هناك جزر متنازع عليها بين اليابان وروسيا‚ ويطلق اليابانيون عليها اسم الاراضي الشمالية في الوقت الذي يسميها الروس جزر كوريل الجنوبية هذه الجزر كانت جزءا من اليابان الى ان احتلها الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب العالمية الثانية هذا النزاع حال دون توقيع البلدين معاهدة رسمية للسلام بعد الحرب وهو ما يزال مستمرا حتى يومنا هذا‚ كوزومي رئيس الوزراء الياباني قام مؤخرا بالمرور في قارب لحرس الحدود قبالة تلك الجزر دون ان يحاول النزول اليها او حتى الاقتراب منها‚ بمعنى آخر بقي في المياه الدولية «وتفحص» الجزر من بعيد ويبدو ان الهدف من تلك الزيارة التي تمت عن بعد هو تسليط الضوء على ذلك النزاع‚ الرئس الروسي فلاديمير بوتين سيزور اليابان في العام القادم‚ حزب كوزومي عانى من انتكاسة في انتخابات مجلس الشيوخ وهو بحاجة لتعزيز صورته امام الناخب الياباني‚ منذ قدومه الى السلطة في 2001 كانت السياسة الخارجية مجالا فسيحا حقق فيه كوزومي اكبر انجازاته خاصة الزيارتين اللتين قام بهما الى كوريا الشمالية الاولى في 2002 والثانية في اوائل هذا العام تمكن كوزومي من كسب اطلاق سراح جميع الرهائن اليابانيين الذين ما يزالون على قيد الحياة والذين سبق لكوريا الشمالية ان خطفتهم خلال الحرب الباردة‚ اما بالنسبة للعراق حيث ارسل كوزومي عددا من افراد الجيش الياباني للقيام بأعمال انسانية هناك فان كل ما على كوزومي فعله هو ان يأمل ان لا يحدث مكروه لأي منهم اخيرا فقد اخرج كوزومي فكرة جديدة من جعبته حيث قرر السفر الى نيويورك في هذا الشهر لالقاء خطاب امام الامم المتحدة ليناشدها فيه اعطاء اليابان مقعدا دائما في مجلس الأمن وهو امر سعت اليابان منذ زمن طويل الى تحقيقه دون ان تحرز اي نجاح في مساعيها تلك‚
قضية الجزر التي تحتلها روسيا لها تداعيات واصداء محلية ليس من السهل القفز فوقها‚ فأكثر من 8 آلاف من سكان تلك الجزر الذين فروا منها بعد احتلال الروس لها ما يزالون على قيد الحياة ولا يبدي الروس اي رغبة في اعادة الجزر الى اليابان‚ اليابان قوة اقليمية مهمة في المنطقة ولكن لا تمتلك من القوة ما يمكنها من المضي قدما في مطالبها وكون اليابان اكبر مستثمر في شرق روسيا شيء يفيد اليابان كما يفيد روسيا‚ اليابان تعتمد على استيراد الطاقة من الخارج وخاصة البترول ولربما الحصول عليه عبر اكبر عدد من المصادر من اجل هذا استثمار اليابان الكثير من الاموال في تطوير مشاريع النفط والغاز في جزيرة سخالين الروسية‚
واذا كانت اليابان ترغب في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن فليس من مصلحتها اغضاب دولة عضو فيه تتمتع بحق النقض الفيتو‚
يطلق بعض اليابانيين على كوزومي اسم قلب الاسد وكسب الكثير من الشعبية بسبب زئيره في بعض الاحيان على الدب الروسي ‚
ولكن في زيارة بوتين القادمة لليابان فان كلا الرجلين سيتحدثان حول النفط والغاز والنقود‚
التعليقات