سائدة حمد، فتحي صباح من القدس المحتلة، غزة: اليوم يبدأ نحو 8 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي اضراباً مفتوحاً عن الطعام يواكبه برنامج تضامني فلسطيني واستعدادات اسرائيلية لحرب نفسية واعلامية طويلة.
مطالب الاسرى عادية واضرابهم ليس سياسيا, حسب ما اعلنوا مرارا, فهم لا يطالبون باطلاق سراحهم بل بتحسين ظروف اعتقالهم المزرية, وتحديدا وقف انتقال عدوى سجني "ابو غريب" العراقي و"غونتانامو" الاميركي الى سجانيهم, خصوصا في ضوء الاجراءات المذلة والمهينة التي تمارسها سلطات السجون في حقهم من عقوبات غير مبررة تشمل تعريتهم جماعيا اثناء التفتيش وعزلهم واجبارهم على دفع غرامات باهظة لاتفه الاسباب.
وضمّن الاسرى مطالبهم هذه في بيان اطلقوا عليه "البيان الرقم 1" وحصلت "الحياة" على نسخة منه جاء فيها: "اننا اسرى الحرية في ابو غريب وغونتانامو الاسرائيليين وفي كافة معتقلات الاحتلال الاسرائيلي, وبعد استنفاد كل وسائل المقاومة والنضال, قررنا البدء في اضراب مفتوح عن الطعام والاستمرار بذلك حتى تتحقق لنا مطالبنا العادلة والانسانية".
ولخص وزير الاسرى هشام عبد الرازق هذه المطالب في ثلاث نقاط رئيسة, وقال لـ"الحياة" انها تتمثل بتحسين شروط الحياة, ومنع نقلهم من اماكن سكنهم الى اراضي دولة الاحتلال, وعدم جواز تقديمهم الى المحاكمة امام محاكم اسرائيلية, خصوصا ان الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي في شأن الجدار الفاصل, اعتبر السجناء الفلسطينيين "اسرى حرب", وبالتالي لا يجوز نقلهم او محاكمتهم اسرائيليا.
من جانبها, ترفض سلطة الاحتلال التفاوض مع الاسرى في شأن مطالبهم, بل تستعد بحرب نفسية واعلامية طويلة في مواجهة معركة "الامعاء الخاوية", وذلك تناغما مع السياسة التي حددها وزير الامن تساحي هنغبي عندما قال: "فليضرب الاسرى عن الطعام حتى الموت".
وبدا امس ان اسرائيل بدأت بخوض المعركة, اذ ابلغ اسرى فلسطينيون "الحياة" في اتصال هاتفي من سجنهم, ان سلطات السجون اتخذت ابتداء من يوم امس عددا من القرارات والاجراءات القاسية تشمل اخلاء الغرف من السوائل ومصادرة الكتب, كما نفذت حركة تنقلات بين قادة الاسرى وممثليهم. اما السلطة الفلسطينية, فباشرت اتصالات مع الجانب الاسرائيلي عبر مكتب رئاسة الوزراء الذي يتوقع ان يصدر اعلانا رسميا في هذا الصدد عقب الجلسة الاسبوعية للحكومة. وعلى المستوى الشعبي, قررت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني تنظيم فعاليات مختلفة في الضفة والقطاع, من بينها الاعتصام وتنظيم مسيرات احتجاجية واضراب عن الطعام.
التعليقات