لندن من محمد الشافعي: اثار قيادي اصولي مصري تلاحقه المباحث الاميركية استياء رفاقه المحسوبين على تنظيم «القاعدة» حول العالم بسبب كتابته موضوعاً حساساً عن «اسباب سقوط نظام طالبان»، عبر الموقع الالكتروني لمنبر «اهل السنة والجماعة» الذي دأب خلال الاسابيع الماضية على بث بيانات «القاعدة» وجماعة «التوحيد والجهاد» بزعامة ابو مصعب الزرقاوي.
وقال القيادي مرجان مصطفى سالم الجوهري مسؤول «اللجنة الشرعية» في جماعة «الجهاد» المصرية المحظورة والصادر ضده حكم غيابي بالسجن المؤبد في قضية «العائدون من البانيا» عام 1999، حيث كان ترتيبه السابع في تلك القضية التي تصدرها ايمن الظواهري، ان اللوم على سقوط حركة طالبان يجب ان يقع ايضا على الضيوف العرب من «القاعدة» وليس على قادة الحركة المخلوعة فقط. ويعتبر مرجان، المكنى الشيخ عيسى، المفكر الشرعي لجماعة «الجهاد» المصرية بعد انفصالها عن السيد إمام عبد العزيز الشريف، المكنى الدكتور فضل المؤسس السابق لـ «الجهاد». ولمرجان، 45 عاما، الصادر ضده ايضا حكم غيابي بالسجن 15 عاما في قضية «طلائع الفتح الاولى»، اكثر من كتاب شرعي، استخدم فيها اسما مستعاراً هو «عمرو حسان»، بينها كتاب «التبيان في مسائل الكفر والايمان»، من خمسة اجزاء، و«رسائل الاعتصام».
وقال مرجان في مداخلته التي وقعها باسمه الاول بتاريخ 14 اغسطس (آب) 2004 في موقع «منبر اهل السنة والجماعة»: «كلنا كان يعتبرها (افغانستان) دولة الاسلام بعد طول انتظار، والجميع حزن لذهابهم وافول دولتهم التي كانت تمثل الامل لابناء الامة فلماذا هزموا بهذه السرعة؟!». ويجيب: «هناك عدة نقاط تسببت في هزيمة طالبان، وهذا ليس شماتة بل تلمس لاخطاء الماضي في مسيرة بناء الدولة الشاق والطويل». ويشير الى ان اول اسباب سقوط طالبان هو: «الاعتماد على الدعم الخارجى الذي يمثل انتحاراً سياسياً لأي حركة اسلامية، اذ البلاد الاسلامية تحت السيطرة المباشرة او غير مباشرة للاستعمار، وأي اعتماد على دعم خارجي يعتبر خطرا»، وهذا «حصل مع قادة طالبان الذين اعتمدوا على دعم باكستان التي سرعان ما نفضت يديها منهم وباعتهم بثمن بخس ارضاء للاميركيين».
وتطرق الى تمرد «الضيوف العرب من عناصر القاعدة» على حماية حركة طالبان، فقال: «في الاسلام رئيس الدولة هو الامام وله السمع والطاعة وله وحده الحق في تصريف امور الدولة وتنظيم العلاقات الدولية، وليس لاحد غيره حق اعلان الحرب او القيام بأعمال من دون استئذان او تفويض من الامام الشرعى المعين. وقبل كل هذا، فان طاعة الامام المسلم مقدمة على أي عمل»، و«هذا لم يكن حال طالبان الى آخر لحظة».
وقال اصوليون في لندن ان اسلوب مرجان لم يتغير، اذ سبق وانتقد طالبان عقب خلافه مع الظواهري زعيم «الجهاد» المصري ابان اقامته في العاصمة كابل.
ويرد على مرجان، المشرف على موقع «منبر اهل السنة والجماعة» بقوله: «كنا نحسن الظن بك، ولم نكن نعلم نيتك بكتابة هذا الموضوع، لكن اذا كانت طالبان قد انهزمت، فلماذا تريد أميركا تعزيز قواتها هناك؟ اذا كانت طالبان مهزومة، فلماذا تطلب أميركا من طالبان المفاوضات والاتفاق على الهدنة؟ اذا كانت طالبان انهزمت لماذا يريد بوش الآن من الكونجرس تمويل عملياته في افغانستان والعراق؟».
ويشارك اصولي آخر تحت اسم مستعار هو «القيرواني» بمداخلة في الرد على القيادي المصري مرجان، بقوله: «هل انتهت المعركة اصلا حتى تحكم على هزيمة طالبان. انظر الى قوله سبحانه وتعالى: «ألم. غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين. لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله». (صدق الله العظيم) ويرد «المقدسي»، المشرف على الموقع الاصولي، على مرجان الذي اثار غضب واستياء الاصوليين بقوله: «نعم هناك رائحة كريهة، والله أعلم من طرح هذه المسألة. بارك الله فيمن تكفلوا بالرد على مرجان وأزيد بنقطة واحدة وهي ان الجميع يعلم أنه لما بدأت القوات الاميركية بقصف افغانستان بملايين الأطنان من القنابل ذهب ضحيتها ملايين المسلمين الأفغان، كانت الحنكة العسكرية الطالبانية بأن أعلنوها صريحة وواضحة بأنهم سيلجأون الى استدراج العدو والبدء بحرب العصابات لأن ذلك هو الحل الوحيد في حرب غير متوازنة القوى».
والى ذلك يوضح الاصولي المصري مرجان الذي انتقد طالبان من قبل في رسالة سرية عثر عليها في كومبيوتر ايمن الظواهري الذي اشتراه صحافيان من جريدة «الوول ستريت» عقب سقوط طالبان. ويصف مرجان الذي نجا من مداهمات وزيرستان الحدودية التي قتل فيها الاصولي المصري عبد الرحمن الكندي ممول «القاعدة» اكتوبر (تشرين الاول) الماضي في تلك الرسالة الأفغان بأنهم «يغيرون أفكارهم ومواقفهم طوال الوقت» وأنهم «مستعدون للقيام بأي شيء مقابل المال». وتساءل في رسالة لأيمن الظواهري: «هل الحياة بين هؤلاء الناس آمنة؟ هل يمكن القيام بأي عمل أخذا في الاعتبار نقص الخدمات؟».
- آخر تحديث :
التعليقات