باريس ـ من شوقي أمين: تتناقل أوساط الجالية الإسلامية في فرنسا منذ أيام خبر إنشاء هاتف مجاني موجه للطالبات المحجبات. وتتركز خدمة هذا الهاتف في إعطاء معلومات وتفاصيل عن الطريقة التي يمكن انتهاجها قانونيا في مسائل تتعلق بالمدرسة وحق العلم والعلمانية وموضوع الحجاب الذي هيج المجتمع الفرنسي مؤخرا، ويثير باستمرار جدلا اعلاميا وسياسيا.
وتأتي هذه المبادرة التي قام بها الدكتور عبدالله ميلسانت، عضو المجلس الأعلي للديانة الإسلامية وأحد المدافعين عن ارتداء الحجاب، استعدادا للدخول المدرسي الجديد. وترمي المبادرة الي إرشاد الطالبات المحجبات وتعريفهن بحقوقهن كمواطنات فرنسيات، وتزويدهن بتفاصيل مختلفة عن القوانين الجديدة المتعلقة بالعلمانية وارتداء الحجاب.
وقد لقيت هذه المبادرة دعما ومساندة من الرابطة الفرنسية للنساء المسلمات ، وكذا اتحاد التنظيمات الإسلامية لفرنسا.
وتجدر الإشارة إلي أن رقم الهاتف يتداول بطريقة شفوية لحد الان، ولم يعلن عنه لحد الآن في السجلات الرسمية كما هو متعارف عليه في الخدمة الهاتفية، وهو الآن يعمل بطريقة عادية، وتوجد مكاتبه في مدينة ستراسبورغ قرب الحدود الألمانية، المدينة التي يقطنها الدكتور عبدالله ميلسانت.
ويساعد الدكتور ميلسانت في هذه الخدمة الهاتفية متطوعون ذوو كفاءات علمية ودينية للرد علي أسئلة الفتيات المحجبات. وتقول نورة إحدي المتطوعات ان مهمتها لا تكمن في إيجاد حل لقضايا خاصة أو ملفات معينة، إنما تقتصر علي التوجيه والإرشاد نحو الجهات المختصة من جمعيات أهلية ومؤسسات قانونية من شأنها إيجاد حلول لقضايا مستعصية بين المدرسة والطالبة المحجبة أو بين المحجبة ومكان العمل . وتضيف نورة إننا نلح علي الحديث مع الفتيات المعنيات بالمشكلة التي تعنيهن مباشرة دون المرور عن طريق الأهل ، معتبرة ان الأسئلة في مجملها تدور حول الدخول المدرسي، وكيف سيتعامل مديرو المدارس مع الفتيات المحجبات وأيضا عن البدائل الممكنة للخمار إلي غيرها من الأسئلة القانونية . وعن الإجابات التي قدمتها للسائلات حول موضوع الخمار، تقول نورة: أنا أجيبهن بأن القانون الجديد يسمح بوضع شارة لتغطية الرأس لا تجلب الانتباه . لكن ما نسيته نورة هو أن القانون الجديد الذي شرّعت الجمعية الوطنية (البرلمان) وصادق عليه الرئيس جاك شيراك، يمنع كل الشارات الدينية من قلنسوة وصليب وخمار. كما يعطي مسؤولي المدارس الحرية الكاملة في إقصاء من يشاؤون من المدرسة إذا قدروا أن لباسا معينا يدخل في الثالوث المحرم .
من زاوية أخري لقي خبر إنشاء هذه الخدمة الهاتفية المجانية ترحيبا في أوساط الجالية الإسلامية. وقال أحمد بن طاهر، وهو من أصل جزائري متقاعد عن العمل أن الخدمة تأتي في وقتها في زمن تتحامل فيه دول عدة علي كل ماهو إسلامي ، واضاف أن هذه الخدمة رغم محدوديتها ستؤكد للجميع أننا موجودون .
أما غالية (22 عاما) وهي طالبة جامعية محجبة من أصل مغربي، فتصف خدمة الهاتف الجديدة بأنها إيجابية، وإن كانت تقر بعدم فاعليتها بسبب وجود حزمة من القوانين تصب كلها في الحد من وجود جالية إسلامية لها ما يميزها . وشددت غالية علي ضرورة التزود بالعلم والمعرفة لأن العلم هو السلاح الوحيد في مواجهة اللوبيات المعادية للتواجد الإسلامي في أوروبا . وقالت إني أشعر بمواطَنتي كفرنسية ولا توجد عندي جنسية أخري مضيفة القول بلغة فرنسية راقية: فرنسيتي لا تتعارض وانتمائي الديني. فهذا جوهر العلمانية التي تأسست عليها الجمهورية الفرنسية.