مناولة اولى لاطفال مسيحيين في بغداد وسط الخوف والقلق حيال المستقبل

صباح جرجيس من بغداد: انهى عشرات من الفتيان والفتيات المسيحيين احتفالهم بالمناولة الاولى في بغداد اليوم الاحد في ظل اجواء من الخوف والقلق حيال مستقبل هذه الاقلية الاخذة اعدادها بالانحسار يوما بعد يوم.
وردد 59 فتى وفتاة هذه الصلاة quot;من اجل بلادنا، عسى ان تعود الحياة الى العراق وكل ابنائه يرفلون بالامان والسلام والاستقرار، آمينquot; مؤكدين بذلك اكتمال انتمائهم الى المسيحية الكاثوليكية.
ووصل هؤلاء مرتدين ثياب الرهبان والراهبات المبتدئين الى كنيسة سيدة الخلاص للمناولة الاولى، وهو مشهد نادر في المدينة حيث يتجنب بعض المسيحيين اقامة احتفالات علنية.

وبينما كانت عائلاتهم تنظر اليهم بفخر، كان الجيل الناشئ من اقدم التجمعات المسيحية في العالم يصلون من اجل انتهاء الحرب الاهلية التي تهددهم بالتهجير من موطن اسلافهم.
وقالت ريتا صباح (11 عاما) quot;ادعو الله ان يحفظ امي وابي وكل العائلة، واطلب من السيد المسيح ان يحفظ الجميعquot;، فأومأ اخوها يوسف براسه قائلا quot;آمينquot;.

ويشكو صديقهما متى حملا ثقيلا، ويقول quot;دعوت يسوع ان يرد ابي سالماquot;.
وخطفت احدى العصابات الكثيرة التي تجوب بغداد والد متى قبل تسعة اشهر، ولم يسمع عنه شيئا منذ ذلك الحين.
وقال اسقف الكنيسة السريانية الكاثوليكية متى متوكا quot;ايها المسيحيون، لا تقلقوا من تهديدات الاشرارquot;.

وخاطب متوكا الحشد quot;يجب على المسيحيين ان لا يخافوا التحديات، اذ قال السيد المسيح +انا معكم حتى يوم القيامة+quot;، مضيفا بنبرة حزينة quot;اهلنا المسيحيون يعانون الاضطهاد في بعض ارجاء بغداد ومناطق اخرىquot;.
وكان عدد المسيحيين في العراق قبل الغزو الاميركي في اذار/ابريل 2003 لا يقل عن 800 الف نسمة يشكلون ثلاثة بالمئة من سكان البلاد يعيش معظمهم في المدن خوصا بغداد وشمال الموصل.

وعلى الرغم من استهداف بعض الكنائس بعيد سقوط نظام صدام حسين، لم يستهدف احد مسيحيي العراق مباشرة، بينما كان التوتر قائما بين متشددي السنة والشيعة.

وعلى اي حال، فقد سقط العديد من اثرياء المسيحيين ضحايا عمليات خطف وطلب فدية والكثير منهم غادروا البلاد او انتقلوا الى كردستان العراق (شمال) الآمن نسبيا.

وبينما تدخل الحرب عامها الخامس، تصلبت الاراء وبدات جماعات اسلامية متطرفة تضطهد المسيحيين الذين عاشوا بين ظهرانيهم منذ ظهور الاسلام.
الجماعات المسلحة كالقاعدة وواجهتها المسماة quot;دولة العراق الاسلاميةquot; تستهدف المسيحيين وتتهمهم بالوقوف الى جانب القوات الاميركية quot;الصليبيةquot;.

وتفيد تقارير اعلامية ان بعض المتشددين في بعض احياء بغداد والموصل طلب من المسيحيين اعتناق الاسلام او دفع الجزية.
وفي خضم هذه الاخطار، يستمر مسيحيو بغداد باداء طقوسهم التي تربط بينهم.
وقال الاسقف متوكا لوكالة فرانس برس في الكنيسة quot;الاطفال يواظبون على الالتقاء مع اترابهم مدة تزيد عن الشهر، يتلقون التعاليم المسيحية تمهيدا لطقس المناولة الاولى رغم الظروف الحاليةquot;.

واوضح quot;كنا سابقا نجمع التلاميذ بسيارة الكنيسة، لكن آباءهم يجلبونهم الى الكنيسة العام الجاري بسبب الاوضاع الامنية السيئةquot;.
وتابع ان quot;بعض الكلدان لم يقيموا الحفل هذا العام لانهم يخشون ذلك بعد ان تلقى احد الكهنة تهديداquot; لكن الكنيسة الكاثوليكية السريانية قررت المضي قدما على الرغم من ذلك.

واجاب ردا على سؤال حول مستقبل المسيحيين في العراق ان quot;المستقبل بيد الله لكن حسب الشواهد وما نعرف ان هناك مخططا جهنميا لاخلاء الشرق الاوسط وليس العراق فقط من المسيحيينquot;.

واضاف متوكا quot;لكن هذا لن يتم ان شاء الله لان اساس المسيحية كانت في هذه البلدان فالمسيح عاش وتربى ومات في فلسطين وذهب الى لبنان وانتشرت المسيحية في بلاد مابين النهرين فكيف نترك هذا البلدquot;؟
وحول عدد السريان الكاثوليك في العراق، اجاب الاسقف ان عددهم قبل عشر سنوات كان بحدود السبعين الفاquot; لكنه عبر عن اعتقاده بان quot;اكثر من ثلث هذا العدد شد الرحال الى خارج البلادquot;.

وقال quot;سقط شهداء في هذه الظروف كالعديد من القساوسة اختطفوا وذبحوا كما ان الارهابيين في بعض المناطق يرغمون المسيحيين على اعتناق الاسلام، فالدولة يجب ان يكون لديها بعض الشعور بمسؤولياتها للحفاظ على ارواح الناس والامنquot;.

وختم مضيفا quot;قال السيد المسيح +سارسلكم كالخراف بين الذئاب+ لكنه قال لا تخافوا فانا معكمquot;.