طلال سلامة من روما: سيصبح تنزيل الأفلام المعروضة على الإنترنت أسرع وأكثر فعالية، قريباً، بفضل تقنية جديدة تحشد البيانات أون لاين، بأعداد كبيرة وفي صياغة منظّمة، واضعة إياها تحت تصرف آلاف الكمبيوترات بدلاً من كمبيوتر واحد. ولهذه الغاية، ستسمح برمجية - تستند الى لوغاريتم خاص - للمستعملين بتنزيل أفلام الفيديو أون لاين والبيانات الصوتية بسرعة أعلى كما يشرف على هذه التقنية شركةOnion Networks الأميركية؛ ويمكن لهذه البرمجية أن تضاف إلى أي تطبيق آخر عبر رخصة مجانية. والى جانب ذلك، تخطط الشركة أيضاً لإصدار برمجية إضافية اختيارية تُضاف الى برمجية متصفّح الويب(مثلInternet Explorer) وتلجأ أوتوماتيكياً الى برمجية اللوغاريتم الخاصة، حين يبدأ المستعملون تنزيل البيانات على قرص الكمبيوتر الصلب.

وفيما يتعلق باللوغاريتم الجديد المبتكر فانه يقسّم البيانات إلى عدة قطع يمكن أن تُنزٌل إما من المصدر الأصلي(موقع الويب) حيث تتموضع البيانات - ذات الحجم الضخم - أو عن طريق المستعملين الآخرين الذين يستحوذون عليها أو عن طريق المستعملين الآخرين الذين يهمٌون بتنزيلها، بدورهم، وهو ما ينسٌق أفضل استعمال ضغط الشبكة العنكبوتية بغية تعجيل التنزيل. على أية حال، توجد برمجيات تشابه تلك المطروحة من شركة Onion Networks لكنها ترسل الى المستعملين قطع البيانات، بصورة عشوائية، يعاد تجميعها بعدئذٍ في ملف واحد كامل. لكن هذه النظرية لا تعمل مع بيانات الفيديو(ذا الصور المتحركة المستمرة) بما أن الترتيب، تأتي بوساطته قطع البيانات، هو أمر حاسم؛ لكن برمجية تلك الشركة الأميركية المسماة Swarmcast Algorithms تصنّف قطع البيانات هذه بضمن سلسلة منظٌمة ويمكن أن تُستعمل لتنزيل أي نوع من البيانات، بما فيها أفلام الفيديو أون لاين الكبيرة وحتى البرمجيات نفسها. يجدر بالذكر أن مفهوم تقسيم البيانات واعادة تنظيمها وجمعها، بعد التنزيل، هو مُعتمد جداً من قبل BitTorrent، الشركة القائمة في إدارة برمجيات التنزيل من هذا النوع.

ورياضياً، يعتبر تقطيع البيانات ومن ثم جمعها بالكامل مسألة قابلة للبرهان كالطريق الأسرع لتنزيلها سواء كانت هي صفحة ويب أو ملف PDF أو ملف فيديو لأن الكمبيوترات، الآن، أصبحت قادرة على تنزيلها واستيعابها بغض النظر عن حجمها. كما صُمٌم اللوغاريتم أيضاً للتكيّف آلياً مع مشاكل الشبكة جاعلاً هكذا التنزيل أمراً سلساً، بقدر الإمكان؛ ويستعمل كذلك التواقيع المشفّرة لضمان سلامة كل ملف "مُنزٌل". وعلاوة على ذلك، فانه يعتبر ذا منفعة وامتداد طبيعي يُتمّمان تدفق البيانات المرسلة، من جانب الكمبيوتر الخادم، مع سرعة تنزيلها من قبل كمبيوتر المستعمل. لكن اللوغاريتم الجديد يلحق بعض الأضرار، أيضاً، لأنه ينفي البعض من المنافع المولدة من تحمّل عيوب الشبكة فبدلاً من قدرته على الحصول على البيانات، في قطعة واحدة، يعتمد على تقسيمها داخل مجموعة ثانوية من القطع التي لا يمكن أن تتكامل إذا ما فُقدت واحدة منها، على الأقل. على أية حال، بدأ مخطط البيانات المقسٌمة الانتشار في برمجية الرسم تعرف باسم CAD لتمكين المصممين من إرسال رسوماتهم، بشكل كفوء، عبر الانترنيت، يمكن أن يصل حجمها الى عدة جيجابايتات.