لندن: بدأ الرئيس الأفغاني حامد كرزاي محادثات اليوم مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لبحث الوضع المضطرب في أفغانستان. وذكر المراقبون أن الرئيس الأفغاني سيبحث مع براون إمكانية ارسال قوات إضافية من منظمة حلف شمال الاطلسي (ناتو) إلى بلاده لحفظ الأمن والإستقرار لا سيما بعد أن صعدت حركة (طالبان) من هجماتها المسلحة العنيفة خاصة في المناطق الجنوبية.

وتأتي هذه المحادثات في ظل غضب اميركي من بعض الدول الاوروبية الاعضاء في حلف (ناتو) بسبب عدم الايفاء بالتزاماتها العسكرية تجاه افغانستان. يذكر ان وزراء دفاع منظمة حلف (ناتو) يجتمعون حاليًا في هولندا حيث من اهم القضايا التي يناقشونها امكانية ارسال المزيد من قواتها المسلحة الى افغانستان.

وكان قدبدأ وزراء الدفاع بحلف شمالي الأطلسي اجتماعاتهم الدورية الأربعاء بصورة صاخبة، إذ فرض الموضوع الأفغاني نفسه على طاولة التباحث، مع دعوة أمستردام الدول الأعضاء إلى زيادة مساهمتها في القوات الدولية المنتشرة في ذلك البلد. وقد توجه إيمرت فان ميدلكوب، وزير الدفاع الهولندي، نحو ممثلي الدول التي تتلكأ في المساهمة العسكرية بالقول إن quot;السلام والأمن ليسا بالمجان،quot; مذكرًا بأن القوات الأساسية المتمركزة في المناطق المضطربة من أفغانستان تتألف من وحدات أمريكية وبريطانية وكندية وهولندية حصرًا.

وتطالب تلك الدول سائر الجيوش الداخلة ضمن حلف الأطلسي، وخاصة ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا بمضاعفة مساهمتها العسكرية الميدانية، خاصة في الولايات الجنوبية التي تمتلك فيها حركة طالبان نفوذاً واسعاً. وأضاف ميدلكوب بحدة: quot;الأمر لا يتعلق بما يسعنا قوله في سبيل بناء عالم آمن وأكثر عدلاً، بل بما نحن على استعداد للقيام به، التكاتف في حمل الأعباء وتحمل المخاطر سيبقى العامل الأبرز في بناء هذا التحالف.quot;

وكان البرلمان الهولندي قد علق زيادة عدد قواته البالغ 1600 جندي في ولاية أورزغان الأفغانية على شرط دعمها بإمدادات دولية أخرى، الأمر الذي قد يهدد مستقبلاً مصير 1700 جندي كندي قد تقرر حكومتهم عدم تجديد مهمتهم في حال اتخذت أمستردام خطوة مماثلة.

وتأتي هذه التصريحات الهولندية بعد أيام من انتقاد علني وجهه وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، إلى بعض الدول الأوروبية التي قال إنها، quot;لم تنفذ تعهداتهاquot; العسكرية في أفغانستان، وفقًا لأوسوشيتد برس.

وأعقب ذلك إعلان فرنسا وألمانيا عزمهما القيام بدور أكبر في عملية تدريب الجيش الأفغاني، بينما قالت سلوفاكيا أنها سترفع عدد جنودها إلى 111 جندي، بينما ستقدم تشيكيا 190 جنديًا إضافياًَ، بينما تدرس جورجيا، وهي ليست عضوًا في الحلف، دعم القوات الهولندية بنحو 200 جندي.