خليل فليحان: اخذا على ما يبدو بنصيحة الرئيس المصري حسني مبارك يسعى لبنان الى معرفة ما يمكن ان يحققه في نيو يورك في شأن التعاطي مع قرار مجلس الامن الرقم 1559 بشكل عملي وواقعي .

وافادت مصادر ديبلوماسية ان افكارا محددة اتفق عليها بالتشاور مع سوريا لمعرفة مدى امكان التجاوب مع ما تريده بيروت ودمشق من اعتماد ما يمكن اعتماده من القرار الدولي. وقالت ان الجهات اللبنانية المختصة لم تتلق حتى الان اي معلومات حول ما اذا كان راعيا القرار الولايات المتحدة وفرنسا تريدان من الرئيس اميل لحود الاستقالة، لان مجلس النواب خرق في نظرهما هذا القرار فعدل المادة 49 من الدستور من اجل التمديد نصف ولاية لرئيس الجمهورية. ففي حين انتقد وزير الخارجية الاميركية كولن باول هذا التعديل الذي حصل بطلب من دولة اخرى لمصلحة شخص وفقا له، لم يشر الى انه مرفوض من بلاده ويريد انتخاب رئيس بديل من الممدد له. واعترف بان الطلب الى القوات السورية الانسحاب من الاراضي اللبنانية، والى اللبنانيين نزع سلاح حزب الله وتجريد الفلسطينيين من اسلحتهم في المخيمات امر معقد جدا وان تطبيقه يستوجب وقتا في التقديرات الاميركية.

كما لم يشر الى اي اجراءات في حال تأخر التنفيذ. وهذا امر جيد يفتح الباب امام التشاور وعدم التسرع وسلط الضوء على دور فرنسا في اعداد القرار وانها كأميركا راعية له.

واستغربت دفاع باول عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لجهة ان الاخير لن يطبق خريطة الطريق بحيث تجاهل ذلك وابدى عدم اطلاعه على التصريح الصادر عن المسؤول الاسرائيلي، متجاهلا ان التحفظات عن تلك الخريطة هي التي جمدت التنفيذ حتى الان ولم ينفذ اي حرف منها. ويؤكد باول ان شارون ملتزم بها ويعزو التأخير في التنفيذ الى ان معالجة قضايا الحل النهائي لا يمكن ان تحصل الا عن طريق التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ولفتت الى ان باول لا يكتفي فقط بالدفاع عن شارون وسلبياته بل يحاول الايقاع بين رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء احمد قريع، ويشهّر بعرفات ويحض الثاني على انتزاع بعض الصلاحيات الامنية منه. لذلك هو عاجز عن التفاوض مع الاسرائيليين وفق ما يراه باول.

ورأت ان اجتماع اللجنة الرباعية الذي سيعقد في الثاني والعشرين من ايلول الجاري لن يكتب له النجاح في ظل الموقف الاميركي وخصوصا ان البحث خلاله سيتمحور على تحريك موضوع خريطة الطريق وما اذا كان بالامكان تطبيقها. واعتبار خطة شارون الانسحاب من غزة جزءا من الانسحابات الملحوظة فيها. وعزت عدم امكان البدء بتطبيق الخريطة الى التريث الاميركي المؤيد من دون حساب لاسرائيل وشارون تحديدا.

كما ان القيادة الاميركية لا تعترف بأن احتلالها للعراق اصبح يشكل مأزقا حقيقيا لها، وتعتبر حال الانفلات الامني عائدة الى مجموعات تريد العودة الى الماضي والديكتاتورية. ولا تعترف بأن القيادة العسكرية في بغداد اخفقت في ضبط الامن الذي تحتمه معاهدة جنيف على اي دولة محتلة لدولة اخرى.