 للمخرج عدي رشيد وهو من تمثيل يوسف العاني وعواطف لسلمان، والاخر (احلام) عام 2006 للمخرج محمد الدراجي وبطولة اسيل عادل.
- اول فيلم عراقي (ابن الشرق) انتاج مشترك (عراقي مصري) عرض في بغداد لاول مرة في 20/ 11/ 1946 وهو من اخراج ابراهيم حلمي وبطولة العراقي عادل عبد الوهاب والمصرية مديحة يسري.
- اول فيلم عراقي ملون (نبوخذنصر) عام 1962 اخراج كامل العزاوي، وهو اول فيلم تاريخي انتجته السينما العراقية، وكان من بطولة سامي عبد الحميد ونجلاء سامي.
- اول فيلم عراقي مأخوذ عن رواية هو (وردة) عام 1957 مأخوذ عن رواية توفيق الحكيم (يةميات نائب في الارياف)، اخرجه يحى فائق وكان من بطولة خالد البارودي وهيفاء حسين.
- اول فيلم كوميدي عراقي (مشروع زواج) عام 1962 اخراج كاميران حسني ومن بطولة فخري الزبيدي والهام حسين.