نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أجواء ملبدة بالخلافات، وفي وقت تتضارب فيه الأنباء حول مواصلة جولات الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة، وصل في وقت سابق من يوم الثلاثاء إلى الأراضي المصرية من خلال معبر رفح وفد من حركة حماس الفلسطينية، قادماً من قطاع غزة، وأفاد مصدر مطلع بأن الوفد سيجتمع مع عدد من كبار مساعدي رئيس جهاز الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان.

وقال مصدر مسؤول في معبر رفح إن وفد quot;حماسquot; برئاسة محمود الزهار وزير الخارجية السابق في حكومة حماس المقالة، ضم ثلاثة من قادة الحركة التي تسيطر على قطاع غزة، منذ أن ألحقت بقوات السلطة الفلسطينية وحركة فتح هزيمة، في مواجهات دامية شهدها القطاع المحاصر .

يأتي هذا الحدث على الرغم مما أعلنه عدد من المسؤولين في حركتي quot;حماسquot; وquot;فتحquot; من تصريحات قالوا فيها إن القاهرة أبلغتهم بإرجاء الجولة الجديدة من محادثات المصالحة الفلسطينية، والتي كان من المقرر عقدها يوم الثلاثاء، لأسباب تتعلق بما خلص إليه وفد جهاز الاستخبارات المصري الذي قام بزيارات مكوكية بين رام الله ودمشق، لم يتوصل خلالها لحلول وسط أو مساحة كافية من التقارب بين رؤى قادة الحركتين quot;فتحquot; وquot;حماسquot; تسمح بعقد جولة جديدة من الحوار المتعثر .

ويقول مصدر دبلوماسي في القاهرة إن زيارة وفد حماس للقاهرة لا تعني جولة جديدة للحوار، غير أنها قد تمهد الأجواء أمام عقد جلسة ختامية للحوار بعد أن طال أمده على نحو لا يبشر بإمكانية التوصل إلى حلول ناجعة وحاسمة في المدى المنظور، لهذا يرى الوسطاء المصريون أن المسألة يمكن التعامل معها من خلال اللقاءات الثنائية، وممارسة الضغوط على كل جانب على حده، للتوصل إلى صيغة مقبولة، ويمكن لها أن تستمر وسط هذا المناخ من انعدام الثقة بين قادة الفصيلين، والتراكمات المزمنة من الخلافات بينهما حول العديد من القضايا .

وحول مدى تأثير انعقاد الجلسة الطارئة للمجلس التشريعي الفلسطيني والمقررة يومي 26 و 27 آب (أغسطس) الجاري، نفى رئيس المجلس سليم الزعنون وجود أي تأثير لهذا الحدث على مسار الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر مع حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية .

وكشفت مصادر دبلوماسية عن معلومات تشير إلى أنّ مساعد مدير الاستخبارات المصرية، اللواء محمد إبراهيم، تلقّى اعتراضات من quot;حماسquot; على دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، وساقت الحركة في سبيل ذلك سببين : الأول إجرائي، ويرى أن هذه الدعوة تستبق موعد جولة الحوار في القاهرة، كما يعرب قادة quot;حماسquot; عن مخاوفهم من أن يكون اجتماع المجلس الوطني بمثابة quot;حكم مسبقquot; على ما قد يحدث في الانتخابات العامة المقبلة لانتخاب مجلس وطني تشريعي فلسطيني جديد، ربما تخسر فيه quot;حماسquot; الأغلبية التي حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة .

تجدر الإشارة إلى أن وسطاء مصريين من جهاز المخابرات العامة قاموا بعدة جولات مكوكية بين قادة حركة quot;فتحquot; في رام الله، وقادة quot;حماسquot; في دمشق في محاولة حثيثة لتضييق الهوة بين الجانبين، لكن من دون جدوى، رغم أن الحركتين عقدتا بالفعل عدة جولات من المحادثات في القاهرة وفشلتا في الالتزام في العديد من المناسبات بمواعيد نهائية حددها الوسطاء المصريون وأقر بها الجانبان، لكن كل فريق ظل يتذرع بحجج، ويلقي باللائمة على الجانب الآخر .