أربيل, السليمانية - جعفر الأحمر: الهدوء الذي يخيم على "كردستان العراق" هذه الأيام يخفي تحته حركة سياسية نشطة تموج بها الساحة الكردستانية. وأول ما يلفت زائر "كردستان العراق" - كما يحلو لسكانها تسميتها - هذا الاستقرار الأمني الذي تنعم به وكأنها بلد آخر لا علاقة له بما يجري على تخومه.

وعلى رغم الاستقرار الأمني الذي تنعم به "كردستان العراق" حالياً لكنها تعيش هموماً تسبب لأبنائها قلقاً لا يفوت المتابع ملاحظته. وأول هذه الهموم مصير هذه المنطقة الجغرافية التي تحاذي ثلاث دول: تركيا وسورية وايران. شكل العلاقة مع بغداد, ثم العلاقة بين ادارتي الاقليم (حكومتا السليمانية واربيل), ثم علاقة الاقليم مع دول الجوار, خصوصاً تركيا, والأهم من كل ذلك مصير كركوك التي يصر الأكراد على انها جزء من اقليم كردستان ولا بد من اعادتها اليه.

ومعلوم ان "كردستان العراق" تعيش نوعاً من الحكم الذاتي منذ 1991 بعد بسط الحزبين الرئيسيين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الحزب الديموقراطي الكردستاني" سيطرتهما على المنطقة. لكن هذا "الحكم الذاتي" تمتعت به هذه المنطقة بحكم "الامر الواقع" بعد انكفاء سلطة النظام السابق من المنطقة اثر انتفاضة الحزبين الكرديين عليه بعد حرب تحرير الكويت. وظلت كردستان رسمياً جزءاً من العراق تابعاً لسلطة الحكومة المركزية في بغداد التي ما زالت قوانينها سارية حتى اللحظة في المنطقة.

المسؤولون الأكراد يشددون على بقائهم ضمن العراق شرط ان يكون "ديموقراطياً فيديرالياً وشركاء على أساس المساواة". ويحرصون على تبديد أي قلق لدى الجيران من طموحاتهم, ويشددون على اقامة "علاقات طبيعية" معهم على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية.