بغداد: الفنانة التشكيلية العراقية إيمان حامد متعددة المواهب، فهي بالإضافة إلى كونها تشكيلية تمزج بين الأكاديمي والعفوي فانها أيضاً مصممة للأزياء والأقمشة وكذلك مصممة للديكورات المسرحية حصلت على أكثر من شهادة تقديرية واحدة للأعمال الباهرة التي قدمتها، كما أنها ساهمت في صنع عدد من الجداريات التشكيلية التي تنوعت بين النحت والرسم.
(الوطن) التقتها في هذا الحوار وكان المدخل في الحديث معها عن إضافاتها الجديدة في عالم التشكيل العراقي فقالت:
* أحضر لإقامة معرض مشترك لمجموعة من الفنانين التشكيليين في دمشق وأيضاً التحضير لمعرض شخصي على قاعة المركز الثقافي الفرنسي في مطلع أكتوبر المقبل.
* كيف تنظرين إلى واقع التشكيل في العراق؟
** ان المتتبع لواقع التشكيل في العراق يجد فيه الحضور الفاعل للفنانين فكراً وأسلوباً وغزارة في الإنتاج والإبداع، فهناك خزين من إرهاصات وانفعالات وجدانية وفكر رصين، والآن ونحن نعيش تغيراً ومنعطفاً جديداً في الانفتاح الثقافي الحر والتعبير بكل حرية، تجد شمولية أكثر في المضمون والأسلوب فالتشكيلي العراقي إنسان ذو خزين فكري وموروث إنساني بكل معانيه الانفعالية والوجدانية والساحة مفتوحة أمامه الآن أكثر ولكن يظل الفنان محكوماً ومسيطراً على احترام الذات والتعبير بمصداقية الوجدان، فهو فنان ملتزم بكامل وعيه وليس الالتزام مفروضاً عليه فتراه فناناً ثورياً يتمرد على الواقع وأن شاء الله السبل مفتوحة وله دوره الحضاري.
* لماذا لا تحاول الفنانة التشكيلية الخروج من جلبابها إلى آفاق أكثر شمولية؟
** الفنانة التشكيلية هي امرأة تحوي كل المعاني المعروفة على الست وهي حواء، فهي تعني الأرض الطيبة والجذور والأشجار والطيبة وهي الأم وهي ملهمة الشعراء والرجل بكل جوارحه فهي عشتار وسميراميس فهي خزين بكل لكل هذا وكتلة من المشاعر والوجدان وتحوي كل المفردات الإنسانية فشموليتها تأتي من هذا الخزين الرائع لتأريخها في الوجود.
* هل أنتِ مع وحدة مدرسة لكل الفنانين التشكيليين أم مع التنوع؟
** لكل فنان رؤيته الخاصة وفق خلفيته وادبياته واتجاهه الفكري ولكن لا اختلاف في هذين الأمرين المهم هو نوع الطرح والمضمون والفكر الحر الرصين فالفنان شاملاً بطبيعته.
* في ظل هذا التعدد السياسي والاجتماعي الواسع كيف تنظرين إلى مستقبل التشكيل في العراق؟
** في ظل الظروف الجديدة من واقع التعدد السياسي والاجتماعي والانفتاح الفكري الثقافي يبقى الحوار والتجاذب والإدراك وخصوصاً في مجل التشكيل هو الأصلح بعيداً عن كل الاناثيات والذاتيات لبلوغ الغاية وانتشال الطاقات الشابة من الوقوع في هذه الأخطاء، فالذي يعنينا نحن التشكيليين، التمسك بالجذور وبما نحمله ونحفظه من الفكر الرصين لإيصال واننا إلى العالم بكل ثقة وأمانة ويمنحنا القدرة الجمالية على مواجهة الأخطاء.
* ما هو موقفكِ من النقد الفني الشائع الآن في العراق؟
** لكل فعل ردة فعل ومسألة النقد ليست بالحالة الشاذة فهي مطلوبة لخدمة الفن لبلوغ لغايات السامية والراقية والوقوف بفننا وموروثنا الإنساني، ولكن على النقاد أن يخرجوا من التعابير الجاهزة التي لا تقوّم العمل الفني.
* كيف تنظرين إلى تعامل التشكيليين العراقيين مع الألوان؟
** لكل فنان فكر معين وأسلوب معين وأيضاً هناك ألوان معينة تكون هوية الفنان فبالنسبة للألوان الحارة تعطي انطباعاً عن تمرد هذا الفنان مثلاً وثوريته وطبعه الحاد أو نوعاً من الضيق و الانهيار وبكل الأحوال تعطي تعبيراً عن حالة وجدانية معبرة.
* وماذا عن مواهبكِ الأخرى في التصميم على الأقمشة والأزياء وتصميم الديكورات المسرحية والجداريات؟
** التصميم أصلاً هو نوع مهم من أنواع الفنون التشكيلية وبقدر نجاح الفنان في رسم لوحة متميزة فان ذلك لابد أن يؤهله لأن يكون مصمماً ناجحاً وملفتاً للنظر لأن التصميم في النهاية هو إعداد لوحة تشكيلية تستوقف المتلقي وتضيف الجمالية المطلوبة للعمل ولكن أقول لك أنني قريبة جداً من فن تصميم الأزياء لأنه الأقدر على إظهار الملامح الجميلة المشرقة.