813


ذات يوم دعي الأديب أوسكار وايلد إلى مأدبة عشاء فخمة أقامها رجل أعمال بريطاني كبير .. وقد صادف أن التقى في اليوم التالي بصحفي بريطاني معروفة فسأله عن رأيه في المأدبة فأجاب بأسلوبه الساخر :
‏ لو كانت المشروبات باردة كربة المنزل‏..‏ لو كانت الشوربة ساخنة كأبنتها‏..‏ لو كانت اللحوم وفيرة كعدد الأكواب .. لو كانت السلاطة طازجة كالخادمة .. لو كانت الفاكهة ناضجة كالطاهية‏..‏ لو كانت العطور كثيفة كدخان السجائر ..
لو كانت الصالونات واسعة كصدور الفساتين‏لكانت حفلة رائعة ومأدبة عظيمة‏ ..! هذا القول ربما يحتاج التذكير به إلىالسيد حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي بعد أن أجرى مقابلة تلفزيونية في مكتبه ببغداد ضمن(برنامج لقاء اليوم ) الذي شاهدته مساء اليوم 23 – 1 – 2005 وقد سألني صديقي أبو ندى الذي شاركني بمشاهدة المقابلة العتيدة عن رأيي بالمقابلة فقلت له : لوكان السيد الوزير ملتزما بقرار الحكومة المؤقتة ورفض هكذا مقابلة لزال عني قلقي بأن وزير الدفاع قادر على الدفاع عن الوطن ..!
ولو أنه قابل الأسئلة المدسوسة بالضحك والتكذيب لقلت أن موسم الباذنجان في الصيف القادم سيكون آمنا مطمئنا ..!
ولو أن الشعلان باعتباره وزيراً ، ووزيرا للدفاع بالذات قد ملك الجرأة في تلقين مقدم البرنامج درسا في الأخلاق الإعلامية لآمنت بأن قرود الجزيرة ممكن أن تحترم حق الشعوب في الشاشات التلفزيونية ..!
ولو كان الوزير الشعلان قد وضع على رأسه تاجا عراقيا حقيقيا لانحنى مقدم البرنامج في المكتب الوزاري الفخم باسطا يديه على ركبتيه أمام العلم العراقي حتى وهو يحمل شخابيط أصابع المجرم صدام حسين عن اسم الجلالة ..!
لو كان الوزير الشعلان قد ألتزم بنداء أكثر من ألفي مثقف عراقي من الداخل والخارج طالبوا بتواقيعهم على مذكرة نشرت قبل أسبوع واحد
بمقاضاة قناة الجزيرة باعتبارها أداة التحريض على الإرهاب والجريمة لقلت أن نصائح الوزير ستمنع عرس الواوية في قناة الجزيرة ..!
لو كان السيد الوزير شجاعا في إدانة قناة الجزيرة بالصوت والصورة لأفلح في فضح الدافع السيكولوجي " لأحأحة " مذيعات القناة المذكورة ليلا ونهاراً ..!
لو كان السيد الوزير قد شاهد مقابلة محمد الطائي صباح اليوم مع فائق الشيخ علي في قناة الفيحاء لتفجر العرق الغزير من جبين الوزير حياء واستحياء متوقدا بحماسة السيد فائق بإدانة الفضائيات العربيات ..!
يا سيدي الوزير :
العراقيون تألموا بعد أن شاهدوا صورتك وأنت تصاب بداء "سارس" قناة الجزيرة .. وأرجو الإسراع في أن تطلي مكتبك بالصلصال الأبيض لتنظيفه من فيروس عبر حدود بلادنا بواسطة قناة الجزيرة وأخواتها ..!
والله هو المعين يا أبا ندى لمن يبحث عن المبادئ ولا يجدها ..!


بصرة لاهاي