واشنطن: quot;هيلاري هي مرشحتنا وتستطيع الفوز بدون الحزب الديمقراطيquot;. جاءت هذه العبارة ضمن إلتماس يسعي مؤيدو هيلاري كلينتون إلي جمع 5 مليون توقيع من أجل مطالبتها بالإنفصال عن الحزب الديمقراطي وخوض الانتخابات كمرشحة مستقلة، أو تحت راية حزب ثالث. وهناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تروج لهذه الفكرة وتتداولها.

إلي جانب ذلك أعلن الحزب الأميركي المستقل في فيلادلفيا في الثالث من يونيو الحالي أن هناك عدد كبير من الأعضاء الجدد يحثون هيلاري كلينتون علي ترك الحزب الديمقراطي، وأن تترشح عن الحزب في الانتخابات المقبلة. ويرجع ذلك إلي غضب بعض هؤلاء الأعضاء من دفع هيلاري خارج الانتخابات التمهيدية، ورغبة البعض الآخر في التصويت لصالح شخص ثالث في نوفمبر غير ماكين وأوباما.

حسابات انتخابية

وفقاً لحسابات انتخابية أجراها بعض مؤيدي كلينتون يقول جو روزستين محرر صحيفة US Politics today في مقال بعنوان Hillary Clinton As An Independent Candidate for President? نشر علي الموقع الإلكتروني للصحيفة في 24/4/2008 أن المرشح الجمهوري جون ماكين قد يفوز بالجنوب باستثناء أركنساس ، فلوريدا ، ولويزيانا . وقد يفوز بالغرب الأوسط باستثناء آيوا ، مينيسوتا ، ويسكونسن ، وميتشيجان كذلك قد يفوز أيضاً بـ باستثناء نيومكسيكو ، نيفادا ، كلورادوا ، ومونتانا. وكل هذا سوف يعطي ماكين 196 من بين 270 صوتاً يحتاجها كي يكون رئيساً.

لكن هيلاري ومع احتفاظها بأغلبية قواعدها من النساء والهسبانك ، والناخبين الأكبر سناً، والعمال سيكون لديها فرصة عادلة لهزيمة كل من ماكين وأوباما في أركنساس ، كاليفورنيا ، كلورادوا ، فلوريدا ، نيومكسيكو ، نيويورك ، ماساشويستس ، كونيكتيكت ، رودآيلاند ، نيفادا ، ونيوهامبشير. وهذا سوف يعطيها 165 صوتاً انتخابياً.

وبناء علي ذلك، وطبقاً لهذا السيناريو، ستكون المعركة علي آيوا ، لويزيانا ، مين ، ميسسوري ، ميريلاند ، ميتشيجان ،مينيسوتا ، مونتانا ، نيو جيرسي ، أوريجون ، بينسلفانيا ، فرجينيا ، واشنطن ، غرب فرجينيا ، ويسكونسن.

وإذا تمكنت هيلاري من الفوز في الولايات التي تمتلك فيها أفضلية فإنها ستحتاج للفوز فقط في ثلثي ولايات الحسم التي ستدور حولها المعركة، وذلك للحصول علي 270 صوتاً انتخابيا تحتاجها للفوز. وإذا تعادلت مع ماكين في الأصوات الانتخابية فإن القرار سيكون لمجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيين.

ويعتبر البعض أن تعادل هيلاري وماكين قد يؤدي إلي فوز هيلاري في النهاية، فيقول Christopher McIntosh في مقال بعنوان An Independent Woman?: Hillary Clinton As A Third Party Candidate ldquo;في أسوأ الأحوال، فإنها ستربح أصوات انتخابية كافية لضمان عدم حصول أي مرشح علي أغلبية الأصوات الانتخابية ومن ثم يتم الذهاب إلي مجلس النواب حيث السيطرة الديمقراطيةquot;. ومن المحتمل- كما يقول McIntosh- أن يدفع ما بين 15- 20 من النواب الديمقراطيين زملائهم إلي التصويت لصالح هيلاري ضماناً لرئيس ديمقراطي.

ولا يري Joe Rothstein في ترشيح هيلاري مستقلة دافعاً عن تخلي الديمقراطيين عنها إذا ما فازت أو احتاجت إليهم عند الذهاب إلي مجلس النواب. ويضرب Rothstein مثال جو ليبرمان الذي خسر انتخابات مجلس الشيوخ التمهيدية في كونيكتيكت عام 2006 لكنه كان قادراً علي الفوز كمستقل، ولم يعاني من أي عواقب لذلك في مؤتمر الديمقراطيين التحضيري في مجلس الشيوخ. ومن ثم إذا تمكنت هيلاري من أن تهزم أوباما وماكين في نوفمبر وتدخل البيت الأبيض، فمن المؤكد أن الديمقراطيين في الكونجرس لن يعاقبوها علي انفصالها عن الحزب.

ومما يساعد كلينتون في الفوز وجود مرشحين آخرين من الممكن أن يسحبوا بعض الأصوات من ماكين. وفي هذا الصدد يقول Joe Rothstein محرر الـ US Politics today :أنه من المتوقع أن يحصل كل من Alan Keyes مرشح الحزب المحافظ للرئاسة، وBob Barr مرشح الحزب الليبرالي Libertarian Party، على خمس النقاط من ماكين في العديد من الولايات. مما يتيح الفرصة لهيلاري بالفوز حتى لو بفارق بسيط كما حدث في انتخابات 1992 حين فاز بيل كلينتون بنسبة 43 % فقط من إجمالي الأصوات وكذلك الرئيس جورج بوش الذي فاز فقط بـ فقط 38 % من الأصوات.

أمثلة سابقة ومزاج أميركي

وفقاً للعديد من مؤيدي هيلاري فإن هناك أمثلة سابقة علي إمكانية خوض الانتخابات بعيداً عن الحزب، والمثال الأكثر بروزاً، هو تيودور روزفلت الرئيس الأمريكي السابق عن الحزب الجمهوري من 1901-1909. فبعد أن أخفق في انتزاع الترشيح الجمهوري من هاوارد تافت ، في انتخابات 1912 اتجه إلي خوض الانتخابات تحت راية حزب quot;Bull Moosequot;. وبالرغم من عدم نجاحه فإنه جاء ثانياً بعد وودرو ويلسون تاركاً تافت ليأتي ثالثاً. وما زال يُذكر روزفلت كرجل دولة أمريكي عظيم.