ر

قناة باكستانية ترفع دعوى إحتجاجًا على القيود الإعلامية

والبندي:منعت قوات الأمن الباكستانية السبت، رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو من زيارة رئيس قضاة المحكمة العليا المقال افتخار محمد شودري. وغادرت زعيمة حزب الشعب المعارض منزلها لأول مرة السبت بعد فرض الحكومة الباكستانية الإقامة الجبرية عليها لفترة مؤقتة ورفعها الجمعة.

وقالت مصادر مطلعة إن بوتو كانت تنوي الالتقاء بمسؤولي حزبها وقيادات المجتمع المدني ودبلوماسيين أجانب. وقبل محاولة زيارة شودري، التحقت بوتو بالصحفيين المحتجين في العاصمة على الحظر الإعلامي.

وعلى صعيد آخر، قال المدعي العام الباكستاني مالك محمد قيوم السبت إن الحكومة سترفع حالة الطوارئ خلال شهر، إلا أنه رفض الإدلاء بالمزيد من التفاصيل أو الإفصاح عن موعد إعلان الحكومة رسمياً في هذا الشأن. وينفذ الإعلاميون في كافة أنحاء باكستان السبت احتجاجات على فرض حالة الطوارئ وتعطيل وسائل الإعلام.

وقالت مصادر حكومية باكستانية إنّ السلطات أمرت بطرد ثلاثة صحفيين بريطانيين يعلمون لصحيفة quot;ديلي تلغرافquot; من دون الكشف عن أسباب ذلك. وقالت بوتو للصحفيين quot;لقد جئت لزيارة رئيس المحكمة العليا الذي هو رهن الإقامة الجبرية. لقد قيل لي إنّه لا يمكنه مغادرة منزله ولكن بإمكانه تلقي الزيارات.quot; وأضافت quot;لذلك فقد جئت لزيارته ولكي أقول له إنّ حزبي يقف إلى جانب استقلال القضاء، ولكن للأسف وعلى ما يبدو فإنّ النظام قرّر إقامة حواجز لوقف زيارتي.quot;

وأقامت الشرطة الباكستانية حواجز أمام الطرق المؤدية إلى منزل شودري.

وعلى صعيد متصل، قالت بوتو إنّها لم تتحادث مع الرئيس برويز مشرف quot;منذ سبعة أيام.quot; وقالت quot;آخر مرة تحدثت فيها إليه(مشرف) كانت قبل أن نقرر الالتحاق بالمظاهرات. لقد سألته عن الموعد الذي ستجري فيه الانتخابات.quot; وأضافت إنّ quot;الشعور العام يرفض أي اتصال إضافي بمشرف.quot;

وسبق لحكومة إسلام أباد أن رفعت الإقامة الجبرية عن رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو الجمعة بعد حملة اعتقالات استهدف المئات من أنصارها لمنع مسيرات احتجاجية حاشدة دعت لها زعيمة حزب الشعب المعارض.

واقتحمت الشرطة الباكستانية مبنى أحد المقار الإعلامية حيث احتشد الصحفيون هناك في مدينة quot;بيشاورquot; فيما طوقت السلطات الأمنية مقراً إعلامياً آخراً بداخله صحفيين في quot;لاهور.quot;

مظاهرة ضد مشرف في لندن

وتظاهر نحو 1000 حقوقي السبت، أمام 10 داونينغ ستريت، مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، داعين حكومته إلى التشديد على طلب إعادة الديمقراطية كاملة إلى باكستان. وحمل المتظاهرون شعارات ولافتات تدعو إلى استقالة مشرف، وكانت من ضمن المشاركين جميما خان، الزوجة السابقة لنجم الكريكت والسياسي عمران خان.

كما حمل المتظاهرون أعلام باكستان ولافتات كتب عليها quot;أطلق البريءquot; وquot;أنهوا نظام مشرف.quot;

ومنذ إقرار حالة الطوارئ، لا يغادر عمران خان، الذي يتزعم حزب quot;الحركة من أجل العدالةquot; منزله حيث أنه رهن الإقامة الجبرية.

غيتس: أزمة باكستان قد تقوض جهود التصدي للإرهاب

بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن الأزمة الداخلية التي تشهدها باكستان حالياً قد تقوض مساعي التصدي للمليشيات المتشددة هناك، فيما لمحت إدارة واشنطن أنه من غير المرجح قطع المساعدات الأمريكية عن حكومة الرئيس برويز مشرف.

وأعلن غيتس أمام حشد من الصحفيين عقب ختام جولة آسيوية الجمعة أن استمرار الأزمة الداخلية في باكستان يشتت التركيز عن مواجهة التشدد المسلح والإرهاب.وأوضح قائلاً في هذا السياق: quot;مبعث قلقي أنه كلما طال أمد الأزمات الداخلية، ينصرف تركيز الجيش وأجهزة الأمن الباكستانية عن التهديدات الإرهابية على الجبهة الأمامية.quot;

ومن جانبه انتقد الناطق باسم مجلس الأمن القومي لأميركي، غوردون جوندروي، حملة القمع التي تبنتها الحكومة الباكستانية منذ إعلان حالة الطوارئ منذ أكثر من أسبوع. وقال جوندروي: quot;نظل قلقون حول استمرار حالة الطوارئ وقمع ركائز الحريات، وندعو السلطات الباكستانية إلى سرعة إعادة النظام الدستوري والنموذج الديمقراطي.quot;

وكان البيت الأبيض قد رحب بتحديد مشرف موعداً للانتخابات واصفا تعهده بالخطوة الإيجابية في خضم حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها البلاد مؤخرا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو الخميس quot;نعتقد أنه أمر جيد قيام الرئيس مشرف بتوضيح موعد الانتخابات للشعب الباكستاني.quot;

ويطالب مشرعون أميركيون إدارة واشنطن بوقف المساعدات الأمريكية عن الحليف المحوري في الحرب عن الإرهاب، التي بلغ قدرها نحو 10 مليار دولار منذ عام 2001. وقالت النائب الديمقراطي نيتا لويي، التي ترأس عمليات الإنفاق الداخلية والأجنبية في مجلس النواب: quot;ما لم يلجأ مشرف إلى وقف حملة القمع مباشرة، فلن يجد الكونغرس مناصاً سوى تقييد المساعدات الأميركية إلى باكستان.quot;

وطالبت بتجميد تقديم المساعدات النقدية فوراً عن حكومة باكستان.

ونقلت الأسوشيتد برس عن مصادر مطلعة أن الإدارة الأميركية خلصت إلى أنها غير مطالبة قانونياً بقطع أو تعليق مئات الملايين من الدولارات التي تقدم كمساعدات إلى باكستان، بالرغم من فرض مشرف حالة الطوارئ وشنه حملة قمع ضد المعارضة. وخصصت الإدارة الأميركية مساعدات قدرها 845 مليون دولار لباكستان خلال العام المالي الحالي الذي بدأ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.