رومل السويطي من رام الله: رفض الأمين العام الجديد لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. أحمد المجدلاني، الذي يشغل منصب وزير العمل في حكومة سلام فياض، ما يقال عن أنّ الخلاف الفلسطيني القائم هو بين حركتي quot;حماسquot; وquot;فتحquot;، وشدّد المجدلاني الذي عيّن أمينًا عامًّا خلفًا للأمين العام السابق د. سمير غوشة على أنّ حقيقة الخلاف هو بين المشروع الأصولي الذي تتزعّمه حركة quot;حماسquot;كونها جزءًا من حركة quot;الإخوان المسلمينquot;، وبين المشروع الوطني الذي تتزعّمه quot;منظّمة التّحرير الفلسطينيquot; والتي تضمّحركة quot;فتحquot;.

quot;حماسquot; تسعى إلى quot;أسلمةquot; غزّة

وأعرب المجدلاني في سياق لقاء خاص مع quot;إيلافquot; في مكتبه في مدينة رام الله في الضفّة الغربية عن استيائه من الصحافيين والسياسيين الذين يربطون الخلاف الفلسطيني على مستوى أنّه quot;خلاف بين فتح وحماسquot;، موضحًا أنّ الخلاف هو بين مشروعين، وقال: quot;حماس لها برنامج إيديولوجي بعيدًا عن مشروع منظّمة التّحرير، مرتبط فقط بأدبيّات حركة الإخوان منذ عهد مؤسّسها الشيخ حسن البنا مرورًا بسيد قطب وغيرهما من مؤسّسيحركة الإخوان ورموزهاquot;. وأضاف أنّ quot;الانقلابquot; الذي قامت به quot;حماسquot; هو نتيجة طبيعيّة لهذه الأدبيّات وهو فرض برنامجها بالقوّة،الأمر الذينتج عنه سفك دماء أعداد كبيرة من الفلسطينيين ووجود حالة مرعبة من الانقسام بين الضفة والقطاع،الأمر الذيأضرّ بالقضيّة الفلسطينيّة ونضال الشعب الفلسطيني وسمعته. وأعرب المجدلاني عن اعتقاده بأنّ quot;حماسquot; استخدمت الديمقراطية خلال الانتخابات التشريعية التي أوصلتها إلى الحكومة والمجلس التشريعي كبطاقة سفر باتجاه واحد فقط، مضيفًا أنّ ما يزيد الأمر سوءًا هو أنّ قادة حماس يعتبرون أنفسهم أولياء اللهعلى الأرض، ولا يقبلون بالشراكة مع الآخرين، بحسب تعبيره.

وأضاف أنّ قيام حكومة quot;حماسquot; في غزة بفرض الجلباب الشرعي على المحاميات وأخيرًا على طالبات المدارس يؤكّد على أنّ quot;حماسquot; تسعى لما وصفه بـquot;أسلمةquot; غزة وفرض مشروعها الأصولي بالتدريج، معربًا عن قناعته بأنّ مثل هذه الخطوات ليست لها علاقة بالمشروع الوطني التحريري، إنّما هو تنفيذ لمشروع حركة الإخوان الأصولي البعيد عن تاريخ الشعب الفلسطيني وقيمه، كما أعرب عن اعتقاده بأنّ quot;حماسquot; لا يوجد فيها صقور وحمائم لأنّ برنامجها معروف للجميع ولا يوجد مجال لصقور وحمائم.

حكومة فيّاض تسعى إلى استثمار المناخ الدّولي

وفي ما يتعلّق بأداء حكومة سلام فياض قال المجدلاني لـquot;إيلافquot; إنّ الحكومة الحاليّة أقوى من سابقتها لأنّ الحكومة السابقة جاءت على خلفيّة الخلاف بين quot;حماسquot; ومنّظمة التحرير وخصوصًا quot;فتحquot;، وحين تمّ تشكيل الحكومة الجديدة، أعلن الدكتور فياض من اليوم الأول عن برنامج حكومته الذي تركّز على ثلاث نقاط هي: القيام بالجهد السياسي والنضالي لصالح القضيّة الفلسطينيّة، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومعالجة الأوضاع الداخلية للشعب الفلسطيني ضمن هذا الإطار. وبموازاة ذلك تنمية القدرات الفلسطينية الإدارية بما يحقّق الحكم الرشيد. وأكّد على أنّ الأساس في الحكومة الفلسطينية الحالية هو الانتقال من فكرة إقامة الدولة إلى تجسيد الفكرة على الأرض ومن منطلق توفير البدائل والبناء المؤسساتي السليم والتكامل مع الجهد والنضال السياسي، وكذلك استثمار المناخ السياسي الدولي المصرّ على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

المنظمة هي الإطار الوحيد للفلسطينيين

وقال المجدلاني إنّ على الجميع أن يدرك دائمًا وأبدًا أنّ منظمة التحرير هي الإطار الوحيد الذي يجمع الفلسطينيين جميعًا، مضيفًا أنّه، ومن هذا المنطلق، تقرّر اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة وهيئة المجلس الوطني يوم الأربعاء للبتّ في قضية واحدة فقط وهي ملء الشواغر الستة في اللجنة، مشيرًا إلى أنّ المادّة 14 من القانون تشدّد على أنّه في حال فقدان ثلث الأعضاء من اللجنة فعليها الاجتماع لاستكمال الشواغر، وقال إنّ هذا الإجراء هو إجراء داخلي لضمان استمراريّة شرعيّة المنظمة حتى لا يحدث أيّ خلل، كما أكّد على أنّ هذا الإجراء لا يتعارض مطلقًا مع ما تمّ الاتفاق عليه بين فصائل المنظّمة من جهة وحركتي quot;حماسquot; وquot;الجهادquot; من جهة أخرى، مشيرًا إلى أنّه لا يمكن إبقاء الشواغر بحجّة أنّ هناك اتّفاقًا مع quot;حماسquot;، وقال في الوقت نفسه إنّه في حال تمّ الاتّفاق النهائي فإنّ المنظمّة جاهزة لأيّ استحقاق ولن يكون هناك أيّ عائق من جانبها.