وأحاط المبعوثان رئيس الإستخبارات الداخلية الإسرائيلية الشين بيت يوفال ديسكن وكبير المفاوضين عوفر ديكل أولمرت علما بتطورات المحادثات. وسيرأس أولمرت إجتماعا لمجلس الوزراء بعد ظهر الثلاثاء لتقرير كيف سيمضي قدما بالمفاوضات التي تجري من خلال وساطة مصرية مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقال البيان الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن حماس شددت موقفها وتراجعت عن بنود التفاهم التي صيغت خلال العام الماضي ورفعت مطالبها برغم العروض السخية التي قدمتها إسرائيل في جولة المحادثات الحالية.
مما يذكر أن أولمرت جعل من إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت الذي أسره نشطاء في قطاع غزة عام 2006 شرطا مسبقا لتهدئة أوسع مع حماس وإعادة فتح حدود القطاع والسماح لمساعدات الإعمار المهمة للعبور إلى غزة اثر الهجوم الإسرائيلي في الآونة الأخيرة. وتطالب حماس بالافراج عن 450 سجينا بعضهم أدين بقتل إسرائيليين وهو احتمال يقول معارضو مثل هذه الصفقة إنه سيشجع الحركة على أسر المزيد من الجنود.
وكان مسؤول كبير في حركة حماس قد صرح لوكالة أنباء رويترز في أعقاب يومين من المحادثات غير المباشرة مع المبعوثين الإسرائيليين في القاهرة بأنه تم إحراز تقدم وهناك اقتراح إسرائيلي جديد لكن لا تزال هناك بعض الخلافات تعوق التوصل لاتفاق. وقال مصدر إسرائيلي في وقت سابق يوم الاثنين إن إسرائيل تعارض الإفراج عن أقل من 50 سجينا طلبت حماس الإفراج عنهم. وهناك خلاف آخر يتعلق بمطلب إسرائيل إبعاد بعض السجناء.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس يوم الأحد إن الإبعاد مرفوض وإنه لا مجال لمزيد من المرونة في موقف الحركة. وكان أولمرت قد أدرج في جدول أعمال يوم الاثنين اجتماعا للحكومة من أجل تقييم المفاوضات ودراسة الاتفاق المحتمل ولكنه أرجأ الاجتماع حتى الثلاثاء لمنح المبعوثين يوفال ديسكين وعوفر ديكل مزيدا من الوقت لمحاولة إبرام اتفاق.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن حكومة أولمرت قد تقرر إرسال المبعوثين إلى القاهرة من جديد من أجل إجراء مزيد من المحادثات. وقد مثل حماس للمرة الأولى القيادي العسكري الرفيع أحمد الجعبري. وقالت مصادر إن ذلك مؤشر على جدية حماس.
في غضون ذلك قالت مصادر في حركة حماس قبل البيان الصادر عن مكتب أولمرت إن شروط تبادل الأسرى التي وضعتها الحركة منذ اليوم الأول لأسرها شاليت لم تتغير. وقالت إن الحركة غير مستعدة لشطب أي إسم من قائمة السجناء الذين تطالب بإطلاق سراحهم كما أنها غير مستعدة لقبول ترحيل المعتقلين من الأراضي الفلسطينية.
مما يذكر أن أولمرت يتعرض لضغط عام متزايد لإستعادة شاليت وهو حاليا في الأيام الأخيرة لولايته التي استمرت ثلاثة أعوام وشهدت حرب لبنان في عام 2006 التي اعتبرها كثير من الإسرائيليين فاشلة وحملة غزة التي استمرت 22 يوما وانتهت دون تحقيق الوقف الكامل لإطلاق الصواريخ عبر الحدود.
وأصدر أعضاء في حكومة أولمرت تحذيرا علنيا لحماس من أنها قد تجد الحكومة الجديدة التي يجري تشكيلها على يد اليميني بنيامين نتانياهو أقل رغبة في التوصل إلى إتفاق بشأن السجناء.
التعليقات