واشنطن من تود بليت: لمدة ستة اشهر بعد وفاة ابنها بيتر في مركز التجارة العالمي يوم 11 سبتمبر(ايلول) 2001، لم تستطع السيدة ليز الدرمان ان تتحدث عن ابنها الا قليلا، ناهيك عن التفكير في الطريقة التي تحب ان تحيي بها ذكراه. وبينما قرر اصدقاء بيتر(25عاما) الذي كان يعمل بقسم المبيعات بإحدى الشركات، ان يزرعوا شجرة خوخ في حديقة منزله في نيويورك لاحياء ذكراه، فإن والديه قررا ان يستغلا مبلغ التعويض الذي صرفته لهم السلطات الاميركية والذي قدر بـ 1,5 مليون دولار لانشاء منحة دراسية سنوية باسم بيتر للطلاب الفقراء او بناء متنزه صغير بجانب منزل العائلة باسمه ليتريض فيه الاهالي، غير ان السيدة الدرمان غيرت خططها بين عشية وضحاها عندما شاهدت برنامجا تلفزيونيا عن ضحايا العنف في العالم. ساعتها قررت ان تخصص مبلغ التعويض كله لانشاء برنامج لتأهيل وتدريب الاطباء الذين يعالجون الاشخاص ضحايا العنف في بلدان مثل رواندا وكمبوديا والبوسنة. اليوم تحل الذكرى الثالثة للهجمات ومؤسسة «بيتر الدرمان» تعمل لاعادة تأهيل ضحايا العنف، كما تعمل بجانبها عشرات المنظمات الخيرية الاخرى التي اقامها اسر ضحايا الهجمات لاحياء ذكرى ذويهم الذين قتلوا.
عائلة بروك جاكمان (23 عاما) الذي قتل ايضا في الهجمات خصصت التعويض لانشاء مراكز لايواء الاطفال المشردين في نيويورك، اضافة الى محو اميتهم. فيما قررت عائلة شيلي مارشال (37 عاما) التي قتلت خلال الهجوم على مبنى وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) الذي كانت تعمل فيه، ان تخصص التعويض لتمويل ورشة للفنون ومكتبة بغرب فريجينيا. وقال دون مارشال انه اثر العثور على جثة زوجته تحت انقاض البنتاجون بعد ثلاثة ايام من الهجمات قرر ألا يترك الكلمة الاخيرة للارهاب والعنف. وتابع «لا اريد ان تكون لاسامة بن لادن الكلمة الاخيرة، اريد لشيلي ان تكون لها الكلمة الاخيرة وهي احبت الرسم كثيرا». وبالنسبة لعائلة مارشال، مثلها مثل باقي العائلات فإن هذه المشروعات الخيرية هدفها هو اعطاء معنى للمحنة الشديدة التي مروا بها بعد فقد ذويهم، كما انها وسيلة للتعبير عن امتنانهم لجيرانهم واصدقائهم الذين ساندوهم خلال الاوقات العصيبة بعد الهجمات مباشرة. وبحسب احصاءات «يو اس توداي» فإن هناك نحو 130 مؤسسة خيرية انشأتها عائلات ضحايا 11 سبتمبر حتى الان. اغلب هذه المؤسسات الخيرية تعمل في مجال المنح الدراسية للطلاب الفقراء، غير ان الكثير منها يعمل كذلك في تقديم خدمات للاطفال، خاصة هؤلاء المحتاجين الى عمليات جراحية لانقاذهم من امراض خطيرة.