بيشاور، وكالات: أعلن بيعة الله محسود زعيم حركة طالبان في باكستان السبت وقف مفاوضات السلام مع الحكومة بسبب إستمرار قوات الأمن في إستخدام القوة ضد رجال القبائل. وصرح quot;قررنا تعليق محادثات السلام مع الحكومة بسبب مواصلتها استخدام القوة ضدناquot;. وأعلنت الشرطة الباكستانية أن القوات الأمنية في البلاد بدأت هجوما عسكريا يستهدف طالبان في منطقة خيبر القبلية المجاورة للحدود مع أفغانستان.

وكان الميجر جنرال أطهر عباس، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، قد أعلن في وقت سابق من صباح اليوم السبت اكتمال الاستعدادات لشن عملية عسكرية ضد مسلحي طالبان الذين يهددون بيشاور، وهي المدينة الرئيسية في الإقليم المتفجر الواقع شمال غربي البلاد.

ممر حيوي

وقال عباس إن الهجوم يستهدف المسلحين الذين يتمركزن في ممر خيبر المحازي لمدينة بيشاور، والذي يُعد أيضا معبرا حيويا يُستخدم لإيصال الدعم والمسلتزمات للجيش الأمريكي في أفغانستان المجاورة. وقال أحد المسؤولين المحليين لوكالة الأسوشييتد برس للأنباء إن حظر التجول فُرض على مدار الساعة في منطقة بارا المتاخمة لبيشاور وإنه تم نشر كتائب القوات في المنطقة وقُطع الطريق المؤدي إلى ممر خيبر. وأضاف المسؤول قائلا: quot;لقد تم إغلاق كافة الأسواق وطُلب من السكان عدم مغادرة منازلهم.quot; ونقلت الصحف المحلية عن مصادر طبية في الإقليم قولها إن مشافي بيشاور وُضعت في حالة طوارئ استعدادا لاستقبال أي ضحايا أو إصابات قد تقع بسبب الهجوم.

زيارة جيلاني

وجاء الإعلان عن بدء الهجوم في أعقاب الزيارة التي قام بها صباح اليوم السبت لمدينة بيشاور رئيس الحكومة الباكستانية يوسف رضا جيلاني الذي أكد أن لا علاقة البتة لجولته بالهجوم العسكري الراهن الذي يشنه الجيش على مسلحي طالبان في المنطقة. وقال مسؤول محلي آخر بارز إن الجيش كان قد أعد خطط طوارئ من أجل حماية عاصمة الإقليم من خطر المسلحين الذين قد يشنون هجمات انتقامية على بيشاور التي يقطنها أكثر من مليون نسمة.

وفي إشارة إلى المقاومة المتوقعة للهجوم العسكري الباكستاني، قالت منظمة quot;الصوت والفضيلةquot;، وهي جماعة مرتبطة بطالبان، إن من شأن العملية العسكرية في المنطقة أن تؤدي فقط إلى خلق المزيد من المشاكل.

المحادثات والقوة

وقال منصف خان، المتحدث باسم الجماعة المذكورة: quot;إذا كانت الحكومة تفكر في أي قضية تود معالجتها، فيتعين عليها أن تحلها عن طريق المحادثات وليس عن طريق اللجوء إلى القوة، ونحن مستعدون للتحدث مع الحكومة.quot; ويأتي هجوم الجيش الباكستاني بعد يومين فقط من تحذير الولايات المتحدة من احتمال لجوء حركة طالبان إلى تصعيد هجماتها خلال عام 2008.

فقد ذكر تقرير أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية-البنتاجون- حول الأمن في أفغانستان يوم الجمعة الماضي أن طالبان quot;بلغت مرحلة العصيان المرنquot;، وأنها على الأرجح quot;ستحافظ على مدى وسرعة هجماتها الإرهابية وربما تصعد من وتيرتهاquot;. وكان تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة قد أطاح بحركة طالبان بُعيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.

ازدياد هجمات طالبان

وقال الميجر جنرال جفري شلوزر، القائد العسكري الإقليمي الأميركي في أفغانستان، إن هجمات متمردي طالبان في شرق أفغانستان قد ازدادت بنسبة 40 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

وحذر شلوزر من أن مسلحي طالبان يختارون أهدافاً لتعطيل النمو الإقتصادي في المنطقة، وأن الهجمات على الحدود الباكستانية تشكل حوالي 12 بالمائة من إجمالي هجماتهم شرق البلاد. وألقى شلوزر باللوم في وقوع هذه الهجمات على من أسماهم quot;زمرة المتمردينquot; التي تضم أعضاء من طالبان والقاعدة وأشخاصاً من باكستان وأفغانستان. ويقول مسؤولون أفغان إن مسلحي طالبان سُمح لهم بالإختباء في المناطق القبلية الباكستانية على طول الحدود الجبلية بين البلدين.